صيادون يحذرون الهــواة والسبـاحين من «أسماك سامة»
حذر صيادون ومختصون في شؤون الصحة العامة من تعرض صيادين هواة وسباحين وغواصين لإصابات ناجمة عن ملامستهم أشواكاً سامة في أنواع محددة من الأسماك تؤدي إلى الشعور بآلام حادة، وتتطلب مراجعة أقسام الطوارئ في المستشفيات حالاً، تحاشياً لمضاعفات تراوح بين الالتهاب والاحمرار الناتج عن حساسية جلدية والسخونة والغثيان، وتصل في أقصى درجاتها إلى انخفاض حاد في الدورة الدموية، وربما الوفاة في غضون أيام، إذا لم يتم علاجها واتخاذ التدابير الطبية اللازمة، وأبرزها المضاد الحيوي المناسب، في حين لفت مستشفى خليفة في عجمان، إلى أنه استقبل 92 مصاباً في حوادث صيد خلال العام الماضي.
نصائح طبية
نصح رئيس قسم الحوادث والطوارئ بالإنابة في مستشفى الشيخ خليفة في عجمان، الدكتور أحمد أبوسعدة، الأشخاص الذين يتعرضون للإصابة من هذه الأنواع من الأسماك بسرعة الحصول على ضمادات مياه دافئة، وكلما كانت ساخنة كان أفضل، لتقليل نسبة السمية وتحركها بالدم، لأن إنزيم الإصابة بروتيني ويتكتل بعد تعرضه للمياه الساخنة، كذلك من الممكن وضع خل الطعام على مكان الإصابة لتقليل نسبة الألم. |
وأوضحوا أن مواسم وجود هذه الأنواع من الأسماك تبدأ من بداية شهر سبتمبر حتى شهر مايو، محذرين هواة الصيد والسباحين والغواصين، من التعرض لأنواع من الأسماك الخطرة المؤذية، وعلى رأسها سمكة الخن ذات الشوكات الثلاث في زعانفها، التي تصيب من يلمسها بحالة شلل وارتفاع في درجة الحرارة، وسمكة «اللخمة» ذات الأشواك الذيلية السامة، و«أسد البحر» ذات الشوكة العكسية التي لا تخرج من الجسم إلا بتدخل جراحي، وسمكة الصافي، التي تمتلك شوكة واحدة صغيرة سامة في الظهر فوق الرأس، وثعبان البحر.
وذكروا أن بعض الأسماك عند التعرض لها من قبل صيادين أو سباحين وغواصين فإن شوكتها تصيبهم بشلل مؤقت، وتورم مكان انغراس الشوكة، وتخدر وآلام وحرقة مصحوبة باحمرار وحكة وغثيان، ويحتاج المصاب في هذه الحالة إلى التوجه إلى أقرب مستشفى للحصول على مضادات حيوية ومسكنات، وغالباً ما يستمر العلاج ثلاثة أيام، فيما يستمر الالتهاب ما بين أسبوع وأسبوعين، وقد يحجز المصاب في المستشفى حتى يتماثل للشفاء.
وأبلغ صيادون يمتهنون الصيد منذ سنوات «الإمارات اليوم» بأنهم «تعرضوا عن طريق الخطأ إلى الإصابة بشوك هذه الأسماك، موضحين أن شوك بعضها يحتوي على شحنات كهربائية، تخلف آلاما حادة في الذراع، وتصل حتى الرقبة، وأخرى مثل أسد البحر، لديها شوكة تدخل الجلد بصورة عكسية وتخرج مع أجزاء من الجلد، لافتين إلى أن الأسماك تستخدم أشواكها للدفاع عن النفس.
وتفصيلاً، قال أحد هواة الصيد، وهو الدكتور أيمن المهدي، إن «التعرض لإصابة واحدة من سمكة اللخمة أو ثعبان البحر أو الخن، بمنطقة البطن أو الصدر، قد تؤدي إلى الوفاة، نتيجة انتشار إنزيم بروتيني في الدم، يحدث تحللاً في الأنسجة المصابة، وقد تصل المضاعفات إلى حد البتر نتيجة إصابة المكان المتضرر بـ (غرغرينا)».
وأضاف أنه «كان شاهد عيان على إصابة أفراد بشوك هذه الأسماك، وكان ينجم عنها آلام شديدة لا يقوى الإنسان على تحملها»، مشيراً إلى أنه «من الضروري وضع ماء ساخن على مكان الإصابة لوقف حركة الإنزيم البروتيني لحين التدخل طبي».
