عدم تقبل الوالدين ابنهما المعاق أخطر أنـواع الإساءة
أكدت أخصائيات اجتماعيات ونفسيات في وزارة الشؤون الاجتماعية، أن إساءة الوالدين أخطر أنواع الإساءة بالنسبة للأطفال ذوي الإعاقة، معتبرين أن الأسرة منبع الإساءة للأطفال ذوي الإعاقة، بسبب عدم تقبل الوالدين طفلهم المعاق، ما أدى الى جرائم تسببت في وفاة أطفال.
وذكرت الأخصائيات خلال مشاركتهن في الملتقى السنوي الأول للأخصائيات النفسيات والاجتماعيات العاملات في مراكز ذوي الإعاقة، الذي عقد في مقر الوزارة أمس، عدداً من حوادث العنف التي تعرض لها أطفال من ذوي الإعاقة، وكان أكثرها إيلاماً حبس أب لطفلته المعاقة الرضيعة في غرفة وحدها، ومنع أمها من الاقتراب منها وإرضاعها، حتى ماتت الطفلة من الإهمال، إذ إن الأب رفض الطفلة كونها معاقة، ولم يستطع تقبلها، وهو ما دفعه إلى معاملتها بطريقة غير إنسانية أدت إلى وفاتها، مؤكدات أنها جريمة يعاقب عليها القانون.
وفي حادثة أخرى رصدت الوزارة أسرة مؤلفة من أب وأم، وسبعة أطفال يعانون إعاقات مختلفة، تركهم والدهم من دون أي رعاية أو نظافة أو مصروف برفقة أمهم، بينما يبقى هو برفقة زوجته الثانية وأولادها الأصحاء، وأشرن إلى أن الأب كان يعاقب الأم وأطفالها، وكأنه غير مسؤول عنهم، وليس والدهم، حيث حُرموا مغادرة المنزل لسنوات طويلة.
وأشرن الى أن قضية عدم تقبل الطفل المعاق من قبل الوالدين يعود الى الجهل، من خلال توهم وجود «جن» أو غيره، داخل الطفل، إذ يتم علاجه بطرق بدائية غير ملائمة تتعلق بالطب الشعبي الخاص بإخراج الأرواح، وهو ما يؤثر في المعاق سلباً بسبب عدم تلقيه الرعاية المطلوبة، فضلاً عن الممارسات التي قد تتبع بحقه خلال العلاج الشعبي.
وأشارت الأخصائيات، خلال الملتقى، إلى أن الإساءة إلى ذوي الإعاقة تنبع أحياناً من طرف يفترض فيه الدفاع عنهم، وتهيئة الجو الملائم لتطويرهم وتمكينهم تمهيداً لدمجهم في المجتمع، فضلاً عن عدم توافر الخدمات الصحية لذوي الإعاقة في المراكز الصحية، وعدم معرفة الأطباء طرق التعامل مع كل اعاقة، وصعوبة اكتشاف الحالة بسبب عجز المعاق إحياناً عن تفسير حالته، مشيرات الى أن ذوي الإعاقة بحاجة الى طرق خاصة للتحقيق معهم في جرائم وجنح هم طرف فيها.
من جانبها، قالت الأخصائية النفسية في الوزارة، موزة الوالي، لـ«الإمارات اليوم» إن أسراً في الدولة لا تملك الوعي الكافي بطريقة التعامل مع أطفالها ذوي الإعاقة، ما يحول طريقة تعاطيها معهم الى العنف في بعض الأحيان، ما يؤثر سلباً في صحة المعاق النفسية والجسدية والذهنية.
وأشارت إلى أن الأطفال المعاقين يتعرضون للإساءة من الأشخاص المقربين منهم، وأنهم لا يملكون الأدوات الكافية والمعرفة بطريقة الدفاع عن أنفسهم، إذ تعمل الوزارة على تدريب المشرفات على طرق اكتشاف الإساءة، وتعليم المعاق تمييز الإساءة من غيرها من التصرفات، وتعليمه طريقة التخلص من المعتدي، والبوح بالإساءة.
وأكدت الوالي أن على الأسرة الثقة بقدرات ابنها المعاق وبمهاراته ومستوى الإبداع لديه، وتحفيزه على النشاط والمتابعة في أي هواية، وصقل مهاراته، وعدم تجاهله، ومعاملته على انه عالة على المجتمع، مشيرة الى أن للطفل كرامته، وهو ليس ملكاً لأحد ولا حتى أسرته، وان القوانين والتشريعات تحمي جميع سكان الدولة، كما أن قوانين الدولة تحمي ذوي الإعاقة وتمنع الإساءة إليهم من أي طرف من الأطراف.
وأضافت ان الأساس في عمل الوزارة والمراكز هو حماية الأطفال المعاقين من الإساءة من اي جهة كانت، واكتشاف تعرض معاقين للإساءة او الإيذاء، مشيرة إلى أن أشخاصاً يتعمدون الإساءة لذوي الإعاقة، كون بعضهم غير قادر على التعبير عن نفسه، وقد لا يدرك آخرون الإساءة في حد ذاتها إن حصلت.