الوصل يودّع آسيا «كلينيكياً»
فرّط الوصل في فرصة ذهبية للعودة إلى أجواء المنافسة على بطاقة التأهل إلى الدور ربع النهائي لدوري أبطال آسيا لكرة القدم، بعد أن تجرع مرارة الخسارة أمام الكويت الكويتي 1/2 في المباراة التي جرت، مساء أول من أمس، على استاد نادي الكويت في الجولة الرابعة من مباريات المجموعة الثانية للبطولة القارية.
ولم يحسن لاعبو الوصل استغلال الفرصة الكبيرة التي أتيحت لهم في موقعة الكويت، حيث قدم القوة الجوية هدية ثمينة بخطف التعادل مع سايبا على أرضه وبين جماهيره 1/1 قبل ساعات من لقاء الكويت والوصل الذي خاضه أصحاب الأرض دون ثلاثة لاعبين مؤثرين هم: الثنائي المحترف زياد الجزيري والأنغولي ماكينغا والمدافع الدولي يعقوب الطاهر.
وبات الفريق في حاجة إلى معجزة لتصدر المجموعة والتأهل إلى دور الثمانية. ورغم وجود فرصة للتأهل بالأرقام إلا أن الوصل ودّع البطولة بشكل عملي؛ لأنه يحتاج للفوز في مباراتيه المقبلتين بشرط ألا يخسر سايبا الإيراني مباراته الثانية أمام الكويت الكويتي، وأن يخسر الكويت أمام القوة الجوية العراقي. ومن ثم ستكون الكرة في ملعب الآخرين وهو ما يزيد من صعوبة مهمة الإمبراطور في المنافسة.
هدف مبكر وتراقص الفوز أمام عيون الجمهور الوصلاوي بعد أن نجح الفريق في التقدم بهدف مبكر بعد ست دقائق فقط من بداية المباراة عن طريق عيسى علي من ركلة جزاء صحيحة احتسبها الحكم العماني جمعة محمود الطريفي، لكن فهود زعبيل لم يستثمروا الفرصة، وكأن الهدف المبكر كان نقمة كبيرة على الفريق فتحول اللعب بشكل غريب لصالح الكويت الذي نجح سريعاً في العودة إلى المباراة في الدقيقة العاشرة عندما سجل خالد عجب هدف التعادل من خطأ دفاعي.
وفي الدقيقة 41 شهدت المباراة هدف الفوز للكويت عن طريق عبدالرحمن العوضي مستغلاً تمركزاً دفاعياً خاطئاً وتغطية عكسية ولا أسوأ في الناحية اليسرى.
وحاول الوصل العودة إلى المباراة لاسيما عن طريق مغامرات البرازيلي زي ماريو الذي استخدم كل أسلحته الهجومية وألقى بها تباعاً على حساب الجانب الدفاعي، لكنها لم تنجح وكاد النتيجة تتضاعف لولا رعونة مهاجمي الكويت في إنهاء الفرص الكثيرة التي لاحت لهم وكلها من انفرادات صريحة بالمرمى.
الجمهور يستغرب بات الجمهور الوصلاوي الذي زحف خلف فريقه لتشجيعه في الكويت مستغرباً من سبب الحالة المتواضعة التي كان عليها بعد أن تخلى الفريق عن ثياب الفهود وتم ترويضهم بسهولة تامة رغم النقص الشديد في العناصر الأساسية للمنافس واكتمال صفوف الوصل.
وتباعدت خطوط اللعب للفريق ولم تكن هناك معالم واضحة لخطة اللعب، وسيطر البطء على التحركات بالكرة ودونها، وارتكب اللاعبون أخطاء التمرير الساذج وغابت المساندة الدفاعية والهجومية واختفت التغطية العكسية وندر الضغط الدفاعي على المهاجمين الذين تحركوا بحرية تامة دون رقابة.
