الأعسر.. يستخدم دماغه الأيمــن ســراً
مازال العديد منا يستغرب عند رؤية شخص يكتب أو يأكل بيده اليسرى، أو يستخدمها في أي شأن اعتدنا أن نستخدم له اليد اليمنى، وسيمر أمامه في تلك اللحظة شريط الذكريات، من مواقف سبق أن عاشها، فبعضهم يتذكر بأسى الزجر والضرب من معلمه أو أحد والديه، بسبب محاولته الإمساك بالقلم بيده اليسرى، والبعض الآخر قد يعتبر الاختلاف دافعاً للتميز، ما يزيد ثقته بقدراته ومهاراته الإبداعية، أما ما يدفع بعضهم منذ الصغر لعادة استخدام اليد اليسرى فيرجعه الكثيرون الى ضعف احياناً في اليمنى، أو إلى الحسابات الوراثية، أو مجرد التعود، أو العيش في مناخات ذات ثقافة لا تتوقف كثيراً عند هذه الفروقات.
وأوضحت دراسات كثيرة أن الأعسر ذكيّ جداً، وأنه يمتلك قدرات عبقرية، وأن نسبة العسر بين الذكور أكثر من الإناث، فيما ربطت أبحاث أخرى بين طول العمر وقصره بسبب ارتباط أوعية دموية متصلة بالقلب واليد اليسرى في الإنسان، وأوضحت أن كثرة استخدام اليد اليسرى تقصّر العمر بسبب الأمراض التي يمكن أن تحدث نتيجة لذلك.
لكن ما لا يعرفه كثيرون أن الذي يستخدم يده اليسرى يستخدم الشق الأيمن من الدماغ، إذ إن هناك فصين في مخ الإنسان أحدهما أيسر والآخر أيمن، وكل فص مختّص بمهارات معينة، فمستخدم اليد اليسرى يكون الفص الأيمن المسؤول عن قدرته في الكتابة أو استخدامها بشكل عام، والعكس كذلك صحيح.
شؤم
يقول كامل سمير، موظف، إن معاناته اليومية، كونه أعسر، بدأت منذ دخوله الجامعة «لم أدرك أن استخدام اليد اليسرى مرهق لهذه الدرجة إلا عندما التحقت بالجامعة، فقد صممت القاعات الدراسية جميعها بطاولات للكاتبين باليد اليمنى، واضطررت لأخذ وضعية ترهق يدي من الكتابة». والمشكلة الأخرى في استخدام كامل يده اليسرى هي «نظرة الأشخاص المستهجنة لاستخدامي اليد اليسرى، فكثيراً ما أستخدمها في الأكل ولجلب الأشياء وفي قيادة السيارة، فالبعض يرى ان استخدام اليسرى حرام وشؤم».
وتخالف أميرة محمد، موظفة، كامل الرأي في كون استخدام اليد اليسرى مشكله بقولها «لا توجد أي مشكلة إثر استخدامي اليد اليسرى، فهي يد مثل اليمنى، لكن المشكلة تكمن في بعض الأشخاص الذين اعتادوا أن تكون اليد اليمنى هي الأساسية في الكتابة».
وتتابع «صحيح أن هناك من يستغرب عندما يراني أكتب بها، لكن نظرتهم أصبحت طبيعية جداً، فهناك كثيرون باتوا يستخدمون اليد اليسرى بسهولة، رغم عدم تهيئة بعض المرافق لمستخدمي اليد اليسرى».
وتشعر شما محمد، ربة منزل، بالتميز نتيجة استخدامها اليد اليسرى وتروي قصتها بقولها «أشعر بأن هناك شيئاً يميزني عن غيري كوني عسراء، فخطي مميز، وجلوسي بطريقة مختلفة عند الكتابة يؤكد ذلك، وأشعر بأن روح كل مستخدم لليد اليسرى مرحة». وتقول«يرى بعضهم أن كل أعسر ذكي، لكني اعتقد انه يمتلك جانباً إبداعياً لا يمتلكه سواه، كونه يستخدم الشق الأيمن من دماغه، وكما هو معروف فإنه الشق المسؤول عن الإبداع الذهني والتحليل».
