فيـلـم «21» يـروج لـ«الغـايـة تبـــرر الوسـيـلــة»
قال معظم مشاهدي فيلم «21»، للمخرج روبرت لوكتيك والمعروض حـالياً في دور السينما المحليـة، إنه «هدم تمـثال الاستاذ المربي الذي يسـعى الى تعليـم طـلابه الأخلاق قبل أي شيء»، والبعـض الاخـر قال ان لعب القمار بالنسبـة لهـم «فكـرة صـعب تقبلها حتى في فيلــم»، وآخرون عابـوا على المخرج التركـيز علـى استغـلال الاستـاذ لطلابه، وإن أشــاروا إلى أن هذا «لا يحـدث إلا في المجتمعات الغربـية»، والبعـض الاخر أكد أن الفيــلم «لم يحتـو على قيم أخلاقية بل روج للخيانة والاستغلال».
وتدور أحداث فيلم (21) في معهد (ماساتشوستس)، حول الطالب كامبل الذي يسعى لدخول جامعة هارفارد الشهيرة، ودراسة الطب فيها، وعلى الرغم من تفوقه الى انه يحتاج الى اقناع مدير شؤون الطلبة، في أنه يستحق ان يأخذ منحة لأن أوضاعه المادية لن تسمح له بدخول هذه الجامعة العريقة، وتظهر الاثارة في الفيلم حين يلاحظ استاذه في الجامعة ميكي روزا موهبة كامبل في الرياضيات، فيقرر ضمه الى فريق من الطلبة يستغلهم هذا الاستاذ لجني الاموال في نوادي القمار في لوس انجلوس، وبعد تردد من قبل كامبل يقبل الدخول الى هذه المجموعة لغاية الحصول على مبلغ 300 ألف دولار التي تكفل دخوله الى جامعة هارفارد.
ويظهر في الفيلم الطريقة التي يجب ان تتبع لتعلم القمار دون خسارة، وتصل الحالة في كامبل الى نسيان نفسه وحبه لجني الاموال اكثر وأكثر حتى انه يختلف مع استاذه ويقرر العمل وحده ليتعرض الى طعنة من استاذه البروفيسور الذي يبلغ ادارة النادي عن غش كامبل في اللعب اضافة الى سرقة امواله، ليعود كامبل الى نقطة الصفر مرة اخرى مع حقد على استاذه وقرار للانتقام منه، من خلال فريق الطلبة انفسهم ويقنع استاذه عن طريق الحيلة بأنه أسف لذلك ويريد ان يعوضه، لتصل نهاية الفيلم التي تظهر كامبل وهو يسلم استاذه لادارة نادي القمار الذي كان يبحث عنه منذ 20 عاماً، ويدخل كامبل هارفارد بعد ان اذهل مدير شؤون الطلبة بقصته هذه. الفيلم من بطولة جيم ستارغيس وكيفين سبايسي وحصل على نسبة تراوحت بين خمس وتسع درجات.
خطر تربوي
وجد محمد الزين «ان الفيلم تناول مسألة في غاية الأهمية»، موضحاً ان «تمثال الاستاذ المعروف بتربيته للطلاب قبل تعليمه لهم تهدم في اميركا، وحاكى الواقع الذي تعيشه تلك المجتمعات»، وأضاف «فالاستاذ قد يستغل طلابه بالفعل لغايات في نفسه»، مانحاً الفيلم تسع درجات.
وفي المقابل قال حمد المزروعي ان «أجمل ما في هوليوود انها تكشف المستور»، مضيفاً ان «التربية والتعليم في خطر ليس في اميركا فقط بل في جميع انحاء العالم»، مؤكداً اننا «في مجتمعاتنا العربية لا نحكي ما يتعرض له الطلاب من استغلال من اساتذتهم لأنهم في نظر المجتمع منزهين عن الاخطاء»، وأضاف «اميركا وبغض النظـر عن خلافاتنا السياسية معها الا انها تعري المسـتور وتكشفه امام الملأ»، مشيراً الى ان الدليـل «في فيلم 21 الذي لخص الخطر التربـوي الذي قد يتعرض له الطلاب»، مانحاً الفيلم تسع درجات.
وتؤكد ذلك صبا الغانم، فالاستاذ الجامعي «الذي يجب ان يكون مثالاً يحتذى به من قبل طلابه، يقودهم الى لاس فيغاس ليقامروا مقابل المال، وهذا تلخيص لاستغلال تلك الفئة للطلاب الاذكياء»، مشيرة الى ان الفيلم «مستند الى قصة حقيقية»، مانحة اياه سبع درجات.
انعدام القيمة
والفيلم بالنسبة الى خالد أحمد «لا يحمل اي قيمة للمشاهد بل بالعكس»، موضحاً ان «اي مشاهد خصوصاً إذا كان عمره يتراوح بين 18 الى 20 عاماً سيتعلم قيماً ليست جيدة، مثل ان يفعل اي شيء مقابل تحقيق ما يريد»، مشيراً الى ان «بطل الفيلم لعب القمار كي يدخل الى جامعة هارفارد»، مؤكداً ان الفيلم «جيد من الناحية الاخراجية وأداء الممثلين، لكنه يزدري القيم الصالحة للمشاهدين»، مانحاً اياه سبع درجات.
