أهالي وادي «مي» يشيعون ضحايا القور
شيّع أهالي منطقة وادي مي في إمارة الفجيرة جثمان المواطنة (أ.س.أ) حرم عبدالله الكندي، البالغة 37 سنة، وأطفالها الثلاثة: موزة (11 سنة)، ومنصور (ست سنوات)، وفزاع (ثلاث سنوات)، إلى مثواهم الأخير، وسط حزن شديد.
سلوكيات خاطئة أكد المدير العام لإدارة العمليات المركزية في شرطة رأس الخيمة، العميد غانم أحمد غانم، أن بعض السائقين يمارسون سلوكيات خاطئة أثناء سقوط الأمطار، وما يصاحبها من جريان للأودية والشعاب بشكل قوي. ومنها تجمهرهم في الوديان وأماكن تجميع مياه الأمطار، ما يؤدي إلى وقوع حوادث مميتة. وأوضح أن حادث وفاة الأم وأطفالها الثلاثة في مياه الوادي، جاء نتيجة دخول الزوج بمركبته في طريق يمر من خلال وادي القور الذي شهد جرياناً شديداً للمياه. وتابع أن قوة تدفق المياه وعدم تقدير الزوج للوضع أديا إلى انجراف مركبته في الوادي. |
وتوفيت الزوجة وأطفالها أول من أمس، بعدما جرفت مياه وادي القور، مركبتهم، إثر تعطلها بسبب الأمطار وسط مياه الوادي، فيما نجا رب الأسرة (42 عاماً) من الغرق، بعدما سحبه عامل آسيوي من وسط الوادي بوساطة حبل.
وكانت شرطة رأس الخيمة تلقت عصر أول من أمس، بلاغاً يفيد بجرف مياه الأمطار في وادي القور، الواقع جنوب إمارة رأس الخيمة، مركبة تقل ثلاثة أطفال، فباشرت فرق الإنقاذ والإسعاف من شرطة رأس الخيمة وأبوظبي ودبي، عملية البحث عن المفقودين في عملية استمرت 17 ساعة، فيما عثر عمال على الأم فور غرقها في مياه الوادي، ونقلوها الى المستشفى، إلا أنها فارقت الحياة متأثرة بإصابتها البليغة.
وانتشل أفراد الشرطة جثة الطفلة موزة، في الـ 11 ليلاً، أول من أمس، فيما انتشلت جثة الطفلين منصور وفزاع، في الثامنة من صباح أمس.
وقال أمير منطقة المنيعي، جنوب إمارة رأس الخيمة، المواطن علي سعيد الدهماني، لـ «الإمارات اليوم»، إن «عمالاً موجودين في المناطق الزراعية في منطقة وادي القور، شاهدوا مركبة الكندي تقترب من مياه الوادي، محاولة تجاوز الطريق للعبور إلى المنطقة المقابلة»، لافتاً الى أنه «كان عائداً برفقة أسرته من مدينة كلباء في الشارقة إلى منزله في منطقة وادي مي في الفجيرة. وأثناء مروره عند وادي القور، فوجئ بجريان مياه الوادي نتيجة سقوط الأمطار الغزيرة».
وتابع، مستنداً إلى مشاهدات العمال، أن «الكندي حاول قطع الطريق قبل أن تزداد قوة الجريان، وعند وصوله إلى منتصف الوادي تعطلت مركبته، وبدأت المياه بالدخول إليها، ففتح سقفها وأخرج أطفاله وزوجته منها سريعاً».
وأوضح أن «الكندي طلب مساعدة العمال، فألقى أحدهم بحبل باتجاهه، إلا أن قوة المياه جرفت المركبة، ما أدى إلى سقوطها على الأطفال الثلاثة ووالدتهم، فيما تمكن الكندي من الإمساك بالحبل، فسحبه العمال خارج الوادي».
وأضاف أن أحد العمال اتصل بشرطة رأس الخيمة، وأبلغ عن الحادث، فيما باشر العمال البحث عن بقية أفراد الأسرة، وتمكنوا من انتشال الأم.
وقال ابن عم رب أسرة الكندي لـ«الإمارات اليوم» إن الأسرة مكونة من ثمانية أفراد، تقطن في منطقة وادي مي، في إمارة الفجيرة، وفي اليوم التي سقطت فيه الأمطار (مساء أول من أمس)، كان الأب خارجاً في نزهة برفقة زوجته وثلاثة من أبنائهما، فيما بقي الثلاثة الآخرون في المنزل.
وأشار إلى أن الأسرة اعتادت الخروج في الأجواء الماطرة لالتقاط الصور، إلا أن رب الأسرة توجه إلى منطقة القور، التي لم يعتد الذهاب إليها في مثل هذه الأجواء، متابعاً أن الأسرة فوجئت بسقوط الأمطار بشدة خلال وجودها وسط مجرى وادي القور، إذ كانوا على شارع يعتبر مصباً لعدد من الأودية: منطقة النصلة، ورافاق، وفشغة (القريبة من منطقة حتا)، ما يزيد في قوة اندفاع المياه في الوادي، واتساع مساحته.
وأوضح أن أفراد الأسرة فوجئوا بكميات كبيرة من المياه تحاصرهم من جميع الجهات، ولم يكن أمام الأب سوى أن يترجل من مركبته بسرعة، وينقل أطفاله واحداً تلو الآخر، ليضعهم على سقف المركبة، فيما كانت الزوجة تحاول أن تصعد بنفسها، إلا أن قوة اندفاع المياه جرفت المركبة بسرعة كبيرة الى عمق الوادي.
وواصل أن الأهالي وفرق الإنقاذ عثروا على الزوجة وهي على قيد الحياة بعد ساعة من البحث عنها، إلا أنها فارقت الحياة في مركز منيعي الصحي بعد مرور بضع دقائق على وصولها الى المركز، في حين تمكنت فرق الإنقاذ وشرطة رأس الخيمة من العثور على جثث الأبناء بعد ساعات من البحث المستمر والمتواصل.
وتابع أن الأب يعاني وضعاً نفسياً سيئاً نتيجة فقدانه أبناءه وزوجته.
وكانت منطقة وادي القور شهدت سقوط أمطار رعدية غزيرة، وصفها الأهالي بأنها غير مسبوقة، نتيجة المنخفض الجوي وصاحَب الأمطار هبوب رياح قوية وتساقط حبات البَرَد.