علامات مبكرة تكشف عن وجود «مدمن» في بيتك
حدّد المركز الوطني للتأهيل مجموعة من العلامات التحذيرية يمكن أن تساعد الأبوين على اكتشاف وجود حالة إدمان لأحد الأبناء في المنزل، مبكراً، منها تراجع المستوى الدراسي، والسهر، وقضاء ساعات طويلة خارج المنزل، وطلب أموال أكثر من المعتاد، واختفاء بعض الأدوية، داعياً إلى احتواء الابن، ومساعدته على تلقي العلاج مبكراً، من خلال التوجه به إلى أحد المراكز المتخصصة في علاج الإدمان.
ويؤكد الاستشاري النفسي في المركز الوطني للتأهيل، الدكتور محمد الجنيبي، وجود تشابه بين التغيرات السلوكية المصاحبة لسن المراهق، وعلامات الإدمان على المؤثرات العقلية.
وقال إن الأعراض الخاصة بتعاطي المواد المخدرة والإدمان عليها، تعتمد بشكل رئيس على نوع المواد المخدرة المستخدمة. وشرح أنه يمكن تقسيم الأعراض إلى جسماني وسلوكي أو (نفسي). ومن الأعراض الجسمانية، اختلاف طريقة الكلام.. البطء أو السرعة في الكلام، أو الكلام غير المفهوم، وكثرة التعرق، وفقدان الوزن، وعدم القدرة على التوازن، وشحوب الوجه واصفراره، وكثرة الندب والجروح في مناطق مختلفة من الجسم، واحمرار العينين، وتوسع أو ضيق حدقة العين، وسيلان الأنف، والإحساس بالحكة في مناطق مختلفة من الجسم. ونبّه الجنيبي إلى أن «الكثير من هذه الأعراض لا يحدث نتيجة تعاطي المخدرات، بل نتيجة لمشكلات صحية أو نفسية أخرى».
وتابع أن «هناك أعراضاً سلوكية مصاحبة لتعاطي المواد المخدرة، ومنها أن يحيط الشخص حياته ونشاطاته اليومية بالسرية التامة، ويُخفي الحقائق، ويُكثر التبرير واختلاق الأعذار. كما يمكن أن نلاحظ فقدان التركيز وصعوبة متابعة الحديث مع الآخرين، والانفعال السريع، وسرعة الغضب، والتراجع في الدراسة والعمل والمسؤوليات الأسرية والأنشطة اليومية، والسهر، وقضاء ساعات طويلة خارج المنزل، وزيادة صرف الأموال والإلحاح في طلب المزيد منها، وعدم الاهتمام بالمظهر والنظافة الشخصية، واختفاء بعض الأدوية، وكثرة انتقاء المواد التي تحتوي على المنتجات البترولية والمتطايرة، مثل الصمغ وصبغ الأظافر وغاز الولاعات وسوائل تنظيف المحركات».
وأكد أهمية تعلم الأسرة والمجتمع كيفية التعامل مع الشخص الذي تظهر عليه أعراض الإدمان، إذ ينصح باحتوائه والتقرب منه وبث روح الأمان والثقة لديه، وعدم الانفعال أو التحقيق معه، لأن سلوكه الإدماني يضطره إلى إخفاء الحقائق وإنكار تعاطي المواد المخدرة.
وشدّد على ضرورة فهم الأعراض، ومعرفة ما إذا كانت نتيجة مشكلة صحية أم تعاطي مواد مخدرة. وقال إنه «ينبغي أن نبين للشخص المتعاطي أن العلاج المبكر لمرض الإدمان ضروري لمضاعفة فرص الشفاء منه. كما ينبغي إقناعه بمحاولة طلب العلاج في المراكز المتخصصة، وطمأنته بأن القانون ينص على عدم إقامة الدعوى الجزائية على متعاطي المواد المخدرة، أو المؤثرات العقلية، الذي يتقدم للعلاج طواعية من تلقاء نفسه، أو بطلب من أحد أفراد أسرته».
ولفت إلى أن «هناك حالات طارئة قد يتعرض لها المتعاطي وتستوجب الاتصال بالطوارئ وطلب الإسعاف، ومنها فقدان الوعي، وتناول جرعة زائدة، وحدوث ضيق في التنفس، وعلامات الذبحة الصدرية (حدوث آلام حادة في الصدر وصعوبة التنفس والإحساس بالانقباض)، وحدوث الأعراض الانسحابية الشديدة (مثل نوبات الصرع، والتشنجات، وحدوث آلام شديدة في الجسم أو إيذاء النفس). وبعد استقرار حالة المريض الصحية يجب تحويله إلى المراكز الطبية المتخصصة لعلاج الإدمان، لوضع البرنامج العلاجي المناسب له».
من جانبه، قال أخصائي اجتماعي من قسم الخدمات الاجتماعية في المركز الوطني للتأهيل، خالد المرزوقي، إن هناك عوامل مجتمعية تزيد من خطورة وقوع الفرد في تعاطي المواد المخدرة، ومنها عوامل فردية، مثل ضعف الوازع الديني، ورفاق السوء، والفضول، والتقليد الأعمى، وعدم استغلال وقت الفراغ بما يفيد، وضعف المهارات الحياتية في التعامل مع الضغوط.
وتابع أن «هناك عوامل أسرية تسهم سلباً في السقوط في تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية، ومنها التفكك، والقسوة على الأبناء، والدلال الزائد. كما أن هناك عوامل مجتمعية، مثل عدم الوعي بالقوانين والتشريعات التي تجرّم تعاطي المواد المخدرة والمؤثرات العقلية، وضعف القيم الرافضة لتعاطي المواد المخدرة في المجتمع، فضلاً عن المفاهيم والمعتقدات غير السليمة التي قد تنتشر عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي».
ولفت المرزوقي إلى «عوامل اجتماعية تسهم في حماية الفرد من الوقوع في تعاطي المواد المخدرة والمؤثرات العقلية، ومنها الرفقة الطيبة، والأسرة المتماسكة، لأنها بذلك تكون سداً منيعاً في وجه التعاطي والمخدرات».