اخبار العالم

محمد بن راشد يدعو الشــباب إلى التحلّي بـ «روح الاتحاد»

خاطب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، شباب الوطن، أمس، مؤكداً أنهم «أهم إنجاز لاتحاد دولة الإمارات، كونهم وُلدوا في عهد الاتحاد، وهم الذين سيأخذون بزمام الأمور في المستقبل، وعبر الشباب سنصل إلى آمالنا».

**زايد بن سلطان وراشد بن سعيد أنقذا الاتحاد.. وتغلبا على عقبات شديدة

**زايد بن سلطان وراشد بن سعيد أنقذا الاتحاد.. وتغلبا على عقبات شديدة

**من الخارج والداخل.أجدادنا لم يكن أمامهم زراعة ولا أنهار، وعملوا في الغوص ليستمدوا قوتهم من الصمود والتحدي.

**تحقق جزء من أحلامي بأن أصبح لدينا مصنع وطني لقطع غيار الطائرات العالمية في العين.

**هناك دول غنية بالنفط ولم تصل إلى ما حققته الإمارات.. فقد تقدمنا بالعمل والإخلاص وحب الوطن.

**الإمارات لا تنافس الآخرين، بل تلاحقها الدول في العالم لتتعلم من دروسها وتجربتها.

وتحدث سموه، أمس، في محاضرة بعنوان «روح الاتحاد»، استعاد فيها محطات بارزة قبل قيام الاتحاد، ومواقف مهمة عاصرها سموه أثناء مولد الدولة، والعقبات التي واجهت المؤسسين الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، رحمهما الله، في أول أيام الاتحاد.

وحرص سموه على أن يروي وقائع دقيقة مرت على الإمارات، ومصاعب واجهها الأجداد منذ مئات السنين، واستخرج سموه منها دروساً وعبراً، وجهّها للشباب والحضور الذين امتلأت بهم قاعة راشد في مركز دبي التجاري العالمي.

وطلب سموه من الأجيال الجديدة أن يقتدوا بالأجداد والآباء المؤسسين، وأن يأخذوا من تجاربهم العِبَر، وأن يتحلوا بروح الاتحاد، وأن يكون الطموح دوماً هو هدفهم، وأن يعملوا ويخلصوا ويحبوا الوطن.

وأكد سموه في المحاضرة أن جهود الشيخ زايد بن سلطان والشيخ راشد بن سعيد، رحمهما الله، أنقذت الاتحاد، فقد واجها عقبات شديدة في بداية تأسيس الدولة من الخارج والداخل، لكن تغلبا عليها، مشدداً على أن العلاقة بينهما كانت قوية وكان هناك احترام متبادل وثقة مطلقة تجمعهما.

وقال سموه إن «الإنجازات كبيرة في الاتحاد، لكن الإنجاز الكبير هو الشباب، وأنا أتكلم عن إصرار آبائنا الأولين، لتعرفوا أنتم يا أبناء الوطن كيف كان التحدي الذي واجههم، وتعرفوا البصمة الوراثية لأهلنا الأوائل، لندرك من نحن».

وأضاف سموه «هؤلاء الأجداد لم يكن أمامهم زراعة أو أنهار، وكان يتحَدّون هذا الوضع حتى يحصلوا على قوتهم، ومن حمل رسالة الإسلام إلى أوروبا وآسيا والصين كان أجدادنا في الجزيرة العربية، وهم من ثابروا وحاربوا ودافعوا عن هذا البلد، وأجدادنا هم من طردوا البرتغاليين من الخليج ومن آخر معاقلهم ساحل عُمان».

وتابع سموه «عمل أجدادنا في الغوص وتحسنت أوضاعهم حتى ظهر اللؤلؤ الصناعي لكنهم لم ييأسوا وصمدوا رغم الظروف السيئة، ومن هنا نتعلم أن على الإنسان أن يصمد».

