المصابغ.. «نظافـة خطــرة» أحيـاناً

المصابغ.. «نظافـة خطــرة» أحيـاناً

قسم: مانشيتات اخبار العالم المصابغ.. «نظافـة خطــرة» أحيـاناً » بواسطة adams - 17 نوفمبر 2024

المصابغ.. قصص من الداخل.تصوير: باتريك كاستيللو
 
بات استخدام محال المصابغ لغسل الملابس وكيها، والمنتشرة في الاحياء السكنية في الإمارات، امراً يومياً لدى عائلات كثيرة، نظراً لاختلاف الظروف. اذ غالباً يرتبط الزوجان بعمل يتطلب الخروج صباحاً والعودة في وقت متأخر. ولم يعد غسل الملابس وكيّها مهمة منزلية. 

 

وترافق انتشار خدمة الغسل والكي في المحال مع ظواهر تتعلق بما يمكن تسميتها «النظافة الخطرة»، اذ يعيد عمال بعض المصابغ الملابس الى منازل الاهالي وشققهم، مع حشرات، منها البق الذي سرعان ما يتكاثر في الاثاث والملابس. وفي حين يفقد زبائن عدداً من قطع ملابسهم في المصابغ، تتلف قطع اخرى نتيجة اخطاء بعض المصابغ، خصوصاً الصغيرة. 

لا تتعامل نوف ابراهيم مع المصبغة يومياً، لأن تجربتها معها ليست جيدة، وتقول «لا أرسل جميع ملابسي الى المصبغة، اذ يقتصر الامر على بعض القطع  التي لا اتمكن من كيها او غسلها في المنزل، فعادة يتأخر عمال المغاسل في إرجاع الملابس». 

 

اما المشكلة الكبرى على حد قول نوف، فتكمن في ضياع بعض الملابس، «فقدت عباءتي ولم اكتشف الامر إلا بعد مرور اسبوعين على ارسالها الى المغسلة». لذا غيرت هذه الحادثة غيرت من طريقة تعامل نوف مع المصبغة «اعد القطع التي ارسلها الى المصبغة، قبل ان يأخذها مني العامل، ثم اعدها حين يرجعها الى المنزل».

 

ضياع
يرسل أحمد حمادة، لبناني، جميع ملابسه الى الكي، ويقول «اعتدت ارسال جميع ملابسي الى الكي في المصبغة، اذ يتطلب عملي ارتداء بدلات رسمية على نحو يومي، ما يعني اني احتاج الى المصبغة كثيراً. مع ان هذا الأمر يمكن انجازه في المنزل، ومع الوقت اصبحت ارسل جميع انواع الملابس الى المصبغة حتى اوفر على زوجتي عبء الكي». 

 

ويتابع «في احدى المرات فقدت سروالي الجينز، وسألت زوجتي كي تبحث عنه مراراً وتكراراً علّها وضعته في مكان معين ونسيت، إلا ان جميع المحاولات باءت بالفشل». لم يشك احمد في ان السروال موجود في المصبغة، «عندما فقدت السروال، اتصلت بالمصبغة للتأكد من وجوده ضمن ملابس لي هناك، فأكدوا عدم وجوده، الامر الذي دفعني الى الاستمرار بالبحث عنه مدة شهر في المنزل، ثم اعاود الاتصال بالمصبغة واسأل عنه، وقد انكر العاملون وجوده اكثر من 10 مرات، حتى اعادوه الي ذات يوم مع ملابس كنت قد ارسلتها في الاسبوع ذاته». ويضيف «لا ترسل المصبغة الملابس إن لم نطلبها، وبالتالي من السهل ان نسينا نحن وجود بعض القمصان او البدلات فهذا سيعني اننا قد لا نتمكن من استعادتها، لذا يجب ان يتصل المسؤولون عن المصابغ بالزبون في حال تأخر في طلب ملابسه، فهذا يضمن عدم ضياع اي منها».

 

كثرة الأخطاء
تجربة منى العبدالله، عراقية، ليست اقل سوءاً، فقد تعرضت بعض القطع التي ارسلتها للغسيل في المصبغة للتلف، وتروي القصة بالقول «لم اعد ارسل الملابس الى المصابغ كثيراً بسبب كثرة الاخطاء التي يرتكبها عمال المغاسل، فهم لا يقومون بجهود فعلية تذكر، فغالباً ما ارسل لهم الملابس التي عليها بقع صعبة، فيعيدونها اليّ غير نظيفة، ويكتبون ورقة للاعتذار عن عدم نظافتها». 

 

وتتابع «هذا الامر جعلني اعتمد على نفسي اكثر في تنظيف البقع الصعبة، لأني باختصار يمكنني ان اشتري احد المستحضرات القوية والقادرة على ازالة البقع بلمح البصر». ولكن مشكلة منى مع المصابغ لا تتوقف عند البقع، بل تتعداها الى تلف بعض القطع التي ارسلتها الى المصبغة، وتقول «ارسلت مفرش طاولة مصنوعاً من الشيفون والساتان للتنظيف في المصبغة، لكنهم اعادوه الي تالفاً، حيث تمزق الشيفون، وبرغم انهم يكتبون على الفواتير انهم مستعدون لدفع بدل تعويض عن القطع التي تتلف لديهم، إلا انني حين اتصلت وطالبت بذلك لم يستجب لطلبي، هذا بالاضافة الى انهم اتلفوا لي سجادة». وترى منى أن الخدمة السيئة لا تقتصر على المصابغ الموجودة في الاحياء السكنية، إذ تؤكد ان «فستان سهرة تعرض للتلف بسبب غسله بالماء في مصبغة احد الفنادق المعروفة». 

أضرار خطيرة 
تعرضت رفيف حنا، سورية، الى موقف اكثر خطراً، وتقول «بدأت مشكلتي مع ظهور بق في المنزل، دون ان اعرف السبب وحتى من دون ان ادرك ان هذا الذي نعاني منه هو البق». وتتابع «بدأت الاحظ اني اشعر بالحاجة الى الحك في مناطق من جسمي، وكذلك كان شعور زوجي، وحين كنا نحك في منطقة معينة تظهر بقعة حمراء كبيرة، ثم ينتقل الحك الى منطقة اخرى، وهكذا حتى تنتشر البقع في مناطق مختلفة من الجسم». 

 

حاولت رفيف اتباع اكثر من وسيلة للتخلص من هذا الامر، «اشتريت ادوية لأني اعتقدت في البداية ان المشكلة ليست اكثر من حساسية، لكن لم تنفع. لذا لجأت الى الشركات التي تنظف المنازل، وعمدت الى رش المنزل بالمبيدات بعد تنظيفه، الامر الذي جعلنا نكتشف ان الشعور بالحاجة الى الحك يبدأ عندما نرتدي الملابس المكوية في المصبغة».

 
وقد احضرت اختصاصيين في تنظيف المنازل من الحشرات، فاكتشفوا وجود البق في مختلف ارجاء المنزل، لأنه تكاثر بشكل كبير، الامر الذي كلف رفيف دفع 12 الف درهم لتغيير ملابس العائلة التي رمتها، وكذلك لتغيير السجاد والستائر وفرش الصالة، حسب ما افادت. 

ومع هذا وبعد هذه الحادثة، مازالت رفيف تتعامل مع المصابغ  «عملي لا يمكنني من الاعتماد على نفسي في كي الملابس، لذا يقتصر اليوم لجوئي الى المصبغة على كي القطع الصعبة، بالاضافة الى اني بتّ اعتمد المصابغ الفاخرة، فرغم اني ادفع اضعاف السعر، إلا ان هذا يطمئنني لعدم وجود أي خلل او خطر».  

طرق الكي 


 
تعمد المصابغ الى إرسال عامل خاص لأخذ الملابس من الشقق والبيوت لغسلها وكيّها، ثم اعادتها الى المنزل.

ويقول سولاش، بنغالي، الذي يعمل في مصبغة «لا يسمح لنا بغسل الملابس في المحل، فقد منعتنا الشركة المسؤولة عن المجمع الذي تقع فيه المصبغة، من الغسيل في المحل نظراً للازعاج الذي تسببه آلات الغسل، لذا نرسل الملابس الى المنطقة الصناعية في القوز».

اما في ما يتعلق بالكي، فيقول «انتقي درجة الحرارة التي تناسب القماش، حيث اكوي القمصان على درجة حرارة مختلفة عن التي اكوي فيها السراويل. اما اكثر القطع صعوبة في الكي، فهي الكندورة كونها طويلة وتحتاج الى عناية». 

ويؤكد سولاش «استخدم المواد التي تسهل الكي في حال كانت القطعة صعبة الكي، عدا ذلك يتم كي جميع القطع بواسطة المكواة البخارية ليس اكثر».   
 

مانشيتات قد يهمك