وفاة محمد خلف والفندي المزروعي بحادث سير
شيّع الفريق سموّ الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، أمس، فقيدَي الوطن، مستشار الثقافة والتراث بديوان سموّ ولي عهد أبوظبي، محمد خلف المزروعي، والفندي محسن راشد المزروعي، اللذين وافتهما المنية إثر حادث مؤسف وقع، ظهر أمس، في المنطقة الغربية.
وأدى سموّه صلاة الجنازة في مسجد سلطان بالفارة في مدينة زايد بالمنطقة الغربية، وإلى جانبه الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، وذوو الفقيدين، وعدد من الشيوخ وأعيان البلاد، وجمع غفير من المواطنين والمقيمين.
وقدّم سموّه التعازي والمواساة لآل المزروعي الكرام في مصابهم الجلل، داعياً الله أن يتغمد الفقيدين بواسع رحمته ويسكنهما فسيح جناته.
وشغل الفقيد محمد خلف المزروعي منصب مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، كما تولى سابقاً رئاسة مجلس إدارة شركة أبوظبي للإعلام، وكانت له جهود في الحفاظ على التراث والاهتمام بالثقافة.
في السياق ذاته، نعى ديوان ولي عهد أبوظبي، محمد خلف المزروعي، وتقدم بخالص العزاء وصادق المواساة لكل أهله وذويه والمقربين إليه.
كما أصدر اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات بياناً نعى فيه فقيد الوطن، معرباً فيه عن فجيعته بخبر وفاة ابن بار من أبناء الدولة، وذكر مناقبه، وأنه كان من المخلصين الذين يتركون بصمتهم في كل مكان، لافتاً إلى ضرورة أخذ العبرة من الحدث الأليم سبيلاً لبذل واستمرار العطاء والعمل والجهد.
وُلد المزروعي في مدينة زايد بالمنطقة الغربية في إمارة أبوظبي، حيث اهتمّ منذ صغره بالبيئة الطبيعية، خصوصاً الصقارة، والأدب العربي بأشكاله المكتوبة والشفاهية، وبعد أن أنهى تعليمه الحكومي تابع دراسته في الولايات المتحدة، وتخرج بعدها بدرجة الماجستير في الإدارة من ولاية أوريغون.
وكان إطلاق المعرض الدولي للصيد والفروسية في عام 2003 واحداً من أوائل التحديات التي اختارها الفقيد لنفسه، حيث تحوّل المعرض خلال فترة وجيزة من مناسبة محلية إلى مهرجان اقتصادي وسياحي وفلكلوري من الطراز الأول ببُعدين إقليمي وعالمي.
كما أطلقت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث اثنين من أنجح البرامج التلفزيونية في العالم العربي: «شاعر المليون» للشعر النبطي / الشعبي، و«أمير الشعراء» للشعر الفصيح، اللذين تحوّلا إلى ظاهرتين ثقافيتين عربيتين تستقطبان عشرات الملايين من المشاهدين.
وخلال أقل من سنتين من عمر الهيئة تمّ إطلاق مهرجان أبوظبي للسينما، وأكاديمية نيويورك ــ أبوظبي للفيلم، ومهرجان أنغام من الشرق، وجائزة الشيخ زايد للكتاب، ومشروع «كلمة» للترجمة إلى العربية، إضافة إلى إحداث نقلة نوعية في تنظيم معرض أبوظبي الدولي للكتاب، ومشروع موسيقى أبوظبي الكلاسيكية، ومهرجان «مزاينة الظفرة»، ومهرجان ليوا للرطب، ومجلة «شواطئ» باللغتين العربية والإنجليزية، وتأسيس أكاديمية الشعر وبيت العود العربي، إضافة إلى إعادة افتتاح قلعة الجاهلي بعد ترميمها وتحويلها إلى منارة ثقافية، وتعزيز مشروعات التنقيب عن الآثار، وترميم المباني التاريخية، ومشروع تجميع الثقافة الإماراتية المكتوبة والشفاهية.