حالة ضرب
أما إيناس محمود، موظفة، فتتذكر تجربتها القاسية عن كونها عسراء بقولها «تعرضت للضرب في الصف الأول الابتدائي من المعلمة، لأنني أستخدم يدي اليسرى في الكتابة، كوني الوحيدة في الفصل من العسراوات، حيث كانت هناك نظرة خاطئة حول استخدام اليد اليسرى بدلاً من اليمنى، حتى ان البعض كان ينظر إلينا بأننا ملعونون وأشرار، لأن معظمهم كانوا من مستخدمي اليمنى». وتضيف «لكن ذلك لم يمنعني من استخدامي لها، فأنا أجد سهولة في الكتابة باليد اليسرى، وتناول الأغراض من أماكنها، ولكن لا أفضل استخدامها في تناول الطعام لأن تناوله باليسرى حرام». ويقول الطالب فايز أحمد « استخدم اليد اليسرى، وكنت الوحيد في الفصل الذي يهتم المعلم كثيراً بمراقبتي عند تقديم الامتحانات، حرصاً منه على ألا أرى ورقة الذي بجانبي». ويتابع «وحتى أتحاشى نظرات المعلمين، كنت أجلس في الصف الأول عند تقديمي الامتحان، وأمامه، لأحل الامتحان وأنا واثق من قدراتي في الاستذكار». قدرة خارقة
وتذكر شمسة محمد، موظفة، موقفاً من المواقف التي مرت بها بقولها «كنت مسافرة لإحدى الدول الآسيوية، واستخدمت يدي اليسرى للكتابة في الفندق، انحنت أمامي العاملة في الفندق، وعندما استوضحت منها قالت إن لديهم معتقدات بأن كل أعسر ذكي جداً وله قدرة خارقة». وتضيف شمسة «واجهت صعوبات لاستخدامي اليد اليسرى، فهناك أدوات معّدة لمستخدمي اليد اليمنى، وعلى سبيل المثال المقص والسكين وبعض أنواع الأقلام، وأدوات الطبخ، وأتمنى لو توجد محال خاصة لبيع مختلف الأدوات لمستخدمي اليد اليسرى». وراثة
أما ربة المنزل ريهام محمد فتعتبر استخدام اليد اليسرى وراثة بقولها «أنا ورثتها من والديّ، وأورثتها لابني، وأجدها ميزة تميزنا عن غيرنا، فالكثير من المتميزين في الرسم والعلوم والرياضيات كانوا من مستخدمي اليد اليسرى، ولكن نظرة المجتمع لهذه الفئة من الناس لا ترحم». وتتابع «لقد عانى ولدي الأمرّين بسبب ذلك، فقد حاولت معلمته السابقة أن تجبره على الكتابة باليد اليمنى ولكنه لم يفلح، وكان دائماً خائفاً من الذهاب إلى المدرسة، ولم يعالج الأمر إلا بعد نقله إلى مدرسة أخرى، ومعلمة متفهمة». باليدين
وكان لصالح خميس، طالب، قصة مختلفة بقوله «أنا اكتب بكلتا يديّ، فمتى تعبت اليمنى، أنقل القلم إلى اليسرى، وكان من حولي ينبهرون بقدرتي على ذلك، ولكن دائما ألاحظ أن الكتابة باليد اليمنى أصعب من اليسرى».
ويتابع «أما بالنسبة لباقي الأدوات فأنا أفضل أن استخدم يدي اليمنى، فجميع الأدوات والمعدات صنعت لمستخدمي اليد اليمنى، وأفضل القيادة بها لأستخدم مغير السرعات بسهولة».
