تعتبر قراءة سورة البقرة من أهم الأعمال العبادية التي تحقق الحفظ من البلايا والمصائب، وتجلب البركة والخير في الحياة الشخصية والمهنية. فقد ثبت منذ القدم أن هذه السورة العظيمة تحتوي على آيات وأحكام تعمل على صرف البلاء وجلب النجاة في وجه المشاكل والمصاعب التي تواجه الإنسان في حياته.

تعد سورة البقرة أطول سورة في القرآن الكريم، وتحتوي على مجموعة متنوعة من الآيات التي تتعلق بالعبادة والأخلاق والأحكام الشرعية. ومن بين هذه الآيات، هناك آيات خاصة تتعامل مع البلايا والمصائب وتحث الإنسان على قراءتها والعمل بها لتحقيق الحفظ والنجاة.

إحدى الآيات التي تعتبر مفتاحًا لصرف البلاء والمصائب هي قوله تعالى في سورة البقرة “وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُلْ لَهُمْ قَوْلًا مَّيْسُورًا” (البقرة: ٢٨٣). هذه الآية تدل على أهمية الاستغفار والتوبة في الحفظ من البلايا والمصائب، وتشجع الإنسان على اللجوء إلى الله وطلب رحمته ومغفرته.

بالإضافة إلى ذلك، فإن قراءة سورة البقرة بانتظام تعمل على دفع الشيطان وصرف وسوسة الشر عن الإنسان، حيث يقول الله تعالى في القرآن “إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّمَا يَأْمُرُكُم بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ” (البقرة: ١٨٢). وبالتالي، يمكن القول أن قراءة السورة تحمي الإنسان من وساوس الشيطان وتحفظه من الشرور والمكائد.

ومن الآيات الأخرى التي تعمل على تحقيق الحفظ وصرف البلايا والمصائب هي قوله تعالى “وَإِن تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِن قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَّهُمْ فَرِحُونَ” (البقرة: ١٩٥). تشجع هذه الآية الإنسان على الصبر والاحتساب عند تعرضه للمحن والمصاعب، وتذكره بأن كل شيء بيد الله وأنه سبحانه هو المدبر للأمور. وبالتالي، فإن القراءة المنتظمة لهذه السورة تعزز الثقة بالله وتجعل الإنسان يتقبل البلايا والمصائب بروح راضية وقلب مطمئن.

باختصار، فإن قراءة سورة البقرة تعتبر وسيلة فعالة للحفظ من البلايا والمصائب، وتجلب البركة والخير في الحياة. فهي تحتوي على آيات تعمل على صرف البلاء وجلب النجاة، وتحث الإنسان على الاستغفار والتوبة. كما تساعد على دفع الشيطان وصرف وسوسة الشر، وتعزز الثقة بالله والصبر عند تعرضنا للمحن والمصاعب. لذا، ينبغي على المؤمنين أن يتعاهدوا على قراءة هذه السورة بانتظام وتدبر معانيها، ليحققوا الحفظ والنجاة ويعيشوا حياة مليئة بالبركة والخير.