ووافقه الرأي مارك ماروني الذي تمنى على ادارة دور السينما «منع مَن تقل اعمارهم عن 22 عاماً من حضور الفيلم»، معللاً ذلك بالقول ان «الفيلم خطير ويعطي مجالاً للمشاهدين لتقليد ما حدث فيه، خصوصاً ان الامور سهلة التعلم»، وأضاف «شعار الفيلم الغاية تبرر الوسيلة مهما كانت تلك الوسيلة، وهذا ليس جيداً»، رافضاً إعطاء اي نتيجة.
وفي المقابل قالت بها منذر ان «الفيلم ليس اخلاقياً»، موضحة «فهو يعلم الخيانة وعدم الثقة بالاخر ولعب القمار واستغلال البشر وهدم مثال الاستاذ المحترم»، وأضافت «لا انصح بأن يشاهده صغار السن لأنهم سينبهروا بأضواء لوس انجلوس وسهولة الحصول على النقود»، مانحة الفيلم ثماني درجات. درس في القمار بدورها قالت نها رؤوف إن «الفيلم دعوة الى تعلم القمار واستغلال هذه اللعبة المحرمة في تحقيق الغايات البشرية»، مانحة الفيلم خمس درجات.
وأيدها صالح المهيري الذي قال ان «الفيلم لا يتناسب وطبيعة مجتمعاتنا العربيــة التي تحرم لعب القمار ومع ذلك فهــو يعرض في دور السينمــا المحلية»، داعــياً إدارات السيــنما «لتشديد الرقابة على تلك النوعية من الافلام التي تخرب عقـــول الشبــاب»، مانحاً الفيلم ست درجات.
وجدد الدعوة ايضاً سهيل اسماعيل الذي قال: «لا يجب على دور السينما الاماراتية ان تعرض هذا الفيلم لأنه لا اخلاقي ويسعى الى زرع بذور لا تنتج ثماراً جيدة»، مانحاً الفيلم خمس درجات.
23 مليون دولار في أسبوعين
وصلت إيرادات فيلم الحركة والاثارة «21» الى 23.7 مليون دولار منذ بداية عرضه قبل اسبوعين في اميركا ، ليتصدر بذلك إيرادات دور العرض في أميركا الشمالية خلال مطلع الاسبوع الجاري، وحافظ «على تصدره لإيرادات الافلام للاسبوع الثاني على التوالي مسجلاً 15.1 مليون دولار».
والفيلم مأخوذ من قصة حقيقية لستة طلاب من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا تدربوا على أن يكونوا خبراء في حساب الاوراق وبعدما اكتسبوا الخبرة المطلوبة خرجوا الى دور القمار في لاس فيغاس فجنوا الملايين من الدولارات. قالو عن الفيلم بريري ميلر من نيوز بلازا: الفيلم ممتع ولا تشعر بالوقت الذي يمر أثناء المشاهدة.
تريد لوبيل من «كان ماجزين»: انه بالفعل فيلم غبي ويستهين بذكاء المشاهدين. جاك كوبير من «جاكوبير دوت كوم»: الفيلم سطح الحياة الجميلة في لوس انجلوس. اندي كلين من «اوسانجلس سيتي بيت»: ممتع وفيه فكرة لكنها قديمة بعض الشيء.
تيم برايتون من «انتيجوري اند استاسي»: ممتع ولا يوجد افضل من ذلك لتمضية بعض الوقت الضائع.
بطاقة شخصية
ولد كيفن سبيسي في السادس والعشرين من يوليو عام 1959 في ولاية نيوجيرسي بمدينة ساوث أورينغ، ليكون الابن الثالث والأخير لعائلة بسيطة ومتوسطة الحال، لم يطل به المقام في نيوجيرسي حيث انتقلت أسرته إلى كاليفورنيا ليقضي بقية طفولته وشبابه هناك، وكان لذلك الانتقال الأثر المهم في صنع أمجاده الفنية حيث انضم إلى العديد من المعاهد الفنية لتأهيله كممثل، وجاءت بدايته السينمائية كممثل في فيلم «هيرتبورن» عام 1986 مع النجم جاك نيكلسون وكان دوره بسيطاً في الفيلم بشخصية لص في مترو الأنفاق.
استطاع سبيسي في ما بعد أن يلفت الأنظار في الفيلم الشهير «غلين غاري غلين روز» عام 1992، إلا أن شهرته الحقيقية سطعت في فيلم «مشتبهون اعتياديون» 1995، والذي حاز من خلاله على جائزة الأوسكار كأفضل ممثل مساعد. تميزت أفلام سبيسي التالية بإعجاب النقاد من ناحية الأداء وجودة الأعمال المختارة، حتى عام 1999 مع فيلم «الجمال الأميركي»
الذي برهن فيه سبيسي على موهبته التمثيلية ليستحق عنها جائزة الأوسكار لأفضل ممثل رئيس، وهذا أهم إنجاز استطاع كيفن سبيسي تحقيقه خلال السنوات الماضية والتي تخللها العديد من الترشيحات وحصد الجوائز في مختلف المهرجانات والفعاليات من «تورينتو» حتى «البافتا» وفي نهاية الأمر «الغولدن غلوب» التي اقتصر حضوره فيها بأربعة ترشيحات من دون فوز.
المعلومات عن حياة سبيسي شحيحة فالممثل يميل إلى الخصوصية بعيداً عن الأضواء التي يبحث عنها الكثير من نجوم هوليوود، وقد علل انزواءه عن الإعلام برغبته أن يشاهد الناس أدواره الجديدة من دون معرفة بحياته الخاصة لكي لا تؤثر في اندماج المشاهد مع الشخصيات التي يؤديها.