آمنة تغمرها الذكريات وهدايا عيد الأم
بين أبنائها وأحفادها، وعملها في مركز الصناعات التقليدية في الاتحاد النسائي العام في أبوظبي، وقصائد الشعر النبطي الذي اعتادت أن تنظمه منذ طفولتها؛ تمضي آمنة يوسف بوميان النعيمي «أم ميان» عيد الأم الذي يمرّ عليها اليوم، وهي تشير إلى قلادة ذهبية تطوق عنقها أهداها إليها ابنها. وتقول «أيام أول لم نكن نعرف غير عيد رمضان وعيد الحج، لكن الآن كثرت الأعياد». وتضيف بابتسامة فخورة «جاءتني هدايا عيد الأم منذ أيام، فأولادي اعتادوا إحضارها إليّ قبل العيد بأيام».
وتشير أم ميان، وهي أم لأربعة أبناء شباب وست فتيات جميعهم تزوجوا، وجدة لعدد من الأحفاد، ترفض الإفصاح عن عددهم خوفاً من الحسد، إلى أن «وجودها بين أحفادها من أهم مصادر سعادتها، إذ اعتادت أن تروي لهم الحكايا التي كانت ترويها لها جداتها، كما تلقي عليهم جانباً من قصائدها. وتضيف «أحب أن أجلس بين أحفادي وأتذكر جداتي اللاتي قمن بتربيتي، ففي أيامنا كان للجدات دور كبير في تربية أبناء العائلة، وكان المنزل الواحد يضم أكثر من جدة، أما في الوقت الحالي فلم يعد للجدة الدور نفسه، وأصبحت لا تتدخل في تربية أحفادها إلا قليلاً.
وترى أم ميان أن «أيام أول» كانت عامرة بالسكينة فقد «توفيت أمي وعمرها 115 عاماً، ولم تذهب في حياتها إلى الطبيب ولم تدخل المستشفى، وظلت تعيش معي حتى وفاتها بين يدي، وعندما حضر الطبيب طلب إليّ ألا أبكي أو أحزن عليها، لأنها عاشت حياتها بصحة جيدة وتوفيت من دون أمراض أو معاناة».
تتذكر أم ميان دراستها قائلة «لم نكن نذهب إلى المدارس، ولكن إلى المطوّعة لحفظ القرآن الكريم، فقد كانت المطوّعة عليا بنت جاسم بن حمد تدرسنا القرآن الكريم، أما الحديث فتعلمناه على يد مريم بنت المغربي التي كانت تستضيفنا في منزلها كل جمعة. وفي عمر السابعة ختمت القرآن، وأصبحت بعد ذلك مطوّعة وبدأت في تحفيظ القرآن للفتيات في منزل والدي إلى أن تزوجت».
وتستعيد أم ميان ذكريات زواجها الذي تم في عمر الرابعة عشرة من «أبو محمد» ابن عمها، موضحة: «تزوّجت من ابن عمي الذي تربيت معه في المنزل نفسه، في زمن كان الإخوة يعيشون فيه في منزل العائلة ويتربى أبناؤهم معاً، وكانت معظم الزيجات تتم بين الأقارب من أبناء العم أو الخال، كما كان الزواج في تلك الأيام أسهل بكثير من الآن، وكانت الفتاة ترضى بأي شيء يقدم إليها، وليس كما يحدث الآن، حيث تطلب الفتاة وأسرتها طلبات مبالغاً فيها ومعظمها ينصب على المظاهر والتباهي، خصوصاً في حفلات العرس».
لا تقتصر موهبة أم ميان على نظم الشعر، فلديها اهتمامات تمتد إلى مجالات متعددة، من أهمها الصناعات التقليدية المحلية مثل الخوص والتلي وغزل الصوف، وهي مهارات تعلمتها من والدتها وجداتها ـ كما تشير ـ وحولتها من هواية إلى عمل بعد التحاقها بمركز الصناعات التقليدية في الاتحاد النسائي، ومن خلاله دخلت مجالات أخرى والتحقت بدورات تدريبية كالإسعافات الأولية والدفاع المدني، بل إنها حصلت على 18 شهادة تقدير من الدولة لمشاركاتها المتميّزة في المعارض والفعاليات التي تقام داخل الدولة وخارجها، من بينها شهادتا تكريم من «أم الإمارات» سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك، بالإضافة إلى درع الوطن، موضحة أنها مثلت الإمارات في معارض أقيمت خارج الدولة في أميركا وفرنسا وإيطاليا ولندن وإندونيسيا والهند وسنغافورة والمغرب.