شقيق الراشدي: سيظل اسم الشهيد خميس مرتبطاً بحب الوطن
قال يوسف شقيق الشهيد الملازم مهندس خميس سلطان الراشدي: «رغم مرور عقد من الزمن على استشهاده أثناء أحد التدريبات العسكرية، إلا أن روحه مازالت تعيش في قلوبنا ونفوسنا، وسيظل اسمه مرتبطاً في ذاكرتنا بالولاء للوطن»، مضيفاً: «كان خميس صديقي وأخي وأقرب شخص إلى نفسي، خصوصاً أنه كانت بيننا اهتمامات مشتركة عدة».
وتابع: «الشهيد كان يبلغ من العمر عند استشهاده 25 عاماً، وكان متزوجاً ولديه رضيع عمره أربعة أشهر سمّاه أحمد،الذي يبلغ حالياً 10 أعوام، وقد حرصت مع والديّ وإخوتي وبمساعدة والدته على الاهتمام به منذ طفولته والإغداق عليه بالحب والحنان، وتقديم التوجيه الصحيح له، ولم نغفل عن غرس قيم الولاء وحب الوطن في نفسه، إلى جانب مشاعر الفخر بوالده الشهيد الذي منح روحه فداءً لتراب الوطن الغالي».
وقال يوسف: «يتميز أحمد بتفوقه الدراسي، ويتطلع إلى الالتحاق بالقوات المسلحة، ليواصل مشوار والده العسكري»، موضحاً أن للشهيد خمسة أشقاء وخمس شقيقات، ورغم أنه كان ترتيبه الأوسط إلا أنه كان قريباً جداً منهم، وكان يشعر بالمسؤولية تجاههم جميعاً، فضلاً عن أنه كان باراً بوالديه ويلبي لهم طلباتهم واحتياجاتهم، ويسعى جاهداً لنيل رضاهما، لإيمانه بأن رضاهما يصنع له طريق النجاح والتوفيق، ويجعله محبوباً في نفوس الآخرين.
وتابع: «مواقف كثيرة تجمعني مع شقيقي خميس ستظل محفورة في ذاكرتي، أهمها أنني في كل مرة أدخل منزلي أتذكره، وكأنه مازال معي، وذلك لأن تاريخ زواجي كان قبل استشهاده بعام واحد، وكنت وقتها أجهز منزلي الخاص من بناء وتأثيث وغيره، وقد ساعدني كثيراً في اختيار أمور عدة متعلقة بتصميم البناء وقطع الأثاث».
وأكمل يوسف: «الشهيد قضى ثمانية أعوام من عمره في أميركا من أجل الدراسة، وحصل على شهادة بكالوريوس هناك في هندسة المساحة، قبل أن يلتحق بالقوات المسلحة، وكان أثناء الإجازات يعود مليئاً بالاشتياق إلى بلده وأهله الذين كان يحرص على منحهم معظم وقته ليعوضهم عن كل دقيقه قضاها بعيداً عنهم، وقد عرف عنه الأخلاق الحميدة والشخصية الاجتماعية الودودة المحبة لعمل الخير وخدمة الآخرين، إذ تميزت علاقاته مع أصدقائه وزملائه بكونها وطيدة وراقية، إذ مازال بعض أصدقائه من داخل الدولة وخارجها، يحرصون على التواصل معنا باستمرار، من أجل السلام والاطمئنان علينا ولايزالون يذكرون مآثره ومواقفه النبيلة معهم».
وأكد أن الشهيد كان متحمساً جداً لتلبية نداء الوطن، ولم يتوانَ أو يتردد لحظة واحدة في تأدية الواجب الوطني، وهذه القيم غرسها في نفسه والده الذي عمل عشرات الأعوام في المجال العسكري قبل أن يتقاعد، مشيراً إلى أن العائلة معظمها عسكريون، وقدموا الكثير للوطن وعلى استعداد لتقديم المزيد، إذ إن جميع إخوته يعملون في المجال العسكري، راغبين في رد جزء يسير من الجميل للوطن المعطاء ولحكومة الدولة.
وعبّر يوسف عن تقديره وشكره لقيادة الدولة وللقوات المسلحة التي بذلت جهوداً كبيرة في الوقوف إلى جانب أسرة الشهيد.
من جانبه، قال سلطان الراشدي، والد الشهيد: «الوطن أغلى من الروح والأبناء، وستظل قلوبنا عامرة بالولاء له».