500 طفل مصاب بالصرع يراجـــعون «المفرق» بانتظام
أفاد رئيس قسم أمراض مخ وأعصاب الأطفال في مستشفى المفرق ونائب رئيس المنظمة العالمية للصرع الدكتور خالد محمد زامل، بأن 500 طفل يعانون مرض الصرع بأنواعه يراجعون المستشفى بانتظام، منهم 100 حالة خلال العام الماضي. وقال لـ«الإمارات اليوم» إن عيادة أعصاب الأطفال في المستشفى تستقبل يومياً 30 إلى 40 مريضاً، نصفهم مصاب بمرض الصرع، مؤكداً أن نسبة المرض تصل بين السكان إلى 1٪، وهي نسبة عالمية وتعد عادية.
وأشار إلى أن المستشفى سيستحدث وحدة جديدة لمراقبة ودراسة حالات الصرع عند الأطفال عن طريق التصوير والتخطيط الدماغي المستمر، وتشخيص الحالات الصعبة والمركبة للصرع عند كبار السن، موضحاً أنه سيتم أيضاً إنشاء قسم خاص لمراقبة وتشخيص أمراض النوم ذات العلاقة باضطرابات التنفس للمرضى الذين يعانون الشخير المزمن، بجانب دراسة جميع الاضطرابات، ومنها السير أثناء النوم، لافتاً إلى أن الوحدة ستعمل خلال الشهرين المقبلين وتستوعب ستة مرضى في وقت واحد.
وقال زامل إن المستشفى ينفرد بإجراء جراحة للأطفال المصابين بالصرع، يتم خلالها زراعة جهاز في صدر المريض يتصل بالعصب الحائر في الرقبة، إذ يرسل الجهاز شحنات كهربائية للحد من حالات المرض، منوهاً بأن زرع الجهاز يجري لمرضى فشل معهم العلاج عبر الأدوية التقليدية.
وأوضح أن المستشفى أجرى مثل تلك العمليات لـ11 حالة، وتحسنت حالة 80٪ منهم بدرجات متفاوتة، وقلّت نوبات صرعهم بشكل كبير، لافتاً إلى أن الجهاز له فوائد متعددة تفتقدها الأدوية التقليدية، منها زيادة انتباه ونشاط المريض وقدرته على الكلام، مؤكداً أن ثلاث حالات ممن زرعوا الجهاز تمكنوا من الكلام.
وقال زامل إن العملية تتحدد بعد تشخيص دقيق للتأكد من أن الطفل حصل على كفايته من الأدوية العلاجية ولم تحقق النتائج المطلوبة، وفي حال اكتشاف بؤرة صرعية واضحة عند الطفل المريض يكون الحل الأمثل استئصال البؤرة، وما دون ذلك يفضل زراعة الجهاز.
وأشار الى أن هناك طرقاً علاجية أخرى لمرضى الصرع، منها اتباع حمية غذائية، لافتا إلى أن الصيام ساعات طويلة يؤدي إلى تحسن كبير في نوبات الصرع، إذ نعتمد في برنامج الحمية الغذائية على تقليل نسبة النشويات بشكل كبير والاعتماد على الدهون وبعض البروتينات، مضيفاً أنه يتم حساب الحمية بدقة، بشرط تعاون الأسرة بشكل كبير لخفض نوبات الصرع.
وقال إن هناك حالات أعراض مرضية تشبه أعراض مرض الصرع ما هي إلا نوبات متكررة ومفاجئة ذات أعراض وأشكال مختلفة، يصل الأمر فيها إلى فقدان الوعي أو عمل حركات لا إرادية، مضيفاً أن مثل هذه الحالات تحدث عند الأطفال حديثي الولادة، خصوصاً أثناء الدخول في مرحلة النوم، إذ يهتز الجسم ويبدو للوهلة الأولى كنوبة للصرع، كما أن هناك حالات عند الأكبر سناً حتى عمر ثلاث سنوات نجد بعضهم يفقد الوعي بسبب البكاء الشديد مع تشنجات، وفي الأطفال الأكبر عمراً تحدث حالات إغماء مصحوبة بتشنجات، بسبب اضطرابات في جهاز التحكم بالأوعية الدموية، إذ يقل تدفق الدم من القلب إلى المخ، لافتاً إلى أهمية التفرقة بين تلك الحالات وحالات التشنج الصرعي الناتج عن خلل في خلايا المخ تؤدي إلى إفراز شحنات كهربائية عالية.
وأكد زامل أهمية تعامل الأسرة مع هذه الحالات على أنها نوبات تشنج عادية، مع مراعاة عدم وضع جسم غريب في الفم، ووضع المريض على جانبه الأيمن، والتأكد من سلامة التنفس، تلافياً للاختناق الذي يحدث بسبب الإفرازات التي تخرج من الفم.
وأفاد بأن مصطلح بلع اللسان تعبير خاطئ، إذ إن اللسان عضلة متصلة بالفك السفلي ولا يمكن تحريكها من مكانها، وما يحدث عند سقوط المرضى أو اللاعبين على الأرض هو نتيجة اضطرابات في عضلة القلب وحدوث هبوط شديد في الدورة الدموية، وكلاهما يؤدي إلى الوفاة من دون تدخل من اللسان أو الجهاز التنفسي.
وحول كيفية التعايش مع الصرع قال زامل إن المستشفى يعمل منذ ستة أشهر، بالتعاون مع المنظمة العالمية لمكافحة الصرع، على توعية المجتمع المدني والطبي بكيفية التشخيص الدقيق لمرض الصرع وإعطاء العلاج السليم، لافتا إلى انه سيتم تنظيم مؤتمر خلال الشهر الجاري يستضيف خبراء عالميين في مرض الصرع، وتنظيم حملة توعية مصاحبة، ودعوة مرضى لتعريفهم بكيفية العلاج والتعايش مع المرض.
وأضاف أن المنظمة الدولية للصرع تسعى الى تفعيل الأبحاث والدراسات في الإمارات الرامية على تحديد الفئات العمرية المصابة فعلياً بمرض الصرع، ونوعية الأمراض، وطرق العلاج، موضحاً وجود حالات متعدد الأنماط والسلوكيات الصرعية، إلا أننا نفتقر إلى الإحصاءات الدقيقة التي تحدد الأعداد ونوعيات المرض في الدولة، إضافة إلى عدم وجود أبحاث متخصصة.
وأشار الى أن أبحاث عالمية أجريت على الأطفال أظهرت أن بين كل 100 الف طفل تظهر أعراض حالات صرع جديدة في 40 إلى 60 طفلاً، مؤكداً أن مستشفى المفرق يعد المركز الأكبر لاستقبال حالات صرع الأطفال من مختلف إمارات الدولة بجانب دول المنطقة مثل السعودية وقطر وسلطنة عمان.