معارض التوظيف الجامعية بوابة الطلبة إلى سوق العمل
يُعدّ البحث عن وظيفة أبرز ما يشغل طلبة السنة الأخيرة في الجامعة، والخريجين الجدد، لذا يحرصون على البحث عن فرص عمل وتدريبات لصقل مهاراتهم.
كما تحرص الجامعات على تزويد الطالب بتلك الفرص، من خلال قنوات عدة أبرزها إقامة معارض التوظيف والتدريب، التي توفر منصة مهمة للطلبة والخريجين للقاء أصحاب العمل المحتملين، والتعرّف إلى فرص العمل المطروحة، ومتطلبات الترشح لها، والتفاعل وجهاً لوجه مع ممثلي الشركات والمؤسسات، ما يعد نقطة انطلاق لبناء حياة مهنية ناجحة.
في المقابل، أعرب طلبة عن تخوفهم من أن تكون مشاركة بعض الشركات أو المؤسسات قاصرة على الترويج للمؤسسة أو الشركة دون تقديم أي شاغر وظيفي فعلي للطلبة، مقترحين مراقبة نتائج مشاركة الشركات في هذه المعارض.
وتفصيلاً، تحرص غالبية الجامعات في الدولة علـى تنظيـم معارض التوظيف بشـكل دوري، بهـدف جمـع جهـات التوظيـف فـي القطاعيـن العـام والخـاص تحـت سـقف واحـد، لإتاحـة الفرصـة لعـرض مـا لديهم من فـرص تدريبيـة أو توظيفيـة، وفتـح قنوات حـوار بينهم وبيـن الطلبة مـن مختلف التخصصات.
وتجتهـد الـجامعات في عقد هذه المعارض بشكل سنوي، لإتاحة فرصـة الاستفادة منها، وخلق قنوات تواصل مباشرة بيـن الطلبة وجهات التوظيـف.
وتحت شعار «طريقك للمستقبل»، نظمت جامعة الإمارات العربية المتحدة معرض التوظيف 2024، بهدف توفير منصة تفاعلية لطلبة وخريجي الجامعة للالتقاء بأبرز 40 مؤسسة في القطاعين الحكومي والخاص، في القاعة الكبرى بالمبنى الهلالي في الحرم الجامعي، وشهد المعرض إقبالاً كبيراً من الطلبة والخريجين، وتخللته ورش العمل التدريبية، والجلسات الحوارية الهادفة إلى تطوير مهارات الطلبة والخريجين، وتزويدهم بالأدوات اللازمة للنجاح في سوق العمل.
وأكدت جامعة زايد أن معرض الوظائف بالجامعة يشكل منصة استراتيجية متوافقة مع أهداف التوطين التي وضعتها حكومة دولة الإمارات، من خلال تقديم الدعم اللازم للطلبة والخريجين، عن طريق التعاون مع أصحاب العمل والشركاء الاستراتيجيين، ما يضمن لهم الوصول إلى أفضل الفرص في سوق العمل، مشيرة إلى أن هذه المبادرة السنوية تجسد التزام الجامعة بتعزيز قابلية توظيف الطلبة، والإسهام في تطوير اقتصاد تنافسي حيوي قائم على المعرفة.
وشددت على أهمية هذا الحدث السنوي للطلبة والمؤسسات على حد سواء، لافتة إلى تنظيمها معرضين مهنيين سنوياً في حرميها بإمارتي أبوظبي ودبي، يضم كل منهما مجموعة من الشركات الحكومية والخاصة من مختلف القطاعات، لإتاحة فرص عمل في جميع تخصصات الجامعة، حيث يسمح المعرض للطلبة بإجراء مقابلات فورية مع شركات التوظيف للحصول على وظائف دائمة أو مؤقتة.
وشددت جامعة العين على أن معرض التوظيف السنوي الذي تنظمه يُعد منصة حيوية تدعم التوظيف، وتطوير المهارات، وبناء الجسور الوظيفية، ما يسهم في تحقيق نجاح الطلاب والخريجين في مساراتهم المهنية، مشيرة إلى أن معرض التوظيف السنوي يعمل على جذب مجموعة متنوعة من أصحاب العمل والشركات الحكومية والخاصة، ما يوفر فرصاً مباشرة للطلاب والخريجين لاكتشاف الفرص الوظيفية المتاحة، إضافة إلى توسيع شبكات الاتصال، حيث يمثل المعرض فرصة قيمة للطلاب والخريجين لبناء علاقات مع أصحاب العمل المحتملين، وتوسيع شبكاتهم المهنية، ما قد يؤدي في النهاية إلى فرص توظيف مستقبلية.
وأشارت جامعة أبوظبي إلى أن معرض التوظيف السنوي، الذي تنظمه، يعزز جهود التوطين، ويفتح آفاقه أمام الكوادر الوطنية المتخصصة وخريجي وخريجات الجامعة في مختلف التخصصات، حيث يسهم في زيادة فرص توظيفهم وإظهار مهاراتهم في القيادة والتواصل الفعال والتفكير المنطقي، ويتيح لهم التواصل المباشر مع جهات العمل المشاركة، ليتسنى لهذه الشركات الاختيار وفق ما يناسب شواغرها.
