10 آلاف مريض يراجعون العيادات النـــفسية في مستشفى عبيدالله برأس الخيمة
كشف استشاري الطب النفسي بقسم العيادات النفسية في مستشفى عبيدالله برأس الخيمة، الدكتور رياض خضرا، عن وجود 10 آلاف شخص من المواطنين والمقيمين، يراجعون قسم العيادات النفسية سنوياً، يعانون أمراضاً نفسية، منها الاكتئاب، وانفصام الشخصية، والقلق، والوسواس، والهلوسة.
وأشار إلى أن القسم أثنى 20 مريضاً عن الانتحار، خلال العام الماضي، وهم من المرضى الذين يشعرون بالاكتئاب الشديد.
وأوضح، لـ«الإمارات اليوم»، أن جميع الحالات التي تتردد على العيادات النفسية، تعاني أمراضاً نفسية، تحتاج إلى متابعة وتأهيل نفسي، مشير إلى أن هناك مرضى يكشفون أنهم يفكرون في الانتحار بعد أيام عدة من العلاج، بسبب شعورهم بالوحدة والعزلة عن المجتمع، والاعتقاد أنهم مكروهون من الجميع، وأنهم وصلوا إلى طريق مسدود.
وأكد خضرا أنه حال صرح المريض بنيته الانتحار، فإن كلامه يكون صحيحاً وجدياً، فيـتم التـواصل على الفور مع أفراد أسرته، وإبلاغهم بضرورة مراقبته طوال اليوم، وإخفاء أي مواد قد تساعده على الانتحار، مثل: الحبال، والسلاح الأبيـض، والأدويـة.
التفكك الأسري أوضح استشاري الطب النفسي بقسم العيادات النفسية في مستشفى عبيدالله برأس الخيمة، الدكتور رياض خضرا، أن التفكك الأسري سبب رئيس لإصابة أفراد من الأسرة بأمراض نفسية، كما أن معظم المراهقين الذين يعانون أمراضاً نفسية يتأثرون بالخلافات الأسرية، ويتأثرون بأصدقاء السوء، ويجعلون ولاءهم لأصدقائهم، أكثر من ولائهم لأسرهم. مشيراً إلى أن القسم لمّ شمل العديد من الأسر المفككة، التي تعرض أفرادها لأمراض نفسية، نتيجة الخلافات الأسرية، خصوصا بين الوالدين. |
وأوضح أنه حال عدم تمكن أفراد الأسرة من مراقبة المريض، وكانت تصرفاته عنيفة، فإنه يجب إدخاله إلى قسم الطب النفسي فورا، لمتابعة حالته بشكل مباشر من قبل الإخصائيين، مشيرا إلى أن هناك مرضى نفسيين كانوا يراجعون العيادات النفسية، وأبلغوا أسرهم أو الاستشاري النفسي بأن لديهم نية للانتحار، انتحروا بالفعل وتوفوا، كما أن بعض الأشخاص تم إسعافهم أثناء محاولتهم الانتحار، وتم إنقاذ حياتهم، مؤكدا ضرورة متابعة المريض النفسي ومراقبته، على مدار الساعة، من قِبَل أسرته.
ولفت إلى أن بعض المرضى ـ ممن تدهورت حالاتهم النفسية، ولجأوا إلى الانتحار ـ كانوا يسمعون هلوسات، ويعتقدون أن بعض الأشخاص ينادي عليهم، ويطلب منهم الانتحار، موضحاً أن السبب الرئيس في إقدام المريض النفسي على الانتحار، أنه لم يجد من يتابع حالته النفسية، من أجل العلاج.
وأشار إلى أن أول شيء يفكر فيه المريض فور إصابته بحالة نفسية، وشعوره بالعزلة، هو الإقدام على الانتحار.
وأشار إلى أن «الخسائر المالية الكبيرة في البورصة، كانت السبب الأول لكثير من الأشخاص الذين راجعوا القسم، إذ أصيبوا بحالة نفسية شديدة واكتئاب، وهلوسة وقلق وتفكير مستمر في الخسارة، وكانوا يعتقدون أنهم تعرضوا لمؤامرة تسببت في خسارتهم المالية»، مؤكداً أن معظم الحالات النفسية، التي تتردد على العيادات النفسية، تعاني تفككاً أسرياً.
وأشار إلى أن القسم يدرس الحالة الاجتماعية لكل حالة نفسية، لمعرفة أسباب إصابتها، ووضع طرق العلاج المناسب، فإذا كان يعاني مشكلات اجتماعية، يتم التواصل مع أفراد أسرته وإشراكهم في العلاج، وحال كان المريض يعاني الهلوسة والقلق والاكتئاب، فيتم إعطاؤه الأدوية المضادة للاكتئاب، ويتم وضع خطة طبية لمعالجته، خلال أسبوعين، لحين التأكد من شفائه من الأفكار السلبية التي تراوده.