مدرسة تطرد طفلاً مصاباً بالـسكري وآخر لديه «وحمة»
طردت مدرسة الروابي الخاصة في إمارة رأس الخيمة، طفلين مريضين في مرحلة الروضة، الأول مواطن مصاب بالسكري، والثاني يمني مصاب بمرض جلدي، عازية قرارها بـ«عدم رغبة المدرسة في تحمل أية مسؤولية تجاههما». وفي المقابل، انتقدت منطقة رأس الخيمة التعليمية قرار طرد الطفل المصاب بمرض جلدي، فيما اعتبرت رفض قبول المصاب بالسكري جائزاً قانوناً.
وتفصيلاً، أفادت والدة الطفل محمد راشد البالغ من العمر أربع سنوات، بأن «مديرة المدرسة طردت ابنها من مقاعد الدراسة يوم الخميس الماضي، بعد اكتشاف إصابته بمرض السكري، وأن إدارة المدرسة أبلغتها بإلغاء طلب قبول التسجيل وعدم استقبال الطفل في المدرسة نهائياً».
وقالت، إنها أصيبت بصدمة بعد قرار إدارة المدرسة طرد طفلها لإصابته بالسكري، متابعة أن المرض لا يمنع الطفل أو الطالب من التعليم. موضحة أن ابنها مريض منذ ولادته، وأن حالته الصحية مستقرة وليست خطرة، معتبرة أن «قرار الطرد غير مبرر».
وأشارت إلى أنها طلبت من إدارة المدرسة السماح لممرضة خاصة بمرافقة ابنها طوال فترة الدوام للاهتمام بصحته، وتكون إلى جانبه في حال عانى مشكلات صحية، إلا أن مديرة المدرسة رفضت اقتراحها.
وفي المقابل، قالت مديرة مدرسة الروابي الخاصة، وصال عمر عبدالفتاح، إنها طلبت من ذوي الطفل نقله إلى أي روضة أخرى «لعدم تحمل المدرسة أية مسؤولية تجاه حالته الصحية».
وأوضحت أن والدة الطفل لم تبلغ إدارة المدرسة بإصابته بمرض السكري عند تسجيله في بداية العام الدراسي، وأن الإدارة اكتشفت ذلك بعد إصابة محمد بالإغماء، إثر قيام أحد الآباء بتوبيخ ابنه أمام زملائه الطلبة بصوت مرتفع، ما أخاف الطفل المريض وسقط مغشياً عليه. مضيفة أنه تم إجراء الإسعافات الأولية للطفل وإبلاغ أسرته، التي أكدت إصابته بمرض السكري. لافتة إلى أن إدارة المدرسة قررت عدم استقبال أي طالب مريض أو مصاب بأي أعراض صحية غير اعتيادية.
وقالت عبدالفتاح، إن إدارة المدرسة لا ترغب في تحمل مسؤولية أي طالب مصاب بمرض مزمن «حتى لا تقع في مشكلات قانونية». مؤكدة أن المدرسة تضررت من الشائعات إثر وفاة أحد طلبتها نهاية العام الدراسي الماضي عقب عودته إلى منزله.
إلى ذلك، قال والد الطفل عبدالرحمن المصاب بمرض جلدي عبارة عن «وحمة» كبيرة ممتدة من رقبته إلى الجهة اليمنى من خده، إضافة إلى تساقط شعره في مؤخرة الرأس، إن مديرة المدرسة نفسها طردت ابنه البالغ من العمر أربع سنوات، بسبب مرضه.
وأضاف أن الإدارة رفضت استقباله في المدرسة، على الرغم من قرار المنطقة التعليمية بعودته إلى مقاعد الدراسة. متابعاً أن «مديرة المدرسة رفضت استمراره في المدرسة، وطلبت عدم إحضاره ثانية».
وأوضح أنه أكد لمديرة المدرسة أن ابنه مصاب بوحمة في الوجه وبصلع في مؤخرة الرأس، وليس بداء الثعلبة، كما تعتقد، وأنه مرض جلدي غير معدٍ، ولا يسبب أية أمراض لطلبة المدرسة، مشيراً إلى أنه «أظهر التقارير الطبية الخاصة بابنه للمديرة، إلا أنها شككت فيها، وطالبت بإخراجه من المدرسة نهائياً».
وفي حين تعذر الحصول على رد من مديرة المدرسة حول حالة الطفل عبدالرحمن، نقلت أسرته عن إحدى المعلمات قولها، إن ادارة المدرسة تخشى تحمل أي مسؤولية قانونية، إذا ما انتشرت عدوى مرضية بين الطلاب.
من جهته، قال موجه إدارة التعليم الخاص في منطقة رأس الخيمة التعليمية الدكتور أحمد بطي، إنه تم إبلاغ مديرة المدرسة بعدم قانونية طرد الطفل عبدالرحمن من مقاعد الدراسة بسبب وجود «وحمة» على وجهه، وتم إصدار قرار يلزم المدرسة بإعادته إلى مقاعد الدراسة والتراجع عن القرار.
وأوضح أنه خاطب مديرة المدرسة وأبلغها بضرورة إعادة الطفل، وأنها «وعدت بالتراجع عن قرارها، إلا أنها عادت ورفضت استقبال الطالب مرة أخرى، مبررة ذلك بوجود معلمات حوامل، وتخشى أن يتأثرن به، ويلدن أطفالاً مشوهين».
وأشار إلى أنه لا يجوز لمديرة المدرسة أن تحرم الطلبة من التعليم، وأن لائحة التعليم الخاص لا تتضمن في نصوصها أية قوانين تعطي إدارة المدرسة صلاحية طرد الطلبة في حال إصابتهم بوحمة أو صلع أو أي مرض غير معدٍ.
وتعليقاً على حال الطالب المواطن محمد راشد، أشار بطي إلى أنه يجوز لإدارة المدرسة عدم قبول أي طالب تشعر بأنه يسبب لها مشكلات، خصوصاً إذا كان الطالب مصاباً بمرض قد يؤدي به إلى الإغماء أو إلى الوفاة.
وأضاف أنه نصح والدة الطفل محمد بنقل ابنها إلى مدرسة تهتم برعاية الأطفال وتتحمل مسؤوليته وتراقبه طوال فترة الدوام المدرسي.