شرطة وجمارك دبي تكشفان عن أساليب مبتكرة لإخفاء المخدّرات والمسروقات
كشف منتدى مواجهة أساليب الإخفاء والتهريب للمنظمات الإجرامية والإرهابية، عن وسائل تهريب جديدة لمخدرات وبضائع مقلدة وممنوعات أخرى، لجأ إليها مجرمون من جنسيات عدة.
وقال مدير الإدارة العامة للهيئات والمنشآت والطوارئ في شرطة دبي، العميد علي الغيثي، إن المنتدى يهدف إلى تبادل المعلومات، وتوحيد الجهود، لحماية الدولة من مخاطر عمليات التهريب، لافتاً إلى سعي شرطة دبي إلى تطبيق الذكاء الاصطناعي في التفتيش، للإسهام في كشف أحدث أساليب ووسائل التهريب، وتطوير عمليات تدريب الكادر البشري في شرطة وجمارك دبي.
تقنية ثري دي قال مدير إدارة أمن المتفجرات بالإدارة العامة للهيئات والمنشآت والطوارئ، المقدم هشام السويدي، إنه «في ما يتعلق بالكشف عن الأساليب الإرهابية في التهريب، فإن شرطة دبي تمتلك أجهزة متطورة، تعمل بتقنية ثري دي، في تفتيش الحقائب والأشخاص، يمكنها الكشف عن المتفجرات والمعادن». |
وفي ورقة عمل، تحت عنوان: «أساليب التهريب في الحاويات»، ذكر مدير أول مركز التفتيش الجمركي في مركز جمارك جبل علي، أحمد جمعة الجمري، أن «(جمارك دبي) أنجزت 903 ملايين معاملة، خلال العام الماضي، وهي تتعامل سنوياً مع 17 مليون حاوية، إضافة إلى 75 مليون زائر، و35 منطقة حرة، ومن المتوقع ارتفاع عدد الحاويات التي يتم تفتيشها إلى 24 مليون حاوية، عام 2020».
وأضاف أن «التحدي الأكبر يكمن في سرعة إنجاز التعامل مع هذا العدد الكبير من الحاويات مع دقة التفتيش، ما يستلزم الاستعانة بأحدث الأجهزة، وتدريب كوادر الجمارك على أفضل الممارسات، وتبادل المعلومات مع الجهات ذات الصلة»، مبيناً أن «محرك المخاطر المرتبطة بهذا العمل يتضمن 128 مؤشراً، تتعلق بنوعية البضائع، والدول القادمة منها الحاويات، وجنسيات الشركات المالكة لها».
وأشار الجمري إلى أن «(جمارك دبي) لديها خمسة أجهزة لتفتيش الحاويات، تعد الأحدث من نوعها في العالم، إذ يستطيع الجهاز الواحد أن يمسح 150 حاوية في الساعة بكل دقة، دون أي تدخل بشري، كما يمكنه رصد أي أنواع من الممنوعات».
وأفاد بأن «من الضبطيات المسجلة، خلال العام الماضي، 141 كيلوغراماً من الكوكايين في حاوية لعب أطفال، كما رصدت طريقة لإخفاء المخدرات في جدران وأرضيات حاويات بطريقة احترافية، وضبط أكثر من ستة ملايين حبة كبتاجون مخدرة في أحشاء حيوانات، إضافة إلى تغيير أنواع بعض البضائع، للتهرب من دفع الرسوم الجمركية، مثل ضبطية سجائر أدخلت إلى الدولة على أساس أنها بلاستيك مستعمل». من جهته، قال المقدم مروان محمد سنجل، من الإدارة العامة لأمن المطارات، في ورقة عمل بعنوان: «أساليب الإخفاء في المطارات»، إن «الإدارة تطبق برنامجاً متخصصاً في قياس مدى فاعلية الموظف، وكفاءته في أساليب التفتيش بالنقاط الأمنية، يحمل اسم (المنبه)، وذلك وفق معايير سرعة اتخاذ القرار، والقدرة على استخدام الأجهزة، والتعرف السريع إلى محتويات الحقائب، ما يساعد على اكتشاف نقاط ضعف الموظف وتقويتها».
فيما ذكر مدير إدارة المكافحة المحلية في الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بشرطة دبي، العقيد أيوب حسن مفتاح، في محاضرة بعنوان: «أساليب إخفاء المخدرات في القضايا العالمية والمحلية»، أن «طرق الإخفاء تحتل المرتبة الثانية في الأهمية بعد المعلومات، كما أن خطوط سير بعض السفن والحاويات في دول معينة تشتهر بتجارة وزراعة المخدرات تثير الشكوك حولها، لذا فإن بعض المهربين يغيرون وجهاتهم في (الترانزيت)، عبر إجراء حجوزات جديدة كنوع من التمويه».
وأشار إلى أن «من أساليب التهريب الاحترافية قضية (التطريز)، التي شهدت إخفاء الهيروين داخل خطوط تطريز ملابس، وفي قضية أخرى ضبطت 76 كيلوغراماً من الكوكايين مخفية داخل شاشات كمبيوتر، وأخرى في اللوز وحفاضات الأطفال»، لافتاً إلى أن «المهربين أخفوا – في إحدى القضايا – المخدرات داخل أسطوانات الغاز، وانفجرت إحداها أثناء استخراج المخدرات منها».
بدوره، قال رئيس قسم مباحث الجرائم الواقعة على الأموال بالإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية، الرائد علي سعيد اليماحي، في محور «طرق إخفاء المسروقات»، إن معيار نجاح أي قضية يعتمد على العثور على المسروقات وضبط المتهمين، لذا أعدت شرطة دبي دراسات دقيقة، لرصد الظروف والعوامل التي تتعلق بعملية إخفاء المسروقات، وكشفت أساليب عدة، منها المركبات المهجورة، والحمامات، والمناطق الصحراوية، والمناطق المهجورة»، لافتاً إلى أن متهماً في إحدى القضايا أخفى مجوهرات مسروقة داخل أحشائه، بإدخالها عبر منطقة حساسة في جسده، كما أخفيت المسروقات في قضية أخرى، وكانت عبارة عن مليون درهم في منطقة نائية، وظل المتهمون يترددون عليها أربعة أيام، إلى أن ضبطوا متلبسين بحيازتها.