والدة الشهيد الحوسني: أبنائي جميعاً فداء للوطن
وصل إلى مطار البطين الخاص في أبوظبي، أمس، جثمان الشهيد الجندي أول عبدالله أحمد عبدالله الحوسني، على متن طائرة عسكرية تابعة للقوات المسلحة، وجرت على أرض المطار المراسم العسكرية الخاصة باستقبال الجثمان، فيما كان في الاستقبال عدد من كبار ضباط القوات المسلحة، وكانت القيادة العامة للقوات المسلحة نعت، أمس، الشهيد الذي انتقل إلى جوار ربه خلال أدائه واجبه الوطني ضمن عمليات قوات التحالف العربي، الذي تقوده السعودية، وقالت والدة الشهيد الجندي أول عبدالله أحمد عبدالله الحوسني، إن «كل ما نعطيه لوطننا من غالٍ فهو رخيص، ونحن على يقين أن الأوطان تحميها أكتاف رجال يحملونها من أجل راحتنا وطمأنينتنا، وأنا على استعداد لأقدم أبنائي جميعاً فداء للوطن».
وكانت القيادة العامة للقوات المسلحة تقدمت بتعازيها ومواساتها إلى ذوي الشهيد، سائلة الله، عز وجل، أن يسكنه فسيح جناته ويتغمده بواسع رحمته.
وأكدت والدة الشهيد: «أمّ الشهيد لابد أن تبكي فرحاً على المكانة التي وهبها الله له ولها، فلا يظن فينا العدو أننا ضعفاء أمام دماء أبنائنا، إنما كل قطرة دم تشهد على قوتنا وحبنا لهذا الوطن الغالي».
وتابعت «كل ما نعطيه لوطننا من غالٍ فهو رخيص، ونحن على يقين أن الأوطان تحميها أكتاف رجال يحملونها من أجل راحتنا وطمأنينتنا، وأنا على استعداد لأقدم أبنائي جميعاً فداء للوطن».
من جهته، قال خال الشهيد عبدالله إبراهيم الحمادي: «هذه ليست البطولة الأولى التي تسطرها عائلة الشهيد في حب الوطن، فهو وأخوه أصيبا، في وقت سابق، أثناء أدائهما مهمتهما العسكرية، ضمن عمليات قوات التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية للوقوف مع الشرعية في اليمن، ما أدى إلى تعرض أخيه لحروق بليغة منعته من العودة للمشاركة في هذه الحرب، إلا أن (عبدالله) أصرّ على العودة، إذ كان يردد باستمرار خلال رحلة علاجه عبارة: النصر أو الشهادة».
ولفت إلى أن «الشهيد تزوج منذ سنة في فترة علاجه، وكان ينتظر مولوده الأول، إلا أن الله اختار أن يكون جنينه من أبناء الشهداء قبل أن تبصر عيناه النور».
وأضاف أن للشهيد أربعة أشقاء، وقد كان قدوة حسنة في الأخلاق والطاعة، وحسن الجوار وحب الوطن، مضيفاً «ما يشرح الصدر هو استشهاد ابن أختي في هذا اليوم المجيد، وهو يوم العلم، وسيكفن جسده الطاهر به».
وتابع «مكانة الشهيد محفوظة في قلب والدته التي ربته، وفي قلب أخوته وعائلته، وما يزيد صبرنا أن مكانته محفوظة لدى قادة دولتنا الكرام، وأبناء الإمارات جميعاً».
وعن لحظات الوداع الأخيرة قال «لم أستوعب وداعه الأخير لي، وكأنه كان يشعر قبل ذهابه بأنه سيستشهد، فقد كان يودعني بحب كبير وهو ينطق بعبارات الفراق الأبدية، ما جعلني أغضب منه وأخبره أنه فخر للوطن، وأنه سيعود ببشائر النصر ويرى مولوده الذي طالما انتظر رؤيته، إلا أنني الآن حين أسترجع كل كلمة قالها أعرف يقيناً أن الشهادة كانت هدفه بعد النصر».