الآغا تتطوع لمكافحة «كورونا» وتجد سعادتها في عيون المتعافين
أكدت الطالبة بالسنة الرابعة في كلية الطب، إسراء الآغا، أنها تجد سعادتها في عيون المتعافين من فيروس كورونا عند مغادرتهم المستشفى، لافتة إلى أنها تطوعت للخدمة في خط الدفاع الأول منذ نهاية فبراير الماضي، متنقلة من مستشفى إلى آخر، ومنفذة للمهام العلاجية المطلوبة منها على مدار اليوم، ما عدا بضع ساعات قليلة تأخذها للاستراحة في منتصف النهار.
والآغا تعد أحد النماذج الشبابية المنضمة الى التطوع الميداني في حملة «الإمارات تتطوع»، التي جمعت تحت مظلتها 132 جنسية من المتطوعين الذين تكاتفوا لدعم جهود الدولة في مكافحة فيروس «كوفيد ـ 19».
وتحدثت الآغا (أردنية ـ 21 سنة) بحماس وهي تصف شعورها بالسعادة عند مساعدة المرضى، ملبية نداء الإمارات، مؤكدة أن خدمتها واجب عليها لرد جزء من خيرها عليها، وللتعبير عن حبها الكبير لها، خصوصاً أنها ولدت فيها، وتعلمت في مدارسها، حتى بلغت الجامعة.
وأضافت لـ«الإمارات اليوم» أن مهنتها الإنسانية كطبيبة مستقبلاً تحتم عليها أن تخدم وتعالج المرضى دون كلل أو قلق أو خوف، مؤكدة أن السعادة التي تراها في عيون المتعافين من الفيروس عند مغادرتهم المستشفى لا يعادلها شعور آخر.
وأوضحت أنها عملت في مواقع عدة منذ تطوعها في هيئة الهلال الأحمر ومنصات «الإمارات تتطوع»، شملت الطب الوقائي في عجمان، ومستشفى القاسمي في الشارقة، والمستشفى الميداني في الشارقة، ومستشفى راشد ومستشفى لطيفة في دبي، والاشتراك مع الفرق الطبية المسؤولة عن متابعة المحجورين من المرضى في عدد من الفنادق.
وذكرت الآغا أنه تم تدريبها منذ الأيام الأولى على كيفية أخذ عينة فحص الفيروس بدقة، وتمكنت من ذلك بحكم دراستها وتخصصها في الطب، لافتة إلى أنها عملت في مراكز فحص «كورونا» التي تعمل على مدار الـ24 ساعة لتغطية أكبر عدد من الفحوص، كما عملت في تسجيل نتائج فحوص المرضى وإبلاغهم بها، ومتابعة المصابين، سواء خلال العلاج في المستشفى، أو أثناء العزل في الفنادق، أو خلال الحجر المنزلي.
وأضافت أن متابعة علاج المرضى لا تقتصر على مراقبة وضعهم الفسيولوجي، بل تتضمن دعمهم نفسياً ومعنوياً أيضاً، لأن ذلك يعد أحد أسباب الشفاء وعدم تدهور الحالة الصحية للمريض.
وقالت الآغا إن والدتها شجعتها ودفعتها إلى العمل التطوعي منذ أن كان عمرها 15 عاماً، لذلك حرصت على تشجيع إخوتها الأصغر منها للتطوع في الحملة، حتى رافقوها خلال عملها في مستشفى القاسمي في متابعة المرضى الخارجيين الممنوع دخولهم إلى داخل المستشفى، خوفاً من انتقال العدوى إليهم، حيث يتم الاستماع إليهم عن الحالة المرضية التي يعانون منها في منطقة الاستقبال، لعرضها على الأطباء العاملين في أقسام المستشفى، ثم العودة إليهم بالنتيجة التي أحياناً تقتصر على ضرورة أخذ دواء معين، يتم توفيره للمريض من صيدلية المستشفى، وفقاً لوصفة الطبيب المختص.
وأكدت أنها مستمرة في عملها التطوعي في خط الدفاع الأول، ولن تتوقف عن خدمة المجتمع مهما طالت مدة احتواء المرض.
وعن أصعب المواقف الإنسانية التي مرت بها خلال عملها في مكافحة «كورونا»، قالت الأغا إن هناك كثيراً من المواقف الصعبة التي مرت بها، إلا أن أشدها على الإطلاق حين تواجه أسر المتوفين، وتشهد لحظات إبلاغهم وردة فعلهم، وحين تضطر إلى منع أهل المريض المتوفى من الدخول إلى غرفته.
وأشارت إلى أن تلك المواقف القاسية لم تضعفها أو تنال من عزمها، بل زادتها قوة ويقيناً بأن الإنسان يجب أن يزيد تمسكه بإيمانه ويقينه، مهما بلغت الصعوبات.
مواجهة المواقف الصعبة
قالت طالبة كلية الطب، المتطوعة إسراء الآغا، إن أهم ما تعلمته خلال تجربتها في خط الدفاع الأول، هو كيفية مواجهة المواقف الصعبة.
وتابعت أن «اجتياح فيروس كورونا حياة البشر بهذا الشكل المفاجئ أثبت بالبرهان العملي أن كل شيء في هذه الحياة يمكن أن ينقلب في لحظة مبدلاً أوضاعنا وظروفنا بشكل مغاير تماماً، وعلينا أن نكون مستعدين لكل الظروف».
وأوضحت أن «ما حدث يجب أن يرسخ لدينا ضرورة توجيه طاقاتنا واهتماماتنا دائماً لما يفيد الإنسان والإنسانية، وأن ذلك درس يجب أن يستفيد منه الأشخاص المستهترون وغير الجادين في الحياة».
دعم الجهود الوطنية
شهدت الحملة الوطنية «الإمارات تتطوع» إقبالاً كبيراً من المواطنين والمقيمين على حد سواء. ووصل عدد المتطوعين الملتحقين بالحملة في غضون الشهر الأول من إطلاقها إلى 18 ألفاً و740 متطوعاً، ينتمون إلى 132 جنسية.
وبلغ عدد المتطوعين المقيمين الداعمين للجهود الوطنية التي يبذلها جنود خط الدفاع الأول لمواجهة انتشار «كوفيد ـ 19»، أكثر من 13 ألفاً و170 متطوعاً من المقيمين في دولة الإمارات، إلى جانب 5555 متطوعاً من المواطنين.
132
جنسية متنوعة تتطوع ضمن حملة «الإمارات تتطوع».
طبيبة المستقبل تخدم في خط الدفاع الأول منذ 4 أشهر وحفّزت أشقاءها على التطوع.