إلغاء عمولة تذاكر الطيران يعرّض وكلاء سفر للتوقف
بعض شركات السفريات مُعرّض للإغلاق بعد تطبيق قرار العمولة الصفرية. أرشيفية
قال أصحاب شركات سفريات وسياحة إنهم معرضون للتوقف عن بيع تذاكر السفر ما لم تتراجع شركات الطيران عن تطبيق استراتيجية العمولة الصفرية التي بدأت شركات عالمية تطبيقها، فيما تعتزم شركات أخرى تنفيذ الاستراتيجية نفسها مطلع الشهر المقبل، الا ان شركات الطيران ترى أن الغاء العمولة جاء بعد التشاور مع مكاتب السياحة والسفر ودراسة متأنية لآليات السوق ومتغيراتها.
وتأتي هذه التهديدات في اعقاب تلقي لجنة وكلاء السياحة والسفر في ابوظبي خطابات شركات طيران تفيد توقفها بدءاً من الاول من سبتمبر عن دفع العمولة التي كانت تدفع لمكاتب السياحة والسفر التي كانت تقدر بنسبة 7% من سعر التذكرة غير شاملة الضرائب.
وحذر خبراء سياحة وسفر من تنفيذ مكاتب السفريات تهديدها لأنه يعرض مسافرين عدة لمتاعب في عمليات الحجز أو الالغاء ولن يصبح من الممكن اتمامها الا من خلال مكاتب الحجز المملوكة لشركات الطيران او الانترنت وهو خيار غير شعبي، حيث تشير الاحصاءات الى ان من يقومون بحجز تذاكرهم أو الغائها من خلال الانترنت في منطقة الشرق الاوسط لا تتجاوز 05% بالمقارنة مع 95% في الولايات المتحدة ونسبة 60% في أوروبا.
وكانت شركة طيران الخطوط الجوية السنغافورية والبريطانية والنمساوية ولوفتهانزا اوقفوا تطبيق العمولة، فيما ارسلت «طيران الامارات» مذكرة الى لجنة وكلاء السياحة والسفر في ألا28 يونيو بتوقفها عن تطبيق العمولة بدءاً من الشهر المقبل، بينما مازالت شركات الطيران الاخرى من بينها «الاتحاد والخليج والخطوط الجوية القطرية» تطبق مبدأ العمولة، الا ان اصحاب مكاتب السفريات الذين يتجاوز عددهم الآلاف من بينهم 600 مكتب ووكيل سفر في دبي، يتوقعون ان تتوقف هذه الشركات عن تطبيق العمولة.
التشاور مع الوكلاء يقول نائب أول رئيس العمليات التجارية في منطقة الخليج والشرق الأوسط وإيران في «طيران الإمارات»، عدنان كاظم، إن «طيران الإمارات» أسوة بشركات الخطوط الجوية العالمية ستبدأ اعتباراً من الاول من اكتوبر المقبل تطبيق العمولة الصفرية، والتوقف عن العمل بنظام العمولة المعتمد حالياً مع وكالات السفر.
وأضاف كاظم «سنبدأ في احتساب رسوم خدمات بنسبة 7% عن كل تذكرة يتم بيعها في مكاتب «طيران الإمارات» داخل الدولة، ونصحنا شركاءنا من وكالات السفر في الدولة باحتساب رسوم خدمات مماثلة على تذاكرنا التي يبيعونها لعملائهم».
وأوضح أن قرار الغاء العمولة جاد بعد مراقبة متأنية للسوق ودراسات مسحية شملت شركاءنا من وكلاء السفر، مع الأخذ في الاعتبار مصلحة جميع الأطراف، مشيراً إلى أن السياسة الجديدة تمنح مزيداً من المرونة للوكلاء لتحديد مستويات الخصم التي يمكنهم منحها لعملائهم اعتماداً على حجم المبيعات واستمراريتها.
وتابع كاظم ان «الارتفاع في أسعار الوقود خلق ضغوطاً تضخمية على جميع التكاليف التشغيلية، ما اضطرنا إلى مراجعة سياستنا كما أن دراساتنا المسحية أشارت إلى أن وكلاء السفر لا يعارضون هذا التطور وهم مستعدون للتحول من العمل بنظام العمولة إلى رسوم الخدمات».
وأضاف «أبلغنا شركاءنا من وكالات السفر بشأن التحول إلى سياسة رسوم الخدمات، وباشرنا منذ مطلع يوليو الماضي تنظيم ندوات وورش عمل لمساعدة الوكلاء خلال الفترة الانتقالية وبيان الوسائل التي تكفل تحويل أعمالهم وفق النظام الجديد وبما يكفل لهم تحقيق عائدات مناسبة.
