الشرطة الأميركية تقبض على إماراتي بسبب زيه الوطني
تعرض رجل الأعمال الإماراتي، أحمد المنهالي، البالغ 41 عاماً، الأربعاء الماضي، لحادثة أثارت استغراباً عاماً في الأوساط الإماراتية، إثر تداول مقطع فيديو على نطاق واسع، يظهر عملية نفذها عناصر شرطة مدينة كليفلاند، التابعة لولاية أوهايو الأميركية، لضبطه، بسبب ارتدائه الزي الإماراتي الرسمي.
وأكد المنهالي، لـ«الإمارات اليوم» في اتصال هاتفي أجرته معه، أنه موجود في الولايات المتحدة منذ أبريل الماضي لتلقي العلاج، بسبب تعرضه لجلطة في الدماغ، وإجرائه عملية جراحية في 2015، موضحاً أنه فوجئ بوجود الشرطة في الفندق للقبض عليه.
وأضاف أنه علم، في ما بعد، أن من أبلغ الشرطة هو إحدى موظفات الاستقبال في فندق «فيرفيلدز»، في كليفلاند، لأنها رأته يرتدي الزي الإماراتي، واشتبهت في أنه ينتمي إلى تنظيم «داعش» الإرهابي.
وحاولت «الإمارات اليوم» التواصل مع سفير الدولة في الولايات المتحدة، إلا أنه تعذر الحصول على رد، فيما نشرت شرطة أوهايو بياناً صحافياً بالواقعة.
أحمد المنهالي: • «أنا موجود في الولايات المتحدة منذ أبريل الماضي لتلقي العلاج، بسبب تعرضي لجلطة في الدماغ». • «توقعت أن يكون أفراد الشرطة موجودين في الفندق بسبب تدريبات، أو أنهم جاؤوا لقضية أخرى». سوء فهم قال بيان صادر عن مركز شرطة كليفلاند، في ولاية أوهايو، إنهم تلقوا بلاغاً، عصر الأربعاء الماضي، يفيد بوجود رجل يرتدي زياً غريباً، ويحمل هواتف كثيرة غريبة الشكل. وتابعت أن مصدر البلاغ امرأة، قالت إن شقيقتها، التي تعمل موظفة في فندق «فيرفيلدز» في كليفلاند، أبلغتها بأنها «مرعوبة من وجود شخص اشتبهت في أنه ينتمي إلى تنظيم (داعش) الإرهابي». وذكر البيان أن اتصالاً آخر ورد إلى مركز الشرطة من والد الموظفة، للإبلاغ عن الحادثة ذاتها، فتوجهت فرق المكافحة لتطويق المنطقة التي كان يقف فيها الشخص الغريب، لتفادي أي حادث «إرهابي». وطلبوا منه الانبطاح أرضاً، ورمي الأجهزة التي كان يحملها لتفتيشه، وبعد أن تبين أنه لا يحمل أي مواد أو أجهزة خطرة، حاول رجال الشرطة مساعدته على النهوض. وعند سؤاله عن سبب وجوده، وقع مغشياً عليه جراء «نوبة هلع»، لما بدا أنه رد فعل على عملية المداهمة، فنقل مباشرة إلى غرفة الطوارئ في مستشفى كليفلاند العام، لتلقي العلاج. وأكد البيان أن الإبلاغ عن الحادثة والمداهمة، وقعا جراء سوء فهم بين الموظفة وأحمد المنهالي، إذ إنها لم تفهم اللغة التي كان يستخدمها، وهي العربية. |
وتفصيلاً، قال المنهالي، لـ«الإمارات اليوم»، في اتصال هاتفي، إنه فوجئ بقدوم رجال الشرطة بكامل أسلحتهم، ومطالبتهم له بأن ينبطح أرضاً، لتفتيشه، مضيفاً: «توقعت أن يكون أفراد الشرطة موجودين في الفندق بسبب تنفيذ تدريبات، أو أنهم جاؤوا لقضية أخرى، لذا أفسحت لهم المجال، إلا أن نظراتهم كانت موجهة إليّ تحديداً».
وتابع أنه تجاوب مع كل مطالب الشرطة، ولم يرفض التفتيش، لكن أحدهم ضغط على ظهره بشدة، ما سبب له جروحاً عدة، ونزفاً في مناطق من جسده.
وشرح أنهم رموا هواتفه كلها دون تطويق المنطقة المجاورة، ودون أن يخبروه عن سبب تفتيشه، وبعدما تأكدوا من أنه لا يملك أي أداة خطرة، أو أسلحة، تركوه، لكنه وقع مغشياً عليه، ولم يتنبه إلا وهو في مستشفى كليفلاند، يعاني من جروحه.
وأوضح المنهالي أنه قدم، هو وزوجته، إلى الولايات المتحدة لإجراء فحوص طبية، والاطمئنان إلى حالته الصحية.
شارحا أنه، في هذه الأثناء، كان يبحث عن مكان يقيم فيه، لأن صاحب الشقة التي كان يقطن فيها أبلغه بأنه سيؤجرها لأشخاص آخرين، يشاركون في الحملات الانتخابية الجارية في الولايات المتحدة.
وتابع: «أنا موجود في الولايات المتحدة منذ أبريل لأتلقى العلاج، بسبب جلطة أعاني منها في الدماغ. لذا أتردد على المستشفى، وأرتدي الزي الوطني في كل أسفاري، ولم أتعرض لمثل هذا الأمر من قبل في أي مكان آخر».
وأفاد المنهالي بأنه زار فندق «فيرفيلدز» في أوهايو، بحثاً عن غرفة يقضي فيها شهراً كاملاً أثناء وجوده في الولايات المتحدة، وأخبرته موظفة الاستقبال بأنه لا غرف شاغرة يمكن استئجارها لمدة شهر، إلا أنهم يستطيعون تقديم حسومات له لمدة ثلاثة أيام فقط، خصوصاً أنه أخبرهم بأنه يتلقى العلاج في مركز كليفلاند.
وأكمل: «طلبت منهم بعدها أسماء الفنادق الأخرى، الموجودة في المنطقة نفسها، وقد رحبوا بالأمر»، لافتاً إلى أنهم ساعدوه فعلاً في استخراج أسماء الفنادق القريبة، وتحديد مواقعها، ثم طبعوها له على أوراق، لكنه فوجئ باختفاء موظفة الاستقبال مع الأوراق دون سبب واضح، فانتظرها، من دون أن يعلم أنها كانت توجه رسالة الى شقيقتها تقول فيها إن أحد ضيوف الفندق ينتمي إلى «داعش» الإرهابي.
وأكد أنه تواصل بشكل مباشر مع سفارة الإمارات العربية المتحدة في الولايات المتحدة، ليتمكن من معرفة الإجراءات التي يمكن اتخاذها، لافتاً إلى أنه سيباشر برفع قضية ضد الفندق وشرطة أوهايو.
وقال: «هذه المرة الأولى التي أتعرض فيها للضبط من قبل رجال الشرطة بسبب ارتدائي الزي الوطني، لقد بنوا شكوكهم كلها بناء على الزي، دون أخذ أي إفادة مني أو من أفراد العائلة»، مضيفاً أنه زار دولاً عدة في مختلف مناطق العالم، ولم يحدث يوماً أن واجه المتاعب أو الضبط أو المساءلة بسبب الزي الوطني الذي يرتديه في جميع أسفاره.