شرطة دبي: «سبايس» أخطر من الحشيش والكوكايين
رصدت شرطة دبي، خلال العام الماضي، نوعا من المخدرات الاصطناعية، غير مدرج في جداول المخدرات داخل الدولة، يعرف عالميا باسم «سبايس». وحذرت من أن تأثيره مدمّر جدا، لافتة إلى أنه يفوق في تأثيره مخدرات تقليدية كثيرة، مثل الحشيش والكوكايين، وتزيد نسبة تأثيره 200 مرة على الماريجوانا.
وقال مدير الإدارة العامة للأدلة الجنائية المقدم أحمد مطر المهيري إن الإدارة تلقت 25 حالة لفحصها خلال العام الماضي، وتأكد فعليا أنها لمخدر «سبايس»، مشيرا إلى أن هناك توصية بإدراجه في جداول المخدرات، وستعمل وزارة الداخلية على ذلك قريبا.
وأضاف أن التحدي الذي يواجه أجهزة المكافحة في رصد هذا المخدر، ومنع تداوله، تتمثل في أنه لا يروج بالوسائل التقليدية مثل المخدرات الأخرى، بل يشتريه متعاطوه عادة عبر شبكة الإنترنت، باعتباره مادة عشبية، مستغلين عدم حظره قانونيا داخل الدولة، لافتا إلى أن تركيباته تدخل، كذلك، في بعض العقاقير والمواد الأخرى، ما يصعب من مسألة مكافحته.
وحسب تقارير عالمية، يسوق مروجو «سبايس» هذا المخدر على الانترنت، باعتباره نوعا من البخور أو العطر. وتفيد اللافتة، الملصقة على علبة «سبايس»، بأن المحتويات ليست للاستهلاك البشري، بل للعلاج بالعطور، وأنها تساعد على «تحسين المزاج»، وذات «مفعول يستمر فترة طويلة».
وتقول بعض مواقع بيع هذه المادة، التي تعرف بين الشباب باسم «الحشيشة الاصطناعية»، إنها لا تتاجر في خلطات عشبية تحوي مواد كيميائية ممنوعة بل تقدم «نشوة قانونية»، كما تؤكد الفحوص العالمية للمخدر أنه يدخل في تصنيع 200 مادة كيميائية، ما يزيد من خطورته، خصوصا أن بعضها لم يختبر على البشر.
وأشار المهيري إلى أن الحالات المسجلة لدى الإدارة كانت بحيازة شباب ومراهقين في المرحلة الجامعية، لافتا إلى أن فكرة تعاطيه مستوردة من «الإنترنت»، لذا تهتم به فئة بعينها من الشباب، مشددا على ضرورة توفير نوع من الرقابة عليهم، والإشراف على المواد التي يشترونها إلكترونيا، بواسطة البطاقات الائتمانية.
وتابع أن «مخدر (سبايس) يتوافر في أكثر من 400 منتج، وبادرت دول أوروبية مثل ألمانيا، ونحو 40 ولاية أميركية إلى حظره، وتشديد الرقابة على بعض المواد الكيميائية التي تدخل في تصنيعه، لافتا إلى أن هذه الدول لديها ما يعرف بالجداول المؤقتة، التي تدرج فيها أي مخدرات جديدة، إلى حين حظرها قانونا وإدراجها في الجداول الدائمة، مؤكدا أهمية استخدام نظام الجداول المؤقتة في الإمارات، للتعامل الفوري مع مثل هذه المواد التي تستحدث دائما. وأوضح أنه تم إعداد تقرير شامل لوزارتي الداخلية والصحة، حول العناصر الكيميائية التي يحتوي عليها هذا المخدر، وصور تداوله، والأعراض التي تصيب متعاطيه، التي تصل في بعض الحالات إلى الوفاة، بناء على تقارير سجلت في أميركا، وكذلك يؤدي إلى الهذيان، ويتسبب كذلك في وقوع جرائم قتل يرتكبها مدمنوه، لافتا إلى تشكيل لجنة على مستوى الدولة لتحديد مخاطر هذا المخدر، ومن المقرر إدراجه في جدول المخدرات قريبا.
وأفاد بأنه تم التنسيق كذلك مع الجهات المعنية، لتشديد الرقابة على منافذ الدولة لمنع دخوله، لافتا إلى أن الإشكالية تبقى في وصوله عبر طرود بريدية، بعد طلبه عبر «الإنترنت»، مشيرا إلى أن شرطة دبي تحاول توفير نوع من الردع، من خلال التواصل مع الأسر، وتعريفها بمخاطر هذه المادة التي ضبطت بحوزة أبنائها، إلى حين إدراجها فعليا في جداول المخدرات، واتخاذ إجراء قانوني بحق مروجيها ومتعاطيها.
وحسب تقارير لمنظمات عالمية، فإن مخدر «سبايس» يتكون من نباتات آسيوية، مثل زهرة اللوتس الزرقاء، أوراقها مغطاة بمواد كيميائية، تأثيرها مماثل لتأثير رباعي هيدرو كانابينول، المركب الرئيس في الماريجوانا، لكن مفعول هذه المواد يزيد 200 مرة على مفعولها.
وحظرت السلطات الألمانية عقار «سبايس»، وقالت وزارة الصحة الالمانية إن العقار الذي يجري تداوله على أنه خليطٌ من الأعشاب، يحتوي على إحدى المواد التي تعدّ من العناصر الفعالة في مخدر الحشيش، وهو ما يجعل للعقار تأثيرات الحشيش نفسها، لكن بدرجة أقوى ولفترات أطول.
وأشارت إلى احتواء العقار على مادة «سي بي – 47 – 497»، التي لها تأثير المادة الفعالة في الحشيش، كما يحتوي العقار أيضاً على مادة «جيه.إتش.دبليو 108» الكيميائية، التي تشكل خطورة على الصحة.