طبيب مواطن لم يمنعه زواجه حديثاً من علاج مرضى «كورونا»
أكد استشاري أمراض القلب المواطن الدكتور عبدالله عبدالرحمن الهاجري، أنه لم ير عائلته مدة تزيد على ثلاثة أشهر خلال أزمة «كورونا»، لوقوفه في الصفوف الأولى إلى جانب زملائه من الكوادر الطبية، لإجراء العمليات والفحوص اللازمة لمرضى القلب من المعرضين والمصابين بالفيروس، مشيراً إلى أنه استشعر مسؤولياته منذ بداية ظهور وباء «كورونا».
وقال الهاجري لـ«الإمارات اليوم» إن موعد عقد قرانه وزواجه كان محدداً سابقاً قبل الجائحة، ولم يمنعه الزواج من أداء واجبه الإنساني والمهني، مؤكداً أنه نزل في اليوم الثاني للزواج إلى العمل في المستشفى، ومتابعة المرضى، وإجراء عمليات جراحية لمصابين بأمراض القلب، ومتابعة الحالات المصابة بفيروس «كورونا».
وأشار إلى أن زوجته تقبلت هذا الوضع، ولم تعترض، وكان موقفها داعماً له بشدة، ودفعته إلى تأدية واجبه المهني لإنقاذ المرضى، متابعاً أن هذا دور الأسرة لدعم الطبيب في أوقات الصعاب.
وقال إن أماكن عمله تعددت خلال أزمة «كورونا»، إذ عالج مرضى ومخالطين للمصابين بفيروس «كورونا»، مؤكداً أنه لم يتردد في التعامل مع المرضى، رغم معرفته بإصابتهم أو احتمالية إصابتهم بالفيروس ونقل العدوى إليه.
وأوضح الهاجري أن رسالته الإنسانية الطبية في علاج المرضى كانت جسر الأمان الذي يساعد مصابي القلب في تخطي أزمتهم المرضية، لافتاً إلى أنه كان يقضي 12 ساعة في العمل لعلاج المرضى دون توقف، وفي بعض الأيام كان يضطر إلى قضاء 20 ساعة دون نوم أو راحة، إذ تركز عمله في مساعدة الفرق الطبية على نقل المصابين أو المخالطين لهم أو المتوقع إصابتهم بالفيروس، ثم معالجتهم ونصحهم وتوعيتهم بالأساليب والممارسات الصحية الواجب اتباعها.
وأضاف أنه يعمل طبيباً منذ 25 عاماً، وانضم من تلقاء نفسه للعمل مع خط الدفاع الأول لمكافحة «كورونا»، مقدماً خبراته لمكافحة الجائحة، مشيراً إلى أن 80% من المصابين بفيروس «كورونا» يعانون مضاعفات قلبية، منها النوبة القلبية، واختلال كهرباء القلب، وقصور عضلة القلب، والتهاب الغشاء البلوري للقلب، وهذا يستدعي متابعة دائمة لهم وتدخلاً سريعاً لإنقاذ حياتهم.
وتابع أنه سعيد كونه ضمن خط الدفاع الأول، وهدفه سلامة السكان في الإمارات، مواطنين ومقيمين، وحمايتهم بكل ما يملك من خبرة، ورد جزء من جميل الوطن عليه من خلال مواجهة فيروس «كورونا».
مهمة إنسانية
أفاد استشاري أمراض القلب، الدكتور عبدالله عبدالرحمن الهاجري، بأنه بجانب عمله استشاري قلب، فإن لديه مهمة إنسانية أخرى، هي تقديم التوعية للمرضى، وتوعيتهم بخطورة المرض الذي قد يؤدي إلى الوفاة، إذا لم يتم اتباع الإرشادات الصحية الموصى بها.وأشار إلى أن الإمارات قدمت نموذجاً فريداً من نوعه في كيفية التعامل مع الجائحة، من خلال الإجراءات الوقائية التي اتبعتها، وتوسيع نطاق الفحوص الطبية، وتخصيص مستشفيات ومنشآت لعزل المصابين والمخالطين والمعرضين للإصابة، ما أسهم في انخفاض نسب الإصابة، واستخدام أحدث العلاجات، والتعامل مع الحالات وفقاً لبروتوكولات علاجية واضحة.