رأس الخيمة تودّع أحد أبطال معركة «طنب الكبرى»
ودّعت مدينة الرمس شمال إمارة رأس الخيمة المواطن محمد الخميري الطنيجي 85 سنة، أحد أبطال معركة طنب الكبرى خلال الاحتلال الإيراني للجزيرة، حيث شيع أهالي رأس الخيمة جثمانه إلى مثواه الأخير وسط حزن خيم على سكان المدينة وأفراد أسرة الطنيجي.
ويعتبر الطنيجي أحد أبطال كتيبة أول شهيد «سالم خميس سهيل»، الذي استشهد أثناء دفاعه مع زملائه ومن بينهم الطنيجي عن جزيرة طنب الكبرى أثناء هجوم القوات الإيرانية على الجزيرة واحتلالها، حيث استشهد سهيل وأصيب الطنيجي مع زملائه برصاص الاحتلال الإيراني أثناء دفاعهم عن الجزيرة وسكانها، وتم أسرهم واقتيادهم إلى الأراضي الإيرانية.
وقال أنور ابن الطنيجي لـ «الإمارات اليوم» إن والده توفي أمس، إثر تعرضه لأزمة صحية أثناء تلقيه العلاج في مستشفى زايد العسكري في أبوظبي خلال الشهرين الماضيين.
• الطنيجي كان فخراً لأسرته وللمواطنين لدفاعه عن تراب الوطن. |
وأوضح: «لقد أصابنا الحزن لوفاة والدنا إلا أن سيرته البطولية وتضحياته رفعت من معنوياتنا»، وتابع: «كان والدي أحد أفراد مركز شرطة طنب الكبرى قبل الاحتلال الإيراني للجزيرة، حيث كان يقوم بمهامه مع سبعة من زملائه في المركز، أثناء احتلالها».
وأضاف أن والده «كان دائماً ما يقص عليهم تفاصيل ليلة احتلال الجزيرة، حيث أبلغهم بأن الإيرانيين فاجؤوهم ليلة 30 نوفمبر سنة 1971 بدخولهم للجزيرة عبر السفن الحربية المدعومة بقوات عسكرية، وأنهم فور مشاهدة والدي وزملائه لقوات الاحتلال محاولة دخول الجزيرة قاموا بالدفاع عنها بأرواحهم وبكل قوة».
وأشار إلى أن الإيرانيين أطلقوا الرصاص على مركز الشرطة فاستشهد الشهيد سالم خميس سهيل، وأصيب سبعة أفراد من حراس الجزيرة ومن بينهم والده، وتابع: «أصيب الوالد بكسر في ساقه اليمنى نتيجة اطلاق الرصاص عليه».
وأوضح أنه «تم أسر الوالد وزملائه ونقلهم إلى الأراضي الإيرانية، وهو مصاب دون تقديم أي رعاية طبية له، ما تسبب في تعرض ساقه لمرض الغرغرينا ونمو الدود بداخلها»، وتابع: «في الوقت نفسه كان هناك تدخل قوي من قبل الشيوخ الحكام في ذلك الوقت وتم إطلاق سراح والدي ورفاقه بعد مرور 55 يوماً على الأسر».
وأشار إلى أنه «فور وصول الوالد وزملائه تم إدخاله إلى المستشفى وتلقيه العلاج اللازم وتماثلت ساقه للشفاء»، موضحاً أن والده كان فخراً لأسرة الطنيجي ولجميع المواطنين لأنه من أوائل الذين دافعوا بأرواحهم عن تراب الوطن.
وأضاف أن والده أنجب 12 ابناً (ستة أولاد وست بنات)، لافتاً إلى أن «للعائلة تضحيات كبيرة في سبيل الدفاع عن الوطن، حيث استشهد شقيقي يوسف قبل عامين أثناء ذهابه للعمل في الخدمة العسكرية، إذ تعرض لحادث مروري أدى إلى وفاته».
وأكمل: «كما أصبت خلال مشاركتي في (عاصفة الحزم) ضمن قوات التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية لدعم الشرعية في اليمن»، موضحاً أن والده حاصل على تكريم من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حيث تم تكريمه بالدورة الأولى لجائزة رئيس الدولة التقديرية، التي يتم منحها لعدد من الشخصيات التي أسهمت في بناء الوطن خلال احتفالات الدولة باليوم الوطني الـ 40، عام 2011.