ويرى كاظم ان الإعلان المبكر عن النظام الجديد، منح وكلاء السفريات الوقت الكافي للتكيف والاستعداد، مشيراً الى ان «طيران الامارات» ستواصل العمل معهم خطوة بخطوة لأنهم يشكلون شركاء وحلفاء طبيعيين لها.
العشوائية وقال المدير العام لشركة «اوسكار للسياحة»، حسن الصباغ، إن التوقف عن تطبيق العمولة سيؤدي إلى خسائر فادحة لوكلاء السفر والسياحة وبصفة خاصة الشركات الصغيرة والمتوسطة التي كانت تكسب في المتوسط ما يتراوح بين 60 الف درهم و100 الف درهم من عمولات التذاكر خلال اشهر الصيف، مهدداً بالتوقف عن العمل حال عدم تراجع شركات الطيران عن تطبيق استراتيجية العمولة الصفرية.
وتوقع حسن سيطرة العشوائية على سوق السياحة والسفر اذا شعر وكلاء السياحة والسفر انه ليس امامهم خيار سوى فرض رسوم على المسافرين لتعويض العمولة التي كانوا يحصلون عليها من شركات الطيران، مشيراً إلى أن عدداً من الشركات سيتوقف ويخرج من السوق.
اتفاقات خاصة وتوقع المدير العام في شركة «الفا تورز»، غسان العريضي، أن قرار شركات الطيران إلى انخفاض كبير في ارباح مكاتب السفر والسياحة، مشيراً إلى أنه «في امكان شركات الطيران توقيع اتفاقات خاصة مع المكاتب والوكلاء الذين ينجحون في الوصول الى حجم معين من المبيعات مقابل حوافز معينة بدلاً للعمولة»، حتى لا تتوقف شركات السفريات عن العمل.
ويرى العريضي ان البديل الاهم للخروج من المآزق يتمثل في تحول مكاتب السفريات إلى أسلوب تقديم الخدمات المتكاملة التي تتعامل مع مبيعات التذاكر باعتبارها جزءاً من الحزم السياحية التي تقوم ببيعها وتحصل في المقابل على نسبة معينة، مشيراً الى ان هذا الحل يصلح فقط للشركات المتخصصة التي لديها خبرة في تقديم الخدمات السياحية.
ويوضح العريضي ان هناك بدائل اخرى غير التوقف عن بيع التذاكر تتمثل في قيام مكاتب السياحة بشراء حصة معينة من التذاكر على كل رحلة من شركات الطيران بأسعار خاصة وإعادة بيعها للمسافرين بأسعار التجزئة خصوصاً على بعض الوجهات السياحية في موسم الصيف.
ويرى العريض ان العمولة التي حددها الاتحاد الدولي للنقل الجوي «الاياتا» وأعطت شركات الطيران الحق في تخفيض نسبتها تخلق نوع من المنافسة بين مكاتب السفريات من اجل استقطاب اكبر عدد ممكن من العملاء حتى ان بعض مكاتب السياحة والسفر كانت تبيع التذاكر بسعر مخفض عن شركات الطيران من خلال منح جزء من العمولة التي تحصل عليها للعميل.
وقال المدير العام في شركة «حورس للسياحة»، محمد بكر، إن العديد من مكاتب ووكلاء السفر سيجدون انفسهم مضطرين للتوقف عن بيع تذاكر الطيران بعد بدء تطبيق سياسة العمولة الصفرية.
وقال بكر إن قرار الغاء العمولة الصفرية يمثل مشكلة لمكاتب ووكلاء السفر لأنه يأتي في وقت ارتفعت فيه اسعار الايجارات العقارية وكل الخدمات وأجور العاملين، ما يجبر الشركات على التوقف، متوقعاً أن يكون الغاء العمولة مقدمة لموجة جديدة من الارتفاع في اسعار تذاكر الطيران بعد ان اصبحت الشركات المتحكم الوحيد في السوق.
فرصة تقول المديرة العام لهيئة التنشيط السياحي للدول الآسيوية المطلة على الباسيفيك «باتا»، نيكي بيدج، إن قرار الاياتا بالتحول إلى التذاكر الالكترونية وارتفاع اسعار الوقود وتغيير آليات تشغيل شركات الطيران دفعها الى الغاء العمولات ضمن سلسلة اجراءات اخرى تستهدف خفض التكاليف وزيادة الايرادات.
وتشير نيكي إلى أن الغاء العمولة يشكل فرصة امام بعض مكاتب السفر والسياحة المؤهلة للتحول إلى تقديم خدمات سفر ذات قيمة مضافة للعميل، وهو ما يمكن ان يتيح لها موارد للدخل تفوق ما كانت تحصل عليه من العمولات. |