وأفاد رئيس قسم الحوادث بالإنابة في مستشفى خليفة في عجمان، الدكتور أحمد أبوسعدة، بأن «قسم الحوادث في المستشفى استقبل 92 حالة مصابة في حوادث الصيد خلال العام الماضي، وتم التعامل معها بشكل سريع من خلال إعطاء المصاب مضادات حيوية ومضادات الهيستامين للحساسية، ومخدراً موضعياً، ويتم نزع الشوكة العالقة داخل جسم المريض عن طريق تدخل جراحي.
وأضاف أن كلفة علاج الحالة الواحدة تصل إلى 600 درهم على مدار ثلاثة أيام، لافتاً إلى أن «الحالات التي تصل إلى قسم الطوارئ معفاة من أي رسوم، إذ تصرف الجرعات الدوائية مجاناً».
وشرح أن «سمكة الخن لديها إبرة في رأسها تدخل جسم المصاب ولا تخرج إلا باللحم، كونها شوكة عكسية تفتح داخل الجسم، ما يتطلب تدخلاً جراحياً، كما تتطلب الإصابة بشوكة سمك الصافي الحصول على مضاد حيوي، وكذا قناديل البحر الأقل ضرراً، التي تحتاج مضاداً للهيستامين والحساسية فقط كون الإصابة خارجية».
وزاد أن «أسماك اللخمة تحتوي على ذنب يشبه الإبرة، والإصابة به يؤدي إلى التهاب قد يستمر ما بين سبعة و10 أيام، تبدأ باحمرار وألم شديدين في الجزء الذي تعرض للشوكة»، مضيفاً أن «التعرض لإصابة من سمكة الخن قد تؤدي إلى هبوط حاد في الدورة الدموية، والوفاة».
وأعتبر رئيس مجموعة الإمارات للبيئة البحرية، علي صقر السويدي، أن «مواسم وجود هذه الأنواع من الأسماك تبدأ من بداية شهر سبتمبر حتى شهر مايو، تدفعها درجات الحرارة المعتدلة إلى الشواطئ، بينما الحرارة المرتفعة تدفعها إلى أعماق البحر».
وأضاف أن المياه الإقليمية للدولة تحتوي على ما يناهز 475 كائناً بحرياً، بينها ما هو سام مثل اللخمة والخن والصافي وأسد البحر، تصيب من يلمسها وتضطره إلى مراجعة أقسام الطوارئ لاتخاذ التدابير العلاجية اللازمة.
وتابع أن «شوكة سمكة الصافي تلدغ من يقترب منها، وهي وسيلة للدفاع عن النفس، ونعمل في المركز على مشروع منذ عام 2007 لرصد وشرح أنواع الأسماك في مياه الدولة، من خلال 45 عالم أحياء».
وأفاد مدير مركز أبحاث البيئة البحرية، التابع لوزارة البيئة، إبراهيم الجمالي، بأن «الكائنات البحرية في مياه الدولة معروفة بشكل جيد، خصوصاً لدى الغواصين، من خلال الكتب والنشرات التي تصدرها الوزارة لتوعية الجمهور، وتالياً فإن المتعاملين مع البحر من المحترفين يحذرون هذه الأنواع من الأسماك».
وأضاف أن «الحالة الطبيعية تتمثل في هروب الأسماك من الإنسان، بينما هناك أنواع خطرة من الأسماك يتوجب على المتعامل مع البحر اتخاذ الحيطة والحذر تجاهها»، موضحاً أن الأسماك تستخدم الأشواك للدفاع عن النفس ضد من يقترب منها.
وأكد مراقب في سوق الأسماك في عجمان، بدر البلوشي، توافر مطبوعات ونشرات توعية في أسواق السمك، ومكاتب البلدية، توضح كل شيء عن الأسماك، موضحاً أن بعض أنواع الأسماك تعد مصدر خطورة على الغواصين والصيادين الهواة، كونها من «عائلة العقربيات» كما سماها.
وقال إن «بعض أشواك الأسماك تصيب بالشلل في الذراع كاملاً، ما يتطلب التوجه مباشرة إلى المستشفى»، لافتاً إلى أنه شاهد إصابات من هذا النوع لبعض الغواصين والصيادين الهواة، خصوصاً أسماك من نوعية أسد البحر التي أصابت أحد أصدقائه وتعافى بعد الحصول على الجرعات العلاجية بالمستشفى.