استئصال مثانة مسرطنة وتصنيع بديل من الأمعاء الدقيقة
استأصل استشاري ورئيس قسم جراحة المسالك البولية ورئيس أقسام الجراحة العامة في مستشفى المفرق، الدكتور محسن المقرش، مثانة مصابة بالسرطان لمريضة بريطانية تبلغ من العمر 55 عاماً، وأبدلها بمثانة أخرى تم تصنيعها من أمعائها الدقيقة.
وكانت المريضة حضرت إلى قسم المسالك البولية في المستشفى وهي تعاني وجود دماء متكرر مع البول، رغم تلقيها علاجاً سابقاً، لكن دون جدوى، وقال المقرش لـ«الإمارات اليوم»، إنه بعد الكشف السريري على المريضة، والاطلاع على التحاليل والأشعة، قررت عمل منظار الذي أظهر وجود ورم متشعب بالجدار الأيمن من المثانة، مضيفاً أظهرت نتائج عينه تحليلية على الورم أنه يصنف من النوع الخبيث والعميق، حيث وصل إلى جدار المثانة، ولابد من استئصاله.
وأكد أن العملية تصنف على أنها من العمليات النادرة والخطرة والمعقدة التي تجرى في منطقة الشرق الأوسط بل العالم، لافتاً إلى إدراج طريقة عملها في المرجعيات الطبية العالمية، موضحاً أنه أجرى عملية الاستئصال الجذري للمثانة بكاملها واستبدالها بمثانه من الأمعاء الدقيقة دون تحويل خارجي لمجرى البول.
وأفاد بأن العملية استغرقت ست ساعات تم خلالها الاستئصال الجذري للمثانة البولية مع الرحم والمبايض، وكذلك العقد الليمفاوية الموجودة في الحوض والثلث الأسفل من الحالبين، مع الحفاظ على مجرى البول، والتأكد من خلوه من أية خلايا سرطانية، مشيراً الى انه تم إرسال عينة من مجرى البول أثناء إجراء العملية إلى المعمل للتأكد من خلو الأنسجة من الخلايا السرطانية. وعن المثانة البديلة المصنعة من الأمعاء الدقيقة قال المقرش، إنه تم خلال تصنيع المثانة استخدام 40 سنتيمتراً من الأمعاء الدقيقة، وتوصيلها بمجرى البول، وزرع الحالبين في الطرف الآخر، مضيفاً أن المريضة مكثت في المستشفى لمدة أسبوعين وهي تحت الملاحظة.
وقال إن المثانة المعوية البديلة تمكن المريضة من التبول بصورة طبيعية مع تحكم كامل في التبول، إذ إن الطريقة تجنب المريض إجراء عملية تحويل لمجرى البول عن طريق الجلد، ما يستدعى وجود كيس لجمع البول مثبت على بطن المريض، ما يترتب علية آثار اجتماعية ونفسية سيئة نتيجة انتشار رائحة البول من المريض، وعدم تمكنه من ارتداء الملابس بشكل طبيعي.