فتيات يتخلّين عن بعض شروط الزواج بعد الـ 30
كدت فتيات مواطنات خلال نقاشات على المنتديات الاجتماعية ومواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» و«تويتر» تنازلهن عن بعض الاشتراطات الخاصة بشريك العمر، التي كن قد حددنها مسبقاً، بما فيها شروط الكفاءة الاجتماعية، ومستوى التعليم، والحالة المالية، إضافة إلى المواصفات الشكلية، بعد وصولهن إلى سن الـ30، ونصحت كثير من الفتيات والمتزوجات، منهن في سن العشرين، بعدم التسرع في الرفض، وتقييم الاشخاص جيداً، وعدم التمسك بشروط مسبقة، حتى لا تفوتهن فرص الزواج بأشخاص جادين، يعرفون قيمة الزواج، ويقدرون تحمل المسؤولية. وأكد صندوق الزواج أنه يسعى إلى تطوير أعماله وعدم قصرها على تقديم المنح المالية للمواطنين الشباب المقبلين على الزواج، من خلال إطلاق مبادرات داعمة، مثل الحملات نصف السنوية التي تشمل الأهل والشباب والشابات المقبلين على الزواج، إلى جانب طلبة وطالبات الثانوية والجامعات والمعاهد والمدارس العسكرية، شارحاً أنه يسعى إلى تثقيفهم بمختلف أنواع المحاضرات والورش، لتوعيتهم بأهمية الاختيار السليم لشريك الحياة.
وتفصيلاً، قالت مريم احمد: «كنت أريد زوجي جذاباً ومثقفا جداً وذا مكانة اجتماعية وإمكاناته المالية عالية، ورفضت أكثر من شخص حتى وصلت إلى سن الثانية والثلاثين، ووجدت معظم صديقاتي تزوجن وأنجبن، فبدأت في إعادة التفكير».
وشرحت أنها تنازلت عن كثير من الشروط، ولم تتمسك إلا بشرطين لقبول الزواج، هما «أن يكون على خلق ومتعلماً، أو على الأقل حاصلاً على شهادة الثانوية، حتى يكون من السهل تشجيعه على الالتحاق بجامعة إذا ما امتلك الطموح والوعي».
واعترفت مها خالد بأنها كانت تضع عيوب الدنيا كلها في كل عريس يتقدم لخطبتها، مشيرة إلى أن أحلامها كانت كبيرة في زوج المستقبل، ولم تكن ترى في من تقدموا لها الشخص المثالي الذي رسمته في خيالها.
وأضافت: «لم أشعر بالندم إلا بعد أن تقدم بي العمر، وأصبحت على مشارف الخامسة والثلاثين، وأصبحت مستعدة للزواج من شخص حتى لو كان أقلّ مني مالياً واجتماعياً، خصوصاً أن حلم الأمومة اصبح يراودني طوال الوقت».
وأكدت سميرة الساجد، أن فرص الزواج أخذت تقلّ منذ أصبحت على مشارف الثلاثين، لأن الشباب يريدون الزوجة الصغيرة، اعتقاداً منهم بأن الفتاة التي تعدت الثلاثين من الممكن أن تواجه مشكلات في الحمل والولادة.
وأشارت هند صالح، إلى أنها رفضت كثيراً من الخطاب، بسبب إصرارها على استكمال تعليمها ما بعد الجامعي، لكنها لاحظت، عقب الانتهاء من الماجستير وأثناء إعدادها للدكتوراه، أن أحداً لم يعد يتقدم لها، كما كانت الحال سابقاً. واكتشفت أن الرجال يخشون المرأة المتعلمة صاحبة الشخصية القوية، ولا يفضلون من هي أعلى منهم تعليماً.
وذكرت (أم سلطان) أن أسرتها لا تقبل تزويج الفتاة إلا من العائلة أو البقاء من دون زواج، وذلك للمحافظة على حسب ونسب العائلة، ما تسبب في عنوسة كثير من فتيات العائلة، مشيرة إلى أن «الرفض ليس دائماً من الفتاة، بل الأهل يكون لهم دور في كثير من المواقف، سواء بالتمسك بشروط معينة، أو بترك الامر كله للفتاة التي قد تكون في سن لا تسمح لها بمعرفة أسس الاختيار السليم».
من جانبها، قالت الباحثة الاجتماعية، الموجهة الأسرية في محاكم دبي، وداد لوتاه، إن الاصرار على الشروط يؤثر سلباً في نسب الزواج في المجتمع، مشيرة إلى افتقار المجتمع إلى ثقافة الاختيار والقبول في الزواج. وأشارت إلى أن «البنت قبل سن الثلاثين تظل متمسكة بشروط كثيرة، معظمها شكلي، مثل أن يكون ذا عمل مرموق، ووسيم الشكل والهيئة، ومتعلماً، ومواطناً أباً وأماً، لكن بعد تعدي سن الثلاثين تذهب معظم هذه الشروط، وتقبل الفتاة بمن هو أقل بكثير ممن سبق وتقدموا لها».
وأفادت مؤسسة صندوق الزواج بأنها تقدم برنامج «إعداد» لتأهيل الشباب المقبلين على الزواج لبناء أسرة آمنة ومستقرة، وهو برنامج إلزامي للراغبين في الحصول على المنحة، ومتاح للراغبين في التقدم للحصول على هذا البرنامج من مختلف الجهات، ومن ضمن محاوره أسس الاختيار السليم لشريك الحياة، لتحقيق التماسك والاستقرار.
ولفتت إلى أن برنامج «إعداد» الذي ينظمه الصندوق للمقبلين على الزواج والراغبين في معرفة أسس بناء الأسرة السعيدة.