اضطرابات نفسية
وتحمّل الاختصاصية النفسية فاطمة سجواني مسؤولية حدوث الكثير من المشكلات النفسية لدى الأطفال للأهل او المعلمين بقولها «تحدث الكثير من الحالات النفسية أبرزها اضطرابات الطلاقة الكلامية (التأتأة)، والتبول اللاإرادي، والفوبيا، أي الخوف الشديد، بسبب إجبارهم على استخدام اليد اليمنى في الكتابة، ويؤدي كذلك إلى ارتباكهم، ما يجعل الخطّ غير واضح». وتُرجع سجواني السبب بقولها «إن هناك فصين في مخ الإنسان أحدهما أيسر والآخر أيمن، وكل فص مختّص بمهارات معينة، فمستخدم اليد اليسرى يكون الفص الأيمن هو المسؤول عن قدرته في الكتابة أو استخدامها بشكل عام، والعكس صحيح».
وحول طباع كليهما تقول «مستخدم اليد اليمنى عادة ما يميل إلى التحليل المنطقي، والترتيب، والتخطيط، أما بالنسبة لمستخدم اليد اليسرى فعادة ما يكون خجولاً، ذكياً جداً، يميل إلى الهدوء، ويفسر الأمور عاطفياً».
وتتابع «يتعرض الكثير من مستخدمي اليد اليسرى إلى اللوم والتجريح والنقد الشديد من المحيطين بهم، فهم يستنكرون استخدامهم اليد اليسرى، خصوصاً في الأكل، لأنهم اعتادوا على رؤية مستخدمي اليد اليمنى». وتنصح الأهالي بأن يتعاملوا مع أبنائهم بشكل طبيعي جداً، حتى لا يصبحوا عرضة للحالات النفسية، خصوصاً في مسألة الأكل، التي تقول انه «يمكن حلها ولكن ليس بالقوة».
نيوتن «عالم إنجليزي، اشتهر في علم الفيزياء، وهو فيلسوف، اعتبر أعظم علماء القرن الثامن عشر في الرياضيات والفيزياء».
من مستخدمي اليد اليسرى:
اينشتاين «عالم في الفيزياء النظرية، ولد في ألمانيا، وحصل على الجنسيتين السويسرية والأميركية، وهو واضع النظريتين النسبيتين الخاصة والعامة، وحاز جائزة نوبل عام 1921». ليوناردو دافنشي «من أشهر فناني النهضة الإيطالية، وهو مشهور كرسام ونحات ومعماري وعالم، وكانت مكتشفاته وفنونه نتيجة شغفه الدائم بالمعرفة والبحث العلمي، وكانت أبحاثه العلمية حول علم التشريح والبصريات والحركة والماء حاضرة ضمن العديد من الاختراعات الحالية». مايكل انغلو «شاعر إيطالي ومهندس ورسام ونحات، كان لإنجازاته الفنية الأثر الأكبر في فنون عصره وخلال المراحل الفنية الأوروبية اللاحقة».
بيل كلينتون«الرئيس الأميركي الثاني والأربعون، انتخب لفترتين رئاسيتين متتاليتين امتدتا حتى عام 2001، ويعد ثالث أصغر رئيس للولايات المتحدة، بعد ثيودور روزفلت وجون كينيدي، وتولى الرئاسة بعد الحرب الباردة».
باراك أوباما «سيناتور ديمقراطي من ولاية إلينوى الأميركية، وهو أميركي ذو أصول إفريقية، والوحيد في مجلس الشيوخ، ويعتبر أول وأقوى أميركي إفريقي مرشح في الانتخابات الرئاسية الحالية عن الحزب الديمقراطي، خصوصاً بعد انتصاره على غريمته السيناتورة هيلاري كلينتون». جون ماكين«سياسي أميركي، وعضو مجلس النواب عن ولاية أريزونا، وأحد أبرز المرشحين في انتخابات الرئاسة الأميركية لعام 2008، وهو ممن شاركوا في حرب فيتنام».
مارلين مونرو «ممثلة أميركية شهيرة، ولدت في لوس أنجلوس في كاليفورنيا عام 1926،وتوفيت نتيجة جرعة زائدة من الدواء، عن عمر يناهز 36 عاماً». |
مانشيتات قد يهمك