مبادرة توظيف المتقاعدين «عاطلة عن العمل» في القطاع الخاص
كشف الموقع الإلكتروني لنظام «خبرات» التوظيفي الحكومي عن عدم تجاوب أيٍّ من أصحاب العمل في مؤسسات القطاع الخاص مع المبادرة التي أطلقتها الهيئة العامة للمعاشات والتأمينات الاجتماعية، العام الماضي، لتمكين المتقاعدين الراغبين في العودة إلى العمل.
وبين أن الموقع الإلكتروني شهد إقبالاً لافتاً من المتقاعدين الباحثين عن وظائف (بلغ عدد من سجّلوا سيرهم الذاتية فيه 211 متقاعداً)، فيما لم تبادر جهة عمل واحدة من القطاع الخاص إلى التعامل مع النظام، ليبقى رصيد طالبي الموظفين على الموقع «صفراً».
وأفادت الهيئة بأن دورها يقتصر على تفعيل نظام «خبرات» وإتاحته للمتقاعدين وأصحاب العمل مجاناً، بحيث يتم استخدامه بالتنسيق المباشر في ما بين الجانبين، دونما تدخل منها، موضحة أن «المتقاعدين وأصحاب العمل يستخدمونه طوعاً في نشر بياناتهم، بما في ذلك السير الذاتية، على مسؤوليتهم الخاصة».
وأعرب متقاعدون مواطنون عن استغرابهم ما اعتبروه «تجاهلاً» من مؤسسسات القطاع الخاص لهم، لافتين إلى عدم سعيها للاستفادة من خبراتهم، على الرغم من أن السنوات الطويلة التي قضوها على رأس أعمالهم منحتهم القدرة على التعامل بإيجابية مع المهام التي توكل إليهم.
للإطلاع على التقاعد في أرقام، يرجى الضغط على هذا الرