التصويت غير المباشر ما هي نقاط اختلاف وتفرد نظام الانتخابات الأميركية عن باقي دول العالم؟

التصويت غير المباشر ما هي نقاط اختلاف وتفرد نظام الانتخابات الأميركية عن باقي دول العالم؟

قسم: اخبار عاجلة التصويت غير المباشر ما هي نقاط اختلاف وتفرد نظام الانتخابات الأميركية عن باقي دول العالم؟ » بواسطة adams - 8 نوفمبر 2024

يتجه الأمريكيون غدا الثلاثاء لمراكز التصويت والاقتراع لأجل حسم السباق نحو البيت الأبيض واختيار الرئيس الذي سيرسم السياسة الأمريكية الخارجية للسنوات الأربعة المقبلة.

ويتنافس في ذلك السباق الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ونائبة الرئيس الحالية كامالا هاريس، حيث يطمح الأول للعودة للبيت الأبيض بعد غياب 4 سنوات، وتسعى الثانية بأن يُكتب اسمها في فصل استثنائي من التاريخ الأمريكي بأن تصبح أول سيدة تتولى منصب الرئيس.

وتنفرد الولايات المتحدة الأمريكية بنظام انتخابي غير تقليدي عن بقية دول العالم، وتتمسك به وفقا لدستورها الذي صدر مع استقلالها منذ قرابة قرنين ونصف:

-المجمع الانتخابي

ويعتبر نظام المجمع الانتخابي الأميركي هو آلية فريدة تتبعها الولايات المتحدة في اختيار رئيسها، حيث لا يعتمد على التصويت الشعبي المباشر، بل على أصوات المندوبين الذين يمثلون الولايات في هذا المجمع، ويبلغ إجمالي عدد أصوات المجمع الانتخابي 538 صوتًا، ويتم توزيعها بين الولايات بناءً على تعداد السكان، حيث تحصل كل ولاية على عدد من المندوبين يعادل عدد نوابها في مجلسي الكونجرس “الشيوخ والنواب”، وذلك وفقًا للمادة الثانية من الدستور الأميركي.

وبحسب موقع الأرشيف الوطني الأميركي، يحتاج المرشح إلى 270 صوتًا من المجمع ليضمن الفوز بالرئاسة، وتعتمد أغلب الولايات نظام “الفائز يأخذ الكل”، حيث تُمنح جميع الأصوات للمرشح الحاصل على أغلبية الأصوات الشعبية في الولاية، باستثناء ولايتي نبراسكا وماين اللتين، تقسمان أصواتهما بين المرشحين.

وأدّى هذا النظام إلى نتائج لا تعكس التصويت الشعبي الوطني، فقد فاز بعض الرؤساء بالرئاسة دون تحقيق الأغلبية في التصويت الشعبي، واستفاد الحزب الجمهوري ومرشحيه بذلك النظام في مناسبتين،
ففي انتخابات عامي 2000 فاز جورج بوش الابن، و2016 فاز دونالد ترامب عندما حصل المرشح الفائز على أصوات المجمع الانتخابي رغم حصول منافسه على أصوات شعبية أكثر.

-كيف يرى الأمريكيون هذا النظام؟

وطرح بعض الخبراء والمحللين مقترحات لإصلاح النظام، منها التحول إلى نظام التصويت الشعبي المباشر بحيث يكون الرئيس هو الحاصل على أعلى نسبة أصوات مباشرة على المستوى الوطني.

كما يقترح آخرون توزيع أصوات المجمع الانتخابي بشكل نسبي في كل ولاية، لتصبح النتائج أقرب لتمثيل الإرادة الشعبية، وفقا لموقع مبادرة “ناشيونال بوبيولار فوت” الداعمة لإقرار نظام التصويت الشعبي العادي.

ويرى البعض الآخر أن المجمع الانتخابي نظام قديم وغير ملائم للعصر الحديث، حيث تأسس في زمن كانت فيه وسائل الاتصال والمعلومات محدودة، ويعتقدون أن النظام يحتاج إلى تحديث ليتماشى مع التطور التكنولوجي ويحقق ديمقراطية أكثر تمثيلًا.

وبحسب مجلة “بولتيكو” فمن أكبر الانتقادات الموجهة للنظام أنه يجعل من بعض “الولايات المتأرجحة” المحورية، حيث يُحسم الفوز عادة في هذه الولايات القليلة، بينما تصبح معظم الولايات الأخرى، التي تكون إما جمهورية أو ديمقراطية بشكل ثابت، مهمشة؛ لذلك يعتقد المعارضون أن هذا يقلل من قيمة أصوات ملايين الناخبين في الولايات غير المتأرجحة.

ووفقا لتقرير لمنظمة “هيرتاج فاونديشن” يرى المؤيدون أن النظام يوفر توازنًا بين الولايات الكبرى والصغرى، حيث يمنح الولايات الصغيرة، التي ربما تُهمل في التصويت الشعبي المباشر، تأثيرًا نسبيًا في الانتخابات، ويعتقدون أن هذا النظام يعزز من حضور مختلف المناطق ويشجع المرشحين على زيارة والتفاعل مع ولايات متنوعة، بدلاً من التركيز على الولايات الكبيرة فقط.

كما يعتقد المؤيدون أن النظام يمنع تركيز الحملات الانتخابية على المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، مما يحول دون تمركز النفوذ في المدن الكبرى فقط ويعطي أهمية للمجتمعات الريفية الصغيرة، ما يدعم المبدأ الفيدرالي للولايات المتحدة الأمريكية.

مانشيتات قد يهمك