** لولا إصرار ووطنية زايد وراشد لما قام الاتحاد

في بداية الاتحاد كنا بحاجة إلى 2000 خريج لإدارة الوزارات والمؤسسات ولكن تخرج 45 شاباً فقط

إنجازات الاتحاد كبيرة لكن الإنجاز الكبير هو الشباب

أجدادنا تحملوا الصعاب وعلينا أن نتعلم منهم الصمود

وأكمل صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «عندي أحلام، وأحلامي كبيرة، وكنت أحلم بالوحدة والعلم الواحد قبل قيام الاتحاد، وبالبنية التحتية والمؤسسات التعليمية».

وروى سموه أن اجتماعات مطولة لمجلس حكام الإمارات المتصالحة، عُقدت قبل خروج الإنجليز، أيقنوا خلالها أهمية أن يكونوا قوة واحدة.

وأضاف سموه «كان الشيخ زايد بن سلطان إنساناً وطنياً أدرك أهمية قيام قوة داخلية في حالة خروج الإنجليز، لذلك كان حريصاً على قيام الاتحاد، وكانت العقبة الكبرى هي الحدود بين الإمارات، فإذا ما أزيلت الحدود كان سيُحل كثيرٌ من الأمور».

وأكمل سموه «قام الشيخ زايد بن سلطان والشيخ راشد بن سعيد بجولات عدة لإقامة اتحاد الإمارات التسع في البداية، وفي 18 فبراير ،1968 قرر الشيخ زايد والشيخ راشد اللقاء بين أبوظبي ودبي، وكان بصحبة كل منهما ثلاثة أشخاص، وكنت معهم».

وأضاف سموه «لم يكن الاجتماع في السميح، كما يعتقد كثيرون، بل انتقل إلى تلة رملية في السديرة، القريبة من السميح، وكنت قريباً منهما، وسمعت الشيخ راشد بن سعيد يقول يومها للشيخ زايد بن سلطان (على بركة الله أنت الرئيس، وقال زايد له على بركة الله).

وكشف سموه أنه خلال هذا الحدث التاريخي لم يوقّع زايد وراشد في ذلك اليوم على أي اتفاق، وكانت بينهما كلمة شرف وتصافحا فقط.

وأضاف سموه موجهاً حديثه للأجيال الجديدة «هؤلاء هم أهلكم الذين صمدوا وحموا هذه الدار، وهذه الدولة هي التي تعيشون فيها، والإنجازات التي تمت لابد أن نتخطاها ونتطلع إلى الأمام».

وأكمل سموه «بعض الغربيين والناس يعتبرون أن التقدم تمّ في دولتنا بسب النفط، لكنّ هناك دولاً غنية بالنفط وقديمة في استخراج النفط ولم تحقق ما في الإمارات، لقد تقدمنا بالعمل والإخلاص وحب الوطن».

وتابع سموه «أهلكم قاوموا وناضلوا وصبروا ونحن نرى فيكم الأمل، فلننسَ ما حققناه ونمشي إلى الأمام».


تجربة شاقة

قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «دولتنا والحمد لله حققت الكثير من الإنجازات الوطنية والحضارية والإنسانية، وباتت لا تنافس الآخرين بل تلاحقها الدول في العالم كي تتعلم من دروسها وتجربتها الطويلة، ولم تكن يوماً طريقها مفروشة بالورود، كما يتصور بعض الشباب الذين ينعمون اليوم بخيرات ومكتسبات دولتهم وحضارتها وتقدمها على غير صعيد، بل كانت تجربة شاقة ومحفوفة بالعقبات المادية والمعنوية والتأثيرات الخارجية التي لولا الشيخ زايد بن سلطان، والشيخ راشد بن سعيد، طيب الله ثراهما، وإصرارهما ووطنيتهما لما قام الاتحاد ولا تعيشون الآن في ظل دولة قوية وعصرية منفتحة على العالم بكل ثقافاته وانتماءاته».

عيد خاص

قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في بداية المحاضرة: «إنه فخور وسعيد بأن يرى أبناء الدولة في هذا اليوم، فاليوم الـ40 بالنسبة لسموه، عيد خاص جداً، فحين يبلغ الإنسان عمر الـ،40 يكون في عمر النضج، ونحن في عمر الـ40 من الاتحاد حققنا إنجازات كثيرة» ووجّه سموه سؤالاً للحضور «ما اكبر إنجاز؟»، ورد بعض الحضور بأنهم الشباب، ليؤكد سموه أن الشباب هو أهم انجاز للاتحاد، لأنه هو المستقبل.

