متّحدون معاً ضد التنمر
“تعاطف..احترام..تعاون..تسامح..محبة..إخاء..إيثار” قيم أخلاقية رائعة ونبيلة غرسها الوالد الراحل المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في تربة هذه الأرض المباركة لتثمر عن أفراد متعاطفين مع مجتمعهم واعين لذواتهم و لديهم قدرة عالية على التسامح وإدارة الغضب. تشهد دولة الخير مبادرات كثيرة لتعزيز هذه القيم الأخلاقية وغيرها في نفوس أبنائها ولحمايتهم من كل المشاكل التي قد تؤرق أمنهم وتهدد صحتهم الجسدية والنفسية.
جهود جبارة تم التنسيق لها بهدف رفع وعي المجتمع الإماراتي بهذه الظاهرة السلبية وطرق مواجهتها. |
ومن هذا المنطلق شهدت الأيام الماضية إطلاق حدث في غاية الأهمية للمجتمع بكافة شرائحه ألا وهو الحملة الوطنية للوقاية من التنمر والتي تم إطلاقها برعاية كريمة من أم الإمارات صاحبة السمو الشيخة فاطمة بنت مبارك وبتنظيم وزارة التربية والتعليم وبمشاركة مختلف الجهات المعنية الاتحادية والمحلية.
يعرف التنمر بأنه سلوك عدواني متكرر من قبل فرد أو جماعة بهدف إلحاق الأذى بالآخرين وله أشكال مختلفة مثل التنمر الجسديي، اللفظي، الجنسي والإلكتروني وينجم عن التنمر بكافة أشكاله آثار صحية واجتماعية واقتصادية والتي قد تمتد لسنوات عدة فعلى سبيل المثال قد يعاني ضحية التنمر المدرسي من القلق، الاكتئاب والعزلة وقد تزيد لديه الميول الانتحارية مقارنة بالأشخاض الذين لم يتعرضوا للتنمر كما أثبتت الدراسات بأن ضحية التنمر يعاني من انخفاض في التحصيل الدراسي، تغييب مدرسي مستمر قد يؤدي إلى هجر للمقاعد الدراسية.
وللوقاية من التنمر بكافة أنواعه ومواجهته تكاتفت مختلف مؤسسات الدولة وتضافرت الجهود في هذا الأسبوع لرفع وعي المجتمع الإماراتي بهذه الظاهرة السلبية وطرق مواجهتها وتم إسدال الستار في هذا الأسبوع عن العديد من الفعاليات والتي استهدفت شرائح مختلفة كالطلبة، أولياء الأمور، المعلميين، المرشدين الأكاديمين ومزودي الرعايه الصحية.
كما تم تشكيل لجنه وطنية برئاسة وزارة التربية والتعليم وتضم في عضويتها كل الأطراف ومؤسسات الدولة المختصة لترسم استراتيجية وقائية متكاملة وتصمم البرامج الوقائية الإماراتية وخطط التدخل والعلاج والدعم بناءً على المعايير الدولية وأفضل الممارسات.
جهود جبارة تم التنسيق لها وتسخير لكافة الطاقات بهدف رفع الوعي وتفعيل أدوار كلاً من الفرد، الأسرة، المدرسة والمجتمع في الوقاية من التنمر ومواجهته.
ويبقى التساؤل هل ياترى ماذا نحتاج كأفراد في دولة الإمارات لنقوم بدورنا الفاعل في الوقاية ومواجهة التنمر؟ فلنتحد جميعاً ضد التنمر.