وأفاد قسم التوجيه الوظيفي في جامعة السوربون أبوظبي، بأن منتدى التوظيف السنوي «استرولاب» يعدّ منصة قيّمة للطلبة والخريجين لاستكشاف فرص العمل والتدريب المختلفة، بمشاركة منظمات من مختلف القطاعات، حيث يتماشى هذا الحدث مع جهود جامعة السوربون أبوظبي لتمكين الطلبة والخريجين مهنياً، من خلال إتاحة الفرصة لهم لمقابلة أصحاب الأعمال، وتقديم توجيه وظيفي فعّال، كما يوفر ورش عمل مختلفة يحضرها الطلبة من مختلف التخصصات والسنوات الدراسية، إضافة إلى ورشة عمل استشارية مهنية مجانية.
كما ينظم مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني، «ملتقى بوليتكنك أبوظبي والشركاء للتوظيف» بمشاركة مؤسسات حكومية ودولية متخصصة ومتميزة، لاستقطاب طلبة وخريجي بوليتكنك أبوظبي، التابع لـ«أبوظبي التقني» في دورات تدريبية متخصصة تنتهي بالتوظيف بعد التخرج.
وأشار المركز إلى أن الملتقى يأتي في إطار استراتيجيته لبناء وصناعة الكفاءات الوطنية في التخصصات الصناعية والهندسية، حيث تقدم المؤسسات المشاركة في الملتقى التدريب المتخصص والتوظيف المناسب للمواطنين في تخصصات صناعية مهمة تلبي متطلبات المستقبل والوظائف الجديدة.
في المقابل، أكد مسؤولو توظيف في جهات حكومية وخاصة، أن معارض التوظيف تعد حدثاً مهماً لكل باحث عن عمل، حيث تتيح الفرصة لمقابلة أصحاب العمل المحتملين، إلا أن إجراء المقابلات في معرض التوظيف يتطلب إعداداً خاصاً يتضمن معرفة طرق التسجيل وإعداد السيرة الذاتية وكيفية إجراء المقابلات العملية، كما يتخللها عدد من الأسئلة الثابتة، التي يجب على الطالب أو الخريج الاستعداد لها، وتطوير إجابات مقنعة توضح صفاته، مشيرين إلى أن أبرز الأسئلة يتضمن إعطاء نبذة شخصية، وسبب اهتمامه بالحصول على وظيفة في هذه الشركة تحديداً، والحديث عن نقاط قوته وضعفه، والإنجازات التي يفتخر بها، ورؤيته للعمل ضمن فريق، وكيفية تغلبه على مشكلات العمل التي قد تواجهه، وهدفه المستقبلي بعد التوظيف.
في المقابل، أكد طلبة جامعيون وخريجون جدد، حمد السعدي، وبلال البلوشي، ومحمد مطر، ونهى حميد، وخولة راشد، وموزة سعيد، أن معارض التوظيف الجامعي من أهم التجمعات التي تهم الطالب الجامعي، خاصة الدفعة الأخيرة والخريجين الجدد من مختلف التخصصات، حيث تلعب دوراً مهماً في تعريف الطلبة بمتطلبات الحصول على وظيفة، وكيفية التقديم وإجراء مقابلات التوظيف، وتوفير كل المعلومات اللازمة عن بيئات العمل المختلفة، إضافة إلى توفير بعض الوظائف وفرص التدريب لهم، إلا أنها تحتاج إلى دعم ومتابعة أكبر حتى لا تتحول إلى فعالية للترويج للشركات فقط.
وأشاروا إلى أن مشاركة شركات أو مؤسسات تقتصر على الترويج للمؤسسة أو الشركة، من دون تقديم أي شاغر وظيفي فعلي للطلبة.
وقالوا إن هناك من المؤسسات من يعتذر عن عدم استقبال السيرة الذاتية للمتقدمين، بحجة توجههم للتسجيل الإلكتروني في المؤسسة، مما يقلل من ثقة الطلبة في المعرض، مطالبين برقابة على الشركات المشاركة، وإلزامها الإعلان عن عدد الشواغر التي تطرحها، وتخصصاتها وشروطها قبل المشاركة في المعرض، والإعلان عقب نهاية المعرض عن عدد عقود التوظيف التي وقعتها كل شركة، على أن تتأكد الجامعة من أسماء الموظفين الذين شغلوا هذه الوظائف، وأنهم فعلاً من الطلبة والخريجين المشاركين في المعرض.
علاقات مهنية
أكد مستشارون مهنيون: محمد ناصر، وسناء فاروق، وخالد عزمي، أن معارض التوظيف الجامعي تعدّ فرصة متميزة للطلبة الباحثين عن عمل، إذ تتيح لهم التقدم للوظائف الشاغرة، والتدريب والتواصل مباشرة مع أصحاب العمل، وإجراء مقابلات عملية، وبناء شبكة علاقات مهنية قوية، كما أنها فرصة أيضاً لأصحاب العمل، حيث تتيح لهم التقاء مجموعة متنوعة من المواهب، وتكوين علاقات استثنائية تضمن لهم توظيف الكوادر الوطنية الشابة المناسبة، وتأمين تحقيق متطلبات ملف التوطين في الدولة.
وأشاروا إلى أن الاستفادة من معارض التوظيف الجامعي لا تقتصر على الحصول على وظيفة، وإنما تمتد أيضاً إلى توفير فرص أمام الطلبة للحصول على توجيه مهني ونصائح من الخبراء في مجالاتهم المهنية المحددة، ما يساعدهم على توجيه خطواتهم المستقبلية، كما تساعدهم المعارض على التعرّف إلى متطلبات السوق، وتنمية ثقتهم بأنفسهم، من خلال التدريب على إجراء مقابلات التوظيف وإعداد السيرة الذاتية، إضافة إلى تحفيزهم على تطوير أهدافهم المهنية، وتحديد المسارات التي يرغبون في اتباعها مستقبلاً.