حنكة زايد

قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، إن الإنجليز كان لهم دور في تأجيج المشاعر السلبية لدى بعض الحكام، واتّباعهم أسلوب «فرّق تسد» واللعب على الخلافات الهامشية التي سادت المشاورات واللقاءات التي عقدها الشيخ زايد بن سلطان والشيخ راشد بن سعيد مع الحكام، حتى استطاع الشيخ زايد بحنكته وصبره ووطنيته إقناعهم بالانضمام إليه وأخيه الشيخ راشد، والتوقيع على الدستور المؤقت، ومن ثم أعلن عن الاتحاد في الثاني من ديسمبر 1971 في دار الاتحاد بدبي. وتناول سموه الأحداث التي مرت بها مرحلة قيام الاتحاد وسنواته الأولى، والتحديات التي واجهت هذه الدولة الناشئة التي لولا الشيخ زايد بن سلطان ومساندة الشيخ راشد بن سعيد له، لما حلمنا أن نعيش اليوم تحت قيادة واحدة وعلم واحد ودولة تنعم بالاستقرار والسيادة والاستقلال.

الحضور

استمرت المحاضرة نحو ساعتين في قاعة راشد بمركز دبي التجاري العالمي، بحضور مئات من شباب الوطن وأعيانه ووزرائه ونخبه الثقافية والفكرية والعلمية والإعلامية. وحضره سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، وسمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، ورئيس المجلس الوطني الاتحادي، محمد أحمد المر، والشيخ طحنون بن محمد آل نهيان، ممثل الحاكم في المنطقة الشرقية، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزيرالداخلية، وسمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران الرئيس الأعلى لمجموعة «طيران الإمارات»، وسمو الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس هيئة الثقافة والفنون في دبي، وسمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، والشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان، وزير الأشغال العامة رئيس المجلس الوطني للإعلام، ومدير عام ديوان صاحب السمو حاكم دبي، محمد ابراهيم الشيباني، والقائد العام لشرطة دبي، الفريق ضاحي خلفان تميم، ومدير مكتب صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الفريق مصبح راشد الفتان، إلى جانب كبار المسؤولين في الدولة وممثلي وسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية.

سؤال طالبة

روى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أنه كان في زيارة لجامعة زايد، فسألته طالبة عن أحلام سموه حين كان طالباً، فأجابها بأنه كان يحلم بالكثير، ولم يستطع سموه أن يكمل الإجابة لأسباب بروتوكولية وقتها، لكنه قال في المحاضرة أتمنى أن تسمعني هذه الطالبة الآن. وأكمل سموه: «نعم كنت أحلم، وحلمي زاد حين زرت أوروبا وأميركا، وكانت الشوارع في الإمارات تحتاج إلى بنية تحتية، كنت أحلم وأسأل هل ستكون لدينا شوارع، وأنفاق، ومدارس ووزارات، هل ستكون لدينا جامعات، لقد كان من الصعوبات التي واجهتنا أننا كنا في حاجة إلى خريجين ليكونوا في الوزارات والمؤسسات الحكومية، وكنا نحتاج إلى أكثر من 2000 خريج، لكن تخرج 45 شاباً فقط».

بعيداً عن المنصة

حرص صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، على أن يتحدث عن «روح الاتحاد» بين الشباب والحضور، فابتعد سموه عن المنصة على الرغم من وجود مكتب معدّ لإلقاء المحاضرة، لكنه فضل ان يتجول بين الشباب ويتحاور معهم كأب بين أبنائه، وطرح عليهم الأسئلة وكان ينتظر الإجابة.

وقال سموه انه لم يعدّ كلمة مكتوبة أو صوراً ليعرضها على الحضور، بل أراد أن يتكلم للجميع بصراحة.

ولم يصعد سموه إلى المنصة، إلا عندما ألقى سموه مجموعة من القصائد الوطنية والغزلية، التي لاقت إعجاباً كبيراً، وتصفيقاً مستمراً، وتفاعل معها الحضور، وكانوا يكملون بعض الأبيات بطلب من سموه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى