تطبيقات إباحية على هواتف طلبـــــــــة
أفاد ذوو طلبة ومراهقين بأن شركات تصنيع الهواتف الذكية المعروفة توفر تطبيقات تحتوي على مواد جنسية وأخرى إباحية في أنواع الهواتف كافة، مثل «أبل» و«بلاك بيري» و«أندرويد» وغيرها، مضيفين أنهم فوجئوا بوجود هذه التطبيقات على هواتف أبنائهم في ملفات صور جنسية، وصور مشاهير، ونكات جنسية، وكتب إباحية، يتم تداولها بسهولة ونشرها من خلال ما يسمى بـ«الأبس» الخاصة بكل شركة هواتف على حدة. في المقابل أكد مدير عام هيئة تنظيم الاتصالات، محمد ناصر الغانم، أن الهيئة خاطبت عدداً من الشركات لإزالة تطبيقات معينة رأت أنها لا تناسب المجتمع الإماراتي وعاداته وتقاليده لأسباب أو لأخرى واستجابت هذه الشركات لطلب الهيئة على الفور وألغت هذه التطبيقات.
وتفصيلاً، قال المواطن أحمد الحمادي، إنه اشترى هاتفاً حديثاً ذكياً تنتجه شركة مشهورة، لكنه اكتشف صعوبة استخدامه خصوصاً أن أغلب تطبيقاته باللغة الإنجليزية فأعطاه لابنه في مرحلة الثانوية، وبعد أيام لاحظ أن الهاتف يستغرق كل وقته في البيت تقريباً، وأصبح يستخدمه أكثر من استخدامه لجهاز الكمبيوتر، فطلب منه الجهاز بحجة أنه يريد أن يتعلم بعض خصائصه ففوجئ بامتلاء سطح الهاتف بكثير من الأيقونات التعليمية والثقافية والترفيهية، بعضها مجاني وآخر مدفوع الثمن، وكان من بين التطبيقات أيقونة تحمل صورة جنسية عندما فتحها اكتشف وجود صور خليعة تم تنزيلها من خلال ما يسمى بالـ«الأبس».
وذكر عاطف الصغير، أنه اكتشف على هاتف ابنه، الذي يبلغ من العمر 14 عاماً، ملفاً يحتوي على نكات جنسية بذيئة اتضح أنه تلقى بها إشعاراً من الهاتف، فقام بتنزيلها من دون أن يعلم محتواها من دون مقابل مالي، مضيفاً أنه حريص على تربية ابنه على القيم الدينية والأخلاقية الحميدة، إلا أن هذه السن يميل فيها الشاب أو المراهق إلى الاكتشاف، ويتميز بحب الاستطلاع، وهنا يأتي دور الآباء في توجيههم وتقويم سلوكياتهم. وطالب علاء درويش، مدرس لغة عربية، الجهات الرقابية المختصة باتخاذ الإجراءات التي تكفل حماية الشباب والمراهقين من أنفسهم، ومن الهجمة الإلكترونية الشرسة التي يتعرض لها المجتمع العربي كله، لتغييب قيمه وأخلاقه، مضيفاً أنه لاحظ من خلال عمله في التدريس أن كثيراً من الطلبة والمراهقين يحملون هواتف ذكية لا تقل قيمتها عن 2000 درهم، كما أن كثيراً من التطبيقات التي يتم تنزيلها مدفوعة تراوح أسعارها بين دولار و25 دولاراً، بخلاف التطبيقات الخاصة بالوسائل التعليمية مثل القواميس والبرامج التعليمية وغيرها، وهو ما يعني أن لدى الطالب صلاحية استخدام بطاقات دفع، ما يجعل خطورة تعرضه للاستغلال واردة من جانب مشغلي هذه الهواتف.
وذكر الخبير التربوي موجه التربية الإسلامية، الدكتور عبدالله الخطيب، أن هذه الظاهرة السلبية سببها غياب التوجيه الرشيد من جانب الأسرة، وغرس الوازع الديني والأخلاقي في نفوس الأبناء، مؤكداً أن وسائل الاتصال الحديثة تجعل مسألة الحظر غير مجدية لأن هناك وسائل عدة يلجأ إليها الشباب لفك هذا الحظر، كما أن الرقابة الخارجية على الأبناء لن تحول دون ارتكابهم هذه الأساليب، وإنما يجب غرس ما يسمى بالرقابة الذاتية التي يزاولها الشاب على نفسه حين يعلم أن الله سبحانه وتعالى مطلع عليه عند ارتكابه أي من هذه الأفعال، مضيفاً أن للمدرسة دور أيضا في غرس هذه القيم إلى جانب الأسرة.
وأوضح مدير عام هيئة تنظيم الاتصالات، محمد ناصر الغانم أن شركة «أبل» فقط لديها حالياً أكثر من مليون تطبيق على الهواتف والمنتجات الذكية الخاصة بها، وتالياً لا يمكن لهيئة تنظيم الاتصالات متابعة كل تطبيق أولاً بأول، مطالباً المواطنين والمقيمين بمخاطبة الهيئة في حال اكتشاف أي تطبيق إباحي أو مخل بالآداب أو لا يتناسب مع تقاليد المجتمع الإماراتي لمخاطبة الشركة المنتجة له وإلغائه.