المتهم بقتل ابنـــته: أتمنى أن يعدموني سريعاً
قال المتهم بقتل ابنته حمد سعود، مواطن 27 عاماً، الذي أقر بدفنها قبل ثلاثة أشهر في منطقة الفاية الصحراوية، إنه يتمنى تنفيذ الإعدام فيه سريعاً، معرباً عن ندمه البالغ على ما تعرضت له طفلتاه من تعذيب أثناء إقامتهما معه.
وشرح لـ «الإمارات اليوم» أنه كان يمر بحالة اكتئاب حادة بعد وفاة ابنته «وديمة» مضيفاً أنه عاود تعاطي المخدرات، وفكر في الانتحار مرات عدة، بعدما دفنها بصحبة شريكته في الجريمة (ع) وهي امرأة كانت تقيم معه بشكل غير شرعي.
من جانب آخر، دفنت أسرة حمد أمس، جثمان «وديمة» بعد تلقيها تصريحاً بذلك من النيابة العامة. وحضرت «الإمارات اليوم» مراسم الدفن التي غلب عليها الحزن والأسى، ولم تظهر خلالها أم الفتاة.
وتلقت الصحيفة أثناء ذلك رسالة من أم الطفلة المتوفاة، أشارت في سطورها القليلة إلى عثرات وقعت فيها الصحيفة، منها أن الجريدة اخطأت في ذكر اسم ابنتها، التي تُدعى «وديمة» وليس «ديمة» كما نشر.
وأضافت أن الصورة المنشورة في الصفحة الأولى تخصّ شقيقة الضحية الصغرى «ميرة» ولا تخص «وديمة»، كما جاء في التعليق على الصورة.
كما أكدت أنها أعادت الطفلتين إلى منزل الجد والجدة حين كانت بصحبة صديقتها (ع) (المتهمة حالياً بقتل ابنتها)، بسبب التحاقها بدورة لمدة ثلاثة أشهر.
بلاغ خطف قال والد المتهم لـ «الإمارات اليوم» إن زوجته (الجدة) حصلت على حق الحضانة، منذ البداية، لكنها لم تحصل على قرار التنفيذ، بسبب عدم سداد الأب مستحقات مالية متعلقة بمؤخر الصداق، للأم. وتابع أن الطفلتين كانتا تعيشان لديه في هذا التوقيت، وكان أبوهما في السجن، لافتاً إلى أنه فوجئ بدوريات شرطة تحضر إلى المنزل بناء على بلاغ حررته الأم تتهمهم فيه بخطف الطفلتين، فالتزمت الشرطة بدورها، وطبقت القانون، وحصلت الأم على الطفلتين، لأن الجدة صاحبة الحضانة لم تملك قرار التنفيذ. وكان الجد قد ذكر في حوار سابق أن نحو 14 دورية حضرت إلى المنزل، لكن لم يوضح أن الدوريات حضرت بناء على بلاغ خطف، وأن الجدة لم تملك حق الحضانة عملياً في ذاك التوقيت. |
ولم تتضمن الرسالة المقتضبة ما يشير إلى طبيعة علاقتها بطفلتيها، وكيف آلت الحضانة إلى الجدة، على الرغم من أن الأم حية، أو السبب الذي منعها من السؤال عن طفلتها، على الرغم من استمرار غيابها عنها ثلاثة أشهر.
من جهتها، قالت جدة الطفلة القتيلة، التي ربت الفتاتين فترة من الوقت، إن حفيدتها رأت العذاب منذ كان عمرها عامين، مؤكدة أن أطرافاً عدة يتحملون مسؤولية ما حدث لها، بداية من الأب ومروراً بكل الأشخاص الذين لم يعد يهمهم الآن سوى إخلاء ساحتهم من جريمة قتلها وتعذيبها هي وشقيقتها.
وكان القائد العام لشرطة دبي، الفريق ضاحي خلفان تميم، قال إن النيابة باشرت تحقيقاتها فوراً مع شاب وامرأة تقيم معه بشكل غير شرعي (مواطنة) بتهمة قتل ابنته، بعد تعذيبها ودفنها في منطقة «الفاية» الصحراوية المهجورة.
وأوضح أن التحقيقات الأولية أظهرت أن والد الطفلة كان تحت تأثير المشروبات الكحولية ويتعاطى الحبوب المخدرة، مشيراً إلى أن الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية في شرطة دبي تمكنت من كشف غموض هذه الجريمة خلال 48 ساعة من تلقيها بلاغاً بوقوعها.
وتفصيلاً، قال حمد، الموقوف حالياً على ذمة تهمة قتل ابنته ودفنها، في اتصال هاتفي حضرته وسجلته «الإمارات اليوم» إنه «لم يتخيل أن تصل الأمور إلى هذه النهاية المأساوية، مشيراً إلى عمليات التعذيب التي تعرضت لها طفلتاه أثناء إقامتهما معه برفقة (ع) (27 عاماً)، التي كانت تعيش معه بورقة زواج غير شرعية، والمتهمة بالمشاركة في جريمة تعذيب وقتل ودفن (وديمة)».
