دراسة: علاقة وثيقة بين التسامح والشعور بالسعادة
أفاد المعهد الدولي للتسامح في دبي بأن هناك علاقة وثيقة بين تسامح الفرد وشعوره بالسعادة، لافتاً إلى أن الدراسات التطبيقية التي أجريت أظهرت ذلك.
وأوضح في فيديو نشره أخيراً على صفحته بموقع «إنستغرام» أن دراسة أجريت في دولتين عربيتين شملت 500 طالب جامعي، اعتمدت على مقياس إكسفورد العالمي للسعادة، الذي يحتوي 28 بنداً تقيس سعادة الفرد، ومقياس هارتلاند للتسامح، الذي يتضمن استبياناً يرصد مدى ميل الفرد للتسامح تجاه الآخرين، وجدت علاقة بين تسامح الفرد وشعوره بالسعادة بنسبة نحو 93%.
واستهدفت الدراسة التي أجريت في جامعة الزقازيق المصرية التعرف إلى طبيعة العلاقة بين التسامح والسعادة لدى طلبة الجامعة في كل من مصر والعراق، والكشف عن الفروق بين طلاب الجامعة المصريين والعراقيين في كل من التسامح والسعادة، ومعرفة الفروق بين الذكور والإناث في مستوى السعادة والتسامح، وكذلك الكشف عن إمكانية التنبؤ بمستوى السعادة لدى طلبة الجامعة من درجاتهم على مقياس التسامح بأبعاده الفرعية، وكذلك الدرجة الكلية.
وتوصلت نتائج الدراسة إلى وجود علاقة ارتباطية موجبة ودالة إحصائياً بين كل من درجات أفراد عينة الدراسة على مقياس التسامح ودرجاتهم على مقياس السعادة. كما وجدت فروقاً دالة إحصائياً بين أفراد العينة المصرية والعراقية من طلبة الجامعة على مقياس السعادة، وكانت الفروق لمصلحة العينة العراقية، وكذلك على مقياس التسامح ــ ماعدا التسامح مع الذات ــ كانت الفروق لمصلحة العينة المصرية.
من جهتها، أكدت دار زايد للثقافة الإسلامية، في تقرير نشرته أخيراً على موقعها الإلكتروني، أن التسامح أمر جوهري لتحقيق السعادة في المجتمعات البشرية، إذ إن تحقيق السعادة يتطلب توفير الحريات بكل أشكالها، وضمان العدالة الحسية والمعنوية على حد سواء.
وقال الباحث في الدار، الدكتور عبدالباسط محمد إبراهيم، إن السعادة تتكون من عوامل محورية عدة، أهمها العامل الروحي، لأن السعادة حقيقة نفسية ذات أبعاد معنوية، وسمة للنفوس الحيّة، تنبع من الباطن وتغمر الظاهر، وتلمسها أنامل القلوب والوجدان، قبل أن تدركها الحواس والأبدان.
وذكر أنه رغم أن أرسطو يربط السعادة بالمعرفة والفكر، فيما يربطها الفارابي بالسعي للخير، ويربطها الفيلسوف الألماني إيمانويل كانط بالفضيلة، فالكل متفق على أنه لا سعادة إلا بالتسامح، فالتسامح يفتح آفاق الفكر والخير والفضيلة معاً.
وأضاف أن مصادر السعادة تتعدد بتجارب الناس في الحياة، فسعادة طالب العلم بمجالسة العلماء، وسعادة السقيم بنيل الشفاء، وسعادة المحب في القرب من الأحباء. لكن التسامح مصدر ثابت للسعادة لكل البشر، على اختلاف تجاربهم وتعدد مطالبهم في الحياة، كما يُعتبر الشعور بالأمان والتحرر من كل مظاهر الخوف والقلق من أبرز المعاني المرتبطة بالسعادة.
العلاقة بين السعادة والتسامح
قال الباحث في دار زايد للثقافة الإسلامية، الدكتور عبدالباسط محمد إبراهيم، إن التسامح بقيمه الجامعة يأتي ليضمن جميع مصادر السعادة، ومن هنا جاء الخطاب القرآني بعدم الإكراه، فقال سبحانه: (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ)، فالإكراه مناف للتسامح، وفي الوقت ذاته هو مقوِّض للسعادة. وإذا كان الإكراه محظوراً في شأن الدين، فمن الأولى أن يُحظر في غيره من الشؤون.
وأشار إلى أن «العلاقة بين السعادة والتسامح وثيقة، فالتسامح من أهم مظاهر احترام الحريات الخاصة، التي يتطلع إليها البشر. والسعادة لا تتأتى إلا بكفالة الحريات، سواءً الروحية أو الحسية لكل شرائح المجتمع، لذا تظهر المؤشرات العالمية ارتفاعاً ملحوظاً للسعادة في المجتمعات المتسامحة والمتقبلة للتعددية. وطبيعة العلاقة الحاكمة بين سعادة المجتمع الإنساني ومستوى التسامح الديني بين أفرادها أقرب ما تكون إلى العلاقة الطردية، فكلما ارتفع مؤشر التسامح في مجتمع ما، ارتفع معه مؤشر السعادة، وكلما انخفض مؤشر التسامح انخفض معه مستوى سعادة الفرد والمجتمع».
– الشعور بالأمان والتحرر
من مظاهر الخوف
والقلق من أبرز المعاني
المرتبطة بالسعادة.