زايد نموذج نادر للوعي البيئي وحماية الحياة الطبيعية
عند الحديث عن البيئة، يبرز اسم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كنموذج نادر في الوعي العميق بأهمية الحفاظ على الطبيعة ومواردها وحماية البيئة، حيث استطاع أن يحقق العديد من الإنجازات في هذا المجال ليس محلياً فقط، ولكن على مستوى العالم أجمع.
وحرص الشيخ زايد منذ قيام الدولة على حماية البيئة والحياة البرية، وتوفير كل الأنظمة والتشريعات والبرامج والمشروعات التي جعلت الإمارات من الدول السبّاقة في مجال الاهتمام بالبيئة، ونموذجاً يحتذى على المستوى العالمي في الاهتمام بالبيئة وحمايتها والحفاظ على حق الأجيال المتعاقبة في التمتع بالحياة في بيئة نظيفة وصحية وآمنة، وعبر عن إيمانه العميق بهذه المبادئ في مقولته: «المحافظة على الطبيعة التزام وواجب مقدس، يجب علينا ألا نخل بالتوازن الحيوي، لأن بقاءنا يعتمد عليه، ويجب أن نلعب دوراً إيجابياً في ترك هذه الأرض مكاناً أخضر لأجيالنا المقبلة». وقوله أيضاً: «نولي بيئتنا جل اهتمامنا لأنها جزء عضوي من بلادنا وتاريخنا وتراثنا، لقد عاش آباؤنا وأجدادنا على هذه الأرض للمحافظة عليها، وأخذوا منها قدر احتياجاتهم فقط، وتركوا منها ما تجد فيه الأجيال المقبلة مصدراً ونبعاً للعطاء».
للإطلاع على المزيد من المواضيع بخصوص «عام زايد»، يرجى الضغط على هذا الرابط. |
واهتمام الشيخ زايد بالبيئة ظهر مبكراً، وهو ما وصفه الصحافي البريطاني الشهير باتريك سيل، الذي التقى به عام 1965 في مسقط رأسه في العين، عندما كان حاكماً لها قائلاً: «كان الشيخ زايد يعرف كل حجر، وكل شجرة، وكل طائر في المنطقة التي يحكمها، والأكثر من ذلك هو إدراكه لأهمية الحفاظ على كل قطرة من المياه واستخدامها بشكل مفيد، كما كان غرس الأشجار شغفه الحقيقي».
بفضل وعي الشيخ زايد البيئي، سبقت أبوظبي الكثير من دول العالم في تنفيذ عدد من المشروعات الطموحة لتحويل المناطق الصحراوية القاحلة إلى جنة خضراء، وذلك قبل أن تُطرح الاستدامة والحماية البيئية كعناصر أساسية لأي برنامج تنموي على مستوى العالم.
ففي عام 1969 أطلق الشيخ زايد سياسة عامة للتشجير مع تأسيس أول غابة اصطناعية في الإمارة في مدينة زايد بمنطقة الظفرة، وشهد برنامج التشجير توسعاً سريعاً منذ ذلك التاريخ حتى وصل إجمالي مساحة الغابات والزراعة والمتنزهات الترفيهية إلى نحو 360124 هكتاراً في عام 2004، أو ما يعادل 5.35% من المساحة الإجمالية للإمارة.
مبادرات بيئية
أطلقت الإمارات خلال عهد الشيخ زايد وخلَفِه عدداً من البرامج والمبادرات البيئية التي تهدف إلى حماية النظم البيئية الصحراوية الحساسة وما تحويها من النباتات والحيوانات النادرة من المضاعفات الخطرة لتلوث البيئة وتجاوزات الإنسان، فمنذ الستينات من القرن الـ20 تبذل الإمارة جهوداً هائلة لإنشاء وإعادة تأهيل العديد من الموائل الطبيعية ومحميات الحياة البرية التي كانت سبباً في إنقاذ أنواع عدة من الحيوانات النادرة من حافة الانقراض، حيث أطلقت عدداً من برامج إكثار المها العربي والحبارى وغيرها في الأسر، وإعادتها إلى البرية، ما ساعد على إعادة توطينها في المناطق التي كانت تتجول فيها حرة طليقة. إضافة إلى ذلك، قامت أبوظبي بعدد من المبادرات المهمة للحفاظ على خزانات المياه الجوفية، ما أسهم في إيجاد توازن إيجابي بين النمو السريع اليوم وحق الأجيال المستقبلية في حياة أفضل.