وأضاف أنه أصيب بصدمة كبيرة حين وجد «وديمة» ساكنة تماماً، لا تتحرك، فحاول إيقاظها مرات عدة، وضغط على صدرها بغرض إنعاشها، لكن من دون جدوى، فأيقظ رفيقته وابنته الصغرى «ميرة» وظل يصرخ في الشقة قائلاً «ماتت وديمة، ماتت وديمة».
وأشار المتهم إلى أنه انهار تماماً بعدما تأكد من وفاة صغيرته، وقرر ترك جثتها في الشقة لشعوره بالضياع والندم على خسارتها، لكن شريكته قالت له إنه لا يستطيع الاحتفاظ بجثتها طويلاً «لأن رائحتها ستظهر» وقررا دفنها.
وأكد أن لحظة دفن «وديمة» كانت صعبة جداً، مضيفاً أنه طلب من شريكته أن تدفنه مع الطفلة، وظل يبكي في مكان الدفن. وقال: «كنت حريصاً على التماسك أمام الناس، لكنني كنت مصاباً بحالة عميقة من الاكتئاب دفعتني إلى التفكير في الانتحار مرات عدة».
ولم ينكر حمد أن ابنتيه تعرضتا للتعذيب المتكرر، لكنه لفت إلى أنه لم يكن يشهد ذلك في كثير من المرات، مستدركاً أنه يدرك بشاعة الجريمة ونادم بشدة على ما آلت إليه حاله، ولهذا فهو يتمنى إعدامه سريعاً حتى ينتهي من عذابه، وفق تعبيره.
وحول سبب عدم لجوئه مباشرة إلى الشرطة حين اكتشف وفاة ابنته، قال إنه خاف من الإبلاغ بسبب وجود حروق في جسد الفتاة نتيجة تعرضها للتعذيب، فضلاً عن أنه كان يمر بحالة ارتباك شديدة منعته من التصرف بشكل صحيح.
وفي ما يتعلق بالمتهمة الثانية (ع) أكد أنه كان يقيم معها باعتبارها زوجته، لأنه حرر عقداً مدنياً بذلك من أحد مكاتب المحاماة في دبي، وعاش معها فترة وفق هذا الاعتبار، وأشهر علاقته معها، مشيراً إلى أنه لم يكن يعلم أن العقد غير شرعي.
وأكد حمد أن الفترة التي قضتها طفلتاه مع أبيه وأمه عقب انفصاله عن زوجته، كانت أفضل مرحلة عاشتاها، لكن الأمر اختلف كلياً حين تركتا منزل أسرته، مناشداً والدته استعادة الفتاة الصغرى حتى لا تتعرض لمعاناة شقيقتها.
إلى ذلك، قالت والدة المتهم لـ«الإمارات اليوم» إن «وديمة رأت عذاباً لم تره فتاة في سنها، منذ أن كان عمرها عامين، وأكدت أنها دخلت المستشفى قرابة أسبوعين للعلاج من حروق تعرضت لها خلال وجودها في منزل والدها».
وأشارت جدة الضحية إلى أن الفتاتين عاشتا معها حتى صار عمر الكبرى عامين تقريباً والصغرى عاماً، ثم انتقلتا للعيش مع والديهما حتى انفصل الأخيران، ومن ثم عاشتا مع الأم.
وأضافت: «حاولنا الإصلاح بين ابني وزوجته واستعادة الفتاتين للإقامة لدينا، بقصد توفير حياة أفضل لهما، لكن لم يتسن ذلك، على الرغم من حصولنا على حق الحضانة، لأن ابنها (المتهم) لم يدفع مؤخر الصداق لزوجته، إضافة إلى مبلغ مستحق عليه لها».
وتابعت الجدة وهي تبكي بحرقة: «رأيت وديمة آخر مرة قبل ستة أشهر، وكانت تبدو أكبر من سنها، وشعرت بأنها تخفي أمراً ما. كانت ترفض الذهاب مع والدها بسبب ما تراه من ويل وعذاب، فقد كانت تستغل في أعمال منزلية لا تناسب طفولتها، ونتيجة لذلك، كانت ترفض اللعب مع قريناتها حين تأتي لزيارة جدتها، وتطلب مساعدتها على التنظيف والطهي بسبب اعتيادها ذلك».
وكان والد المتهم أعلن عبر «الإمارات اليوم» أنه يتبرأ كلياً من ابنه بسبب جرائمه التي تكررت في حق جميع أفراد الأسرة. وقال شقيق المتهم، الذي اكتشف الجريمة، إنه «عثر على الطفلة الصغرى وحيدة في حالة صعبة داخل الشقة التي شهدت الواقعة في منطقة الورقاء، بعدما دخل الأب المتهم السجن في قضية جنائية، فيما تركت رفيقته السكن، وادعت حين حادثها هاتفياً بأن الطفلتين موجودتان لدى أمهما».
وأوضح أن «علامات التعذيب والحرق كانت واضحة على جسد الطفلة الصغرى، وبدت في حالة ضعـف شديـدة، وأبلغتـه بأن أختـها فقدت القدرة على الحركة، وحملها أبوها وامرأته إلى الخارج، ولم يعودا بها».