زايد حامي التراث والأصالة
«من ليس له ماضٍ.. ليس له حاضر»، مقولة شهيرة للمغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أوجزت منهجه وحرصه على اتباعه وتطبيقه وتكريسه في نفوس أبناء الإمارات من كل الأعمار، ليسيروا عليه طوال حياتهم، وينقلوه بدورهم إلى الأجيال المقبلة.
ورغم كل ما حققه، طيب الله ثراه، من إنجازات وما شيده من مظاهر المدينة الحديثة، ظل الشيخ زايد وفياً لطبيعته البدوية، متمسكاً بعادات وتقاليد المجتمع التي نشأ عليها، وشكلت جزءاً رئيساً من شخصيته.
وانعكس حب الشيخ زايد للتراث وتمسكه به في مظاهر عدة، من بينها تمسكه بالزي الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، وحرصه على ارتداء هذا الزي في كل مكان يذهب إليه، داخل الدولة وخارجها، لإدراكه أن هذا الزي هو جزء من الهوية الوطنية وأحد مكوناتها.
أما المجلس العربي الذي يعد من أبرز مظاهر الحياة الاجتماعية في المنطقة، باعتباره ملتقى يومياً لأهل الفريج أو المنطقة، ليتباحثوا في شؤونهم ويتبادلوا الحديث والمعارف والعلوم وإلقاء الأشعار، فقد ظل حاضراً في الدولة بعد قيام الاتحاد، وظل مجلس الشيخ زايد مفتوحاً باستمرار أمام الجميع من مختلف الفئات والجنسيات.
كما أولى الشيخ زايد، رحمه الله، اهتماماً كبيراً بالصناعات والحرف التقليدية، وكان يحرص على استمرارها والنهوض بها، وتوفير إطار يضم العاملين فيها، مثل إنشاء «مركز الصناعات التقليدية والحرف اليدوية» في الاتحاد النسائي العام في أبوظبي، الذي يجمع عدداً كبيراً من النساء اللاتي يمارسن الحرف اليدوية التقليدية، مثل السدو والتلي، والخوص، ونقش الحناء، وصناعة البخور والدخون، وغيرها، كما تهتم دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي بـ«حاميات التراث»، وتحرص على مشاركتهن في الفعاليات الثقافية التي تقام في مختلف أنحاء العالم للتعريف بتراث الإمارات.
وترجم الشيخ زايد، طيب الله ثراه، حبه للتراث وتمسكه به إلى أفعال من خلال إنشاء مؤسسات وجمعيات ونوادٍ، أبرزها نادي تراث الإمارات الذي يعمل في مجال التراث وتعليمه للأجيال الجديدة عن طريق الممارسة، مثل السنع التي تعنى بعادات الكرم والضيافة والتعامل مع الضيوف، وكذا الرياضات التراثية كالرماية وركوب الخيل، بالإضافة إلى ممارسة الألعاب الشعبية الوطنية لأنها تعبر عن روح الشعب ووجدانه وعاداته وتقاليده ونمط حياته القديمة وبساطتها، وكيف كان أبناء الأجيال السابقة يصنعون ألعاباً مسلية ومفيدة بأفكار وأدوات بسيطة مستمدة من البيئة المحلية. كما وجّه الشيخ زايد بإنشاء مراكز متخصصة للبحث في التراث وجمعه وحفظه وتوثيقه.
وكان الشيخ زايد حريصاً على الحفاظ على العادات والتقاليد عبر التواصل مع أبناء شعبه ومشاركتهم مناسباتهم السعيدة والحزينة، كما تقضي تقاليد المجتمع الإماراتي، وكثيراً ما كان يشاركهم حمل السيف والرزفة في الاحتفالات الوطنية.
كما اهتم بتنظيم سباقات الخيل والإبل، نظراً لارتباطها الوثيق بالماضي العريق لأهل البلاد.
لمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط.