3 تقاطعات «تخنق» مستخدمي طـرق دبي – الشارقة
أصبح الوصول من الشارقة إلى مقر العمل في دبي رحلة عذاب يومية تستنزف الأعصاب والجهد والوقت ولا نجد لها حلاً، وفق موظفين في دبي يسكنون في الشارقة، الذين حددوا المشكلة في مناطق تقاطع الملا بلازا في دبي، وما يُعرف بدوار ناشيونال، وشارع التعاون في الشارقة، مشيرين إلى زيادة حجم مشكلة الازدحام المروري بصورة لا تحتمل، مطالبين بسرعة تدخل المسؤولين لإيجاد حلول جذرية لمشكلة الازدحام رحمة بمستخدمي الطرق.
وفي الوقت الذي أكد فيه مستخدمون لطرق الشارقة – دبي أن الازدحام المروري أثر في حياتهم بالسلب، أفاد خبراء مرور بأن الازدحام سببه «عدم قدرة الطرق في هذه المناطق على استيعاب العدد المتزايد من السيارات»، لافتين إلى أنها صممت على قدرة استيعابية قديمة، ولم توضع نظرة مستقبلية لإمكانية زيادة أعداد المركبات بالمعدلات الحالية، بينما رأى أحد الخبراء أن المشروعات الجارية لا تمثل سوى حلول مؤقتة لمشكلة مزمنة؛ لأن مشروعات توسيع الطرق تقابلها زيادة كبيرة في عدد المركبات»، مقترحاً اللجوء إلى عملية التنقل الجماعي من خلال وسائل المواصلات العامة. سلوك هستيري واقترح أحد رواد شوارع الشارقة، المواطن محمد علي، إعادة توقيت الإشارات المرورية حسب حالة الشارع، لافتاً إلى أن هذا الاقتراح سبق تطبيقه في بعض شوارع أبوظبي ونجح في الحد من مشكلة الزحام. إيقاف الرخص مشكلة الاختناقات وأوضح بن بطي أن «الدائرة تسعى إلى زيادة الطاقة الاستيعابية لعدد من الطرق عبر إضافة حارات مرور وإنشاء جسور وأنفاق تضمن نقل الحركة وتحقيق الانسيابية، مثل مشروعي تطوير شارع الملك عبدالعزيز وشارع الوحدة، الجاري تنفيذهما حالياً، إضافة إلى توفير حرم الطريق اللازم لضمان تطوير شارع العروبة للجزء الممتد بين السوق الإسلامي وشارع الخان. الطاقة الاستيعابية وأضاف بن بطي أن قائمة المشروعات التي ستنفذها الدائرة توفر مواقع محطات الحافلات ومركبات الأجرة الخاصة بمواصلات الشارقة، وتعديل التوقيت الزمني للإشارات الضوئية، وضمان كفاءة التحويلات المرورية الخاصة بالمشروعات التطويرية للطرق، إضافة إلى استكمال الطريق الدائري، وتنظيم حركة مرور الشاحنات وتحديد أوقات عبورها، وتحديد مسار حركة الشاحنات في المنطقة الوسطى. جسور وأنفاق وتابع صالح أن «تقاطع القيادة العامة للشرطة (كلداري) يشهد إنشاء نفقين جديدين إضافة إلى النفق الحالي، مع إنشاء جسر جديد مكون من مسربين يخدم الحركة المرورية القادمة من شارعي أبوهيل وصلاح الدين باتجاه الشارقة مع المحافظة على باقي الحركات المرورية بإشارات ضوئية، كما يتم إنشاء نفق جديد عند تقاطع النهدة (الملا بلازا) مكون من ثلاثة مسارب لخدمة الحركة المرورية القادمة من دبي باتجاه الشارقة مع إبقاء النفق الموجود حالياً، ليصبح إجمالي عدد المسارب القادمة من دبي باتجاه الشارقة ستة مسارب، مع إنشاء نفق آخر مكون من مسربين لخدمة القادمين من منطقتي الممزر والنهدة باتجاه دبي لتخفيف الازدحام الحالي، إلى جانب إنشاء جسر جديد مكون من ثلاثة مسارب ليخدم الحركة المرورية القادمة من شارع النهدة باتجاه شارع الوحيدة ومنطقة ديرة». وأضاف أن «هذه التوسعة يمكنها أن تحل 58% من مشكلة الازدحام المروري الموجود على الشارع، إذ تبلغ الطاقة الاستيعابية لشارع الاتحاد حالياً 8000 سيارة في الساعة بكل اتجاه، لكن مع الانتهاء من التوسعة ستصل إلى 12 ألف سيارة في الساعة في كل اتجاه». وأكد المهندس نبيل صـالح أن «تقاطع الملا بلازا والقيادة العامة على شارع الاتحاد أهم نقاط الازدحـام في دبي وخصوصاً في اتجاه دبي ـ الشارقة؛ نظراً لتحول الطريق من عـدد مسـارب أكبر إلى عدد أقل على حدود إمارة الشارقة ما يقلل الطاقة الاستيعابية للشـارع ويضطر قائدي المركبات إلى الإبطاء في حركتهم». وأفاد بأن «الهيئة مع بدء توليها مهام الطرق في دبي أعلنت عن خطتها لتوسعة شارع الاتحاد بشكل عام وخصوصاً في هذه المنطقة». وأشار صالح إلى أن «أعمال التوسع تمتد من شارع الشيخ راشد مروراً بجسر القرهود، حتى تقاطع الشعلة، ثم شارع الاتحاد بمحاذاة مطار دبي الدولي مروراً بتقاطع القيادة العامة للشرطة عند شركة كلداري، ثم تقاطع النهدة (الملا بلازا) حتى تنتهي عند الحدود الفاصلة بين إمارتي دبي والشارقة بالقرب من جسر التعاون».
مواقف للسيارات مراعاة لتوزيع الكثافة السكانية وتخطيط عدد من المناطق السكنية والتجارية والصناعية بعيداً عن مركز مدينة مع إتباع واتباع النظام نفسه في المنطقتين الوسطى والشرقية، ودراسة بدائل للنقل والتنسيق مع «مواصلات الشارقة» بهذا الخصوص، وتحديث الدراسة المرورية ونمــوذج الحـركة لمعالجـة مناطق الازدحام بشكل دوري والاستعانة ببيوت الخبرة المتخصصة في مجال الطرق والمواصلات.
النقل الجماعي وأوضح الشافعي أن «هذه المناطق تعد مصباً أساسياً لدخول إمارة دبي، إذ يتجمع القادمون من الإمارات الشمالية كافة (عجمان وأم القيوين، رأس الخيمة، الفجيرة) على دوار الناشيونال، الأمر الذي يمثل عبئاً كبيراً على طريق لا يضم سوى ثلاثة مسارب فقط، والحال نفسه بالنسبة لشارع التعاون وتقاطع الملا بلازا الذي يستقبل القادمين من مناطق الشارقة كافة، والمشكلة أن مشروعات التوسعة التي تقوم بها الجهات المختصة في دبي والشارقة لا تمثل سوى حل مؤقت لمشكلة الازدحام، إذ إن مشروعات التوسعة يقابلها إقبال كبير من الجمهور على تملك المركبات الأمر الذي لا يحقق توازناً إطلاقاً بين حجم التوسعة وعدد المركبات».
وأضاف أن «الحل الأمثل لهذه المشكلة يكمن في الانتقال إلى بديل طويل المدى وذلك بتشجيع عمليات التنقل الجماعي من خلال وسائل المواصلات العامة والذي تنبهت له هيئة الطرق والمواصلات في دبي»، موضحاً أن «بقاء الطرق كما هي دون توسعة سينبه الجمهور إلى تفاقم المشكلة التي يمكن أن يضع نفسه فيها عند امتلاكه مركبة خاصة واستخدامها في الذهاب إلى عمله، ما يدفعه إلى البحث عن بديل، وفي هذا الوقت تستطيع الجهات المختصة طرح وسائل متنوعة من النقل الجماعي تتمتع بالرفاهية والراحة لتجذب هؤلاء الأشخاص إليها».
وضرب مثالاً قائلاً إن «مترو الخط الأحمر سيوفر 3500 موقف مجاني للسيارات عند منطقة الراشدية بحلول العام المقبل، لذا إذ وفرت الشارقة مواقف مماثلة قبل دوار ناشيونال، ووفرت أيضاً حافلات مكيفة ذات طاقة استيعابية كبيرة تنقل الجمهور من هذه المواقف إلى المترو، يمكننا في هذا الوقت أن نتخلص من الازدحام قبل وصوله إلى هذه النقطة». |