ورغم أن الكويت وضح اعتماده منذ بداية المباراة على الانطلاق من الجانبين إلا أن الوصل لم يغلق تلك الثغرة لاسيما في الناحية اليسرى التي أجاد لاعبو الكويت استغلال تقدم طارق حسن للهجوم وركزوا في كل هجماتهم على الكرات خلفه. وافتقد خط وسط الوصل القدرة على السيطرة على مجريات الأمور في ظل الكثافة العددية للمنافس في منطقة المناورات وانقطاع الصلة بين ثلاثي الهجوم اوليفيرا وروجيريو ودياز وخطي الوسط، وندرت الفرص الحقيقية على المرمى الكويتي وتصدى لها خالد الفضلي بارتياح.
سلاح ذو حدَّينكان غياب ثلاثي الكويت سلاحاً ذا حدين في المباراة حيث أعطى نوعاً من الثقة الزائدة للاعبي الوصل في تحقيق الفوز والعودة بالنقاط الثلاث وساهم فيها الهدف الوصلاوي المبكر، بينما أعطى حافزاً قوياً للفريق المنافس عندما منح المدرب محمد عبدالله لاعبيه الصاعدين فرصة وراهن على حماستهم، وقد كان وتحقق له ما أراد وملأ لاعبوه الملعب حيوية ونشاطاً، وكان الصاعد خالد عجب ورقة هجومية رابحة ولم يشعر جمهور الكويت بغياب التونسي الجزيري ولم يتأثر خط الوسط بغياب الانغولي ماكينغا وقالت الروح العالية كلمتها لمصلحة أصحاب الأرض بينما وضح افتقاد لاعبي الوصل لدوافع الفوز واختفت الروح القتالية المطلوبة في مثل هذه الحالات.
ولعب الوصل المباراة بطريقته المعهودة 3/4/3 ولعب بتشكيلة ضمت: ماجد ناصر في حراسة المرمى، وعبدالله عيسى وياسر سالم ووحيد إسماعيل في الدفاع، وطارق حسن في اليسار وطارق درويش في اليمين، وعيسى علي وعلي محمود في محوري الارتكاز، وروجيريو وأوليفيرا ودياز في الهجوم. وفي الشوط الثاني لعب محمد سالم العنزي ثم خالد درويش بدلاً من علي محمود وعبدالله عيسى بعدما قرر زي ماريو المغامرة ولكن بشكل متأخر.
وجاء هدف الوصل عن طريق ركلة جزاء صحيحة لمصلحة دياز إثر دفعة واضحة رصدها الحكم وتصدى عيسى علي للعبة وسجل باقتدار على يمين الحارس الذي اتجه لليسار. وتعادل الكويت عن طريق تسديدة من خالد عجب الخالي من الرقابة على حدود منطقة الجزاء ودون ضغط من المدافعين فاصطدمت الكرة بأحد المدافعين وخدعت ماجد ناصر بعدما غير اتجاهها وسكنت المرمى. بينما جاء الهدف الثاني للكويت عن طريق كرة عكسية لعبها جراح العتيقي وجدت عبدالرحمن العوضي الخالي من الرقابة ودون تغطية عكسية من الناحية اليسرى لم يجد صعوبة في تحويلها بقوة داخل المرمى.
زي ماريو: الفرصة أصبحت مستحيلة عبَّر مدرب الوصل، البرازيلي زي ماريو، عن حزنه بسبب الخسارة التي لحقت بالفريق أمام الكويت الكويتي بهدفين مقابل هدف واحد وصعبت من مهمة الفريق في المنافسة على التأهل إلى الدور ربع النهائي لدوري أبطال آسيا. وقال زي ماريو: مهمتنا باتت صعبة. لا نملك غير ثلاث نقاط فقط والمنافسة أصبحت مستحيلة لان نتائج الآخرين سيكون لها دور في الحسابات. وأضف زي ماريو: بدأنا المباراة بشكل جيد وتقدمنا بهدف مبكر من المفترض أن يعطينا المزيد من الثقة لكن الكويت نجح في التعادل سريعاً وأنهينا الشوط الأول بشكل سيئ للغاية منح المنافس الفرصة للتقدم بهدف ثان. وتحسن الأداء في الشوط الثاني وأتيحت لنا عدة فرص للتسجيل لكن الحظ لم يحالفنا في ترجمتها إلى أهداف وهي فرص من الطبيعي والسهل أن يسجل منها لاعبونا، وهذه هي كرة القدم إذا لم تسجل فسوف تهتز شباكك.
وأشاد زي ماريو بالفريق الكويتي وقال: لعبوا مباراة طيبة في دبي رغم أننا فزنا بهدف نظيف واليوم كانوا في نفس المستوى ولكن الحظ لم يحالفنا في الكويت.
إسماعيل راشد: لاعبونا ليسوا على مستوى الطموح ألقى مدير فريق الوصل إسماعيل راشد بمسؤولية الخسارة من الكويت 1/2 على لاعبي الفريق وقال: اللاعبون لم يكونوا على مستوى الطموح خصوصاً بعد تعادل القوة الجوية مع سايبا الإيراني وتوقعنا أن يؤدي اللاعبون بشكل قوي، لكن ما شاهدناه في الملعب كان صورة مغايرة لكل التوقعات.
ولم يجد مدير فريق الوصل تفسيراً للحالة المتواضعة التي كان عليها اغلب لاعبي الفريق غير الخوف من الخسارة، وقال: خوف اللاعبين من الخسارة أدى إلى خسارتهم بالفعل مواجهة سهلة لو كانوا في حالتهم الطبيعية، وأكثر المتشائمين لم يكن يتوقع هذا المستوى من اللاعبين خصوصاً فيمن نعول عليهم بشكل كبير لتحمل العبء الأكبر.
وأضاف راشد: فرصتنا انتهت عملياً في المنافسة على التأهل وكل ما نفكر فيه حالياً هو تعديل وضع الفريق من خلال الاعتماد على الأكثر جاهزية في الفترة المقبلة.
وحول إمكانية حدوث تغييرات في صفوف الفريق قال راشد: الحديث عن هذا الموضوع سابق لأوانه فمازال الموسم مستمراً، وسوف يتم ذلك من خلال اجتماعات بين الجهاز الفني مع إدارة النادي. ونفى مدير فريق الوصل افتقاد لاعبي الفريق للخبرة، وقال: كل اللاعبين لديهم خبرة عريضة فقد لعبوا مواسم كثيرة في الدرجة الأولى، بالإضافة إلى أن هناك مجموعة كبيرة من الدوليين ويمتلكون الخبرة المطلوبة.
جمهور الوصل في كل مكان سافرت مجموعة كبيرة من الجماهير الوصلاوية إلى الكويت لمؤازرة الفريق في مباراة الكويت، ولم يتوقف الجمهور الوصلاوي عن التشجيع منذ دخوله الملعب وحتى نهاية المباراة رغم تأخر الفريق بهدفين مقابل هدف في الشوط الأول.
ولم يكن جمهور الإمارات وحده الذي توجه للملعب لتشجيع الفهود، فقد توافدت على استاد الكويت أعداد أخرى من المقيمين في الكويت، بل حتى أبناء الكويت، ولفت الأنظار مشجع كويتي اسمه عيسى عبدالله لم تمنعه الإصابة بكسر في قدميه من الحضور لتشجيع ناديه المفضل الوصل، بعد أن ارتدى شعار النادي على كرسيه المتحرك ومعه شقيقه وظلا يشجعان بحرارة.
وليد الشيباني: الكل أخطأ أكد المدير التنفيذي لنادي الوصل، وليد الشيباني، أن الهدف المبكر للفريق في شباك الكويت كان سبباً مباشراً في حالة الاسترخاء التي أصابت اللاعبين وأدت إلى تراجعهم الغريب فكانت الخسارة. وقال الشيباني: الجميع يتحمل المسؤولية فقد كان كل اللاعبين بعيدين عن مستواهم بمن فيهم المحترفان باستثناء روجيريو. وكذلك تأخر زي ماريو في إجراء التغيير.
وأضاف الشيباني: ترك الفريق المحترف الانغولي موريتو لاعب الكويت يلعب بحرية تامة دون ضغط أو رقابة.
وأشار الشيباني إلى أن النادي جهز الفريق جيداً للمنافسة الآسيوية وقال: طلبنا من اللاعبين غلق الملف المحلي والتركيز في البطولة الآسيوية وشجعناهم بعد الوصول إلى نهائي الكأس لكنهم فرطوا في فرصة على طبق من ذهب ليكونوا من بين أفضل الفرق الآسيوية. وأضاف الشيباني: الخسارة واردة ونتقبلها بصدر رحب لكن المشكلة أن تتواكب الخسارة مع الأداء المتواضع، وهذا سبب حزننا ورغم أن هناك أملاً للفريق في المنافسة بالأرقام إلا انه يبدو مستحيلاً بشكل عملي.
محمد عبدالله: الحكم تحامل على الكويت أشاد مدرب فريق الكويت محمد عبدالله بلاعبيه بعد فوزه الثمين على الوصل 2/1 الذي جدد آمال الفريق في المنافسة على بطاقة التأهل الى الدور ربع النهائي لدوري أبطال آسيا لكرة القدم. وقال عبدالله: في غياب ثلاثة لاعبين أساسيين ومؤثرين لعب الفريق مباراة بطولية، وكان اللاعبون عند حسن الظن ونفذوا المطلوب منهم بشكل جيد لاسيما على صعيد الضغط الهجومي على لاعبي الوصل في أول 20 دقيقة، ورغم تأخرنا بهدف مبكر إلا أن اللاعبين لم يهتزوا وواصلوا الضغط على لاعبي الوصل واستحقوا التعادل والفوز. واتهم مدرب الكويت حكم المباراة العُماني بالتحامل على فريقه وقال: لولا الحكم لكنا حسمنا المباراة وبعدد كبير من الأهداف، حيث تغاضى عن احتساب ركلة جزاء صحيحة وواضحة بنسبة 100% لعرقلة موريتو، بينما احتسب ركلة جزاء مشكوكاً في صحتها لصالح الوصل سجل منها هدفه الوحيد.
وأشار عبدالله إلى أن الفريق لم تطرأ على طريقته أية تغييرات بعد رحيل المدرب الكرواتي رادان لتدريب منتخب الكويت، وقال: لست جديداً على الفريق ولا الجهاز الفني وقررت الحفاظ على نفس الأسلوب لان التغيير وفي وقت ضيق ليس في صالح الفريق. «بسرعة» عادت بعثة الفريق الى دبي ظهر أمس وحصل اللاعبون على راحة قبل أن يستأنف تدريباته استعداداً لمباراته مع الشعب في الدوري.
بذل حسن طالب مدير نادي الوصل وإسـماعيل راشـد مدير الفريق جهداً كبيراً خلال رحلة الفريق إلى الكويت لملاقاة الكويت في دوري أبطال آسـيا. وبـذل الثـنائي مع باقي أفراد الجهاز الإداري جهداً كبيراً ومكثفاً لتوفير كل سبل الراحة للفريق وباقي أعضاء البعثة لاسيما الإعلامية.
حظيت المباراة بتغطية إعلامية كبيرة ورصدها من الملعب فريق عمل من «دبي الرياضية» ضم: المذيع حسن حبيب ومعه سليمان هلال المحمود وخالد عبدالله العبدول وهيثم الحمادي ومن «أبوظبي الرياضية» فارس عوض، وعبدالله الكعبي من «إذاعة أبوظبي». |