تطوير المنـهاج في فنلنـدا مسؤوليـة المعلم والبلدية
أكد مشاركون في جلسة «مواكبة العصر المعرفي، خدمات التعليم المستقبلية» ضرورة تطوير مهارات الطلاب والمعلمين، وتوعيتهم بمتطلبات المستقبل، وإخضاع المناهج التعليمية للتطوير والتحديث المستمر، والتحفيز على الإبداع والابتكار في مراحل التعليم الأولى، للتحول إلى اقتصاد المعرفة، بدلاً من الاعتماد كلياً على الاختبارات.
لقطات: • فاجأ صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، المشاركين في جلسة «مواكبة العصر المعرفي، خدمات التعليم المستقبلية»، بدخول القاعة، والاستماع للمتحدثين، دون السماح بقطع الجلسة لتحيته، الأمر الذي أعطى حماساً أكثر للمشاركين في الجلسة. • جلس سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، وسط الحضور في جلسة «مواكبة العصر المعرفي، خدمات التعليم المستقبلية»، وتفاعل مع الجلسة، الأمر الذي دعا الحضور إلى الوقوف والتصفيق لسموه. • وجه سمو الشيخ عبدالله بن زايد سؤالاً حول إمكان تأهيل أولياء الأمور لفهم وإدراك ما يتعلمه الأبناء في المدارس، لاسيما مع وجود التكنولوجيا التي قد يغفلها بعضهم.. ورد مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم، الدكتور مغير الخييلي، بأن هناك مسارين يستند عليهما التعليم في مدارس أبوظبي لتجنب تلك الإشكالية، الأول تدريب أولياء الامور على التواصل مع المعلمين وإدارات المدارس للوقوف على أبرز مرتكزات العملية التعليمية والمناهج التي يتلقاها الأبناء. والثاني تدريبهم على استخدام التكنولوجيا، والانتقال بهم من مرحلة التعليم التقليدي إلى التعليم التفاعلي. |
وقال مدير عام مجلس فنلندا الوطني للتعليم أوليس بيتكالا إن النظام التعليمي في بلاده لا يعتمد على النظم التقليدية الموجودة في معظم البلدان، «فالتفتيش التربوي والاختبارات الشهرية غير موجودة في المدارس، لأن التركيز منصب على الابتكار والإبداع في منظومة التعليم والتعلم».
وأضاف أن جميع معلمي فنلندا حاصلون على شهادات ماجستير، الأمر الذي يجعلهم يتمتعون بالكفاءة اللازمة للقيام بعملهم على أكمل وجه.
وأكد مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم الدكتور مغير الخييلي أن من غير المقبول أن يدرس كتاب واحد لمدة 20 سنة، دون أي تعديلات أو تحديثات في المنهاج، مؤكداً إخضاع الدولة المناهج التعليمية كافة لعمليات تطوير وتحديث مستمرة، بهدف إعداد جيل قادر على الإبداع والبحث والتواصل مع العالم الجديد.
وتحدث مؤسس أكاديمية خان، سلمان خان، عن قدرة الدروس المسجلة على مساعدة المعلم على التحول إلى موجه عام، أو مرشد في العملية التعليمية.
وتفصيلاً، دعا بيتكالا إلى تطوير دور المعلم ليواكب التطورات الحاصلة في الساحة التعليمية، أي أن يكون أشبه بالمرشد، يركز في صفه على التعلّم وليس التعليم التقليدي. وأكد أن دوره لا ينحصر في تقديم المهارات والعلوم، بل عليه مواكبة الطلبة، والتمكن من التواصل معهم، وتقديم القيم الأخلاقية والاجتماعية أيضاً.
وقال إن التكنولوجيا لا تستخدم في فنلندا بالقدر الكافي، على الرغم من أهميتها، وما يحاول المجلس إنجازه اليوم هو تجديد المناهج وبناء السحابة الرقمية، وتزويد المعلمين بالمواد التدريسية الرقمية.
وعن مخاوف القيمين على النظام التعليمي بالنسبة لتكنولوجيا التعليم، قال إن المشكلة هي أن هذه التكنولوجيا تستخدم في الوقت نفسه للترفيه، الأمر الذي يفرض على المسؤولين كثيراً من العمل لتقنين هذا الجانب خلال الاستخدام.
ومن المخاوف أيضاً ضرورة قراءة الكتب بالنسبة للطلبة، وعدم الاتكال على تعلّم بعض الكلمات من خلال الأجهزة الحديثة. وأكد أن استخدام التكنولوجيا في التعليم أمر بالغ العمق.
وبالنسبة لاستخدام تكنولوجيا التعليم مع الطلبة ذوي الإعاقة، قال إن المنهاج التعليمي في فنلندا يهتم بكل طفل على حدة من دون استثناء، لافتاً إلى تصميم خطة فردية تعليمية خاصة بكل طالب، وفقاً لوضعه وحالته.
النموذج الجديد
وأكد الخييلي أن أبوظبي انتقلت تدريجياً إلى النموذج المدرسي الجديد، الذي بدأ تطبيقه من مرحلة رياض الأطفال حتى الصف السادس، مؤكداً أن تطوير التعليم في الدولة يسير في الاتجاه السليم، خصوصاً مع توافر الإمكانات المادية والبشرية التي تتيح تحقيق هذا الهدف.
وأشار إلى أن الإمارات استطاعت تحديد مستوى التعليم فيها من خلال الاختبارات الدولية، واستخلصت أهم المتطلبات التي تحتاج إليها لتغيير الواقع إلى ما هو أفضل.
وأضاف الخييلي: «تعمل الدولة على أن تكون التكنولوجيا إحدى الوسائل المحفزة للتعليم في الدولة، وذلك من خلال تطبيق مبادرتي التعلم الذكي، والتعليم الإلكتروني»، لافتاً الى ضرورة التحول من مرحلة التعليم التقليدي، إلى التعليم التفاعلي، القائم على استخدام تكنولوجيا التعليم، لمواكبة تطورات العصر الحديث.
وتابع أن الدولة واجهت مشكلة عدم قدرة المناهج المتاحة على تعزيز مهارات اللغة العربية لدى الطلبة، مقارنة بما تملكة المناهج الأجنبية من تعزيز لغتها، لذا اتبعت معايير عالمية لتطوير اللغة العربية من خلال المناهج.
تحول التعليم
وأفاد مؤسس أكاديمية خان، سلمان خان، بأن تحول التعليم التقليدي، الذي كانت تشهده بعض المدارس في موطنه (الهند) إلى تعليم يحاكي التكنولوجيا، أسهم في تحول المنظومة التعليمية إلى تفاعلية جماعية.
وأوضح أن التحول جاء قبل نحو ثماني سنوات من خلال فكرة وضع دروس تحاكي الفيلم القصير على موقع إلكتروني، ليتمكن الطلبة من الاطلاع عليها، مضيفاً أنهم استطاعوا وضع 5000 فيلم عن مواد دراسية، منها الرياضيات والفيزياء والفنون. وتابع خان أن نحو 10 ملايين طالب تمكنوا من مشاهدة تلك الأفلام والتفاعل معها، ما أسهم في البعد عن الملل.
وذكر أن الدروس المسجلة تعد وسيلة لتحول المعلم إلى موجه عام ومرشد في العملية التعليمية، يستطيع أن يواكب التطورات التي تشهدها طرق التدريس، مشيراً إلى أن استخدام التكنولوجيا في الصف الدراسي يجعل المعلم والطلبة يتغلبون على مشكل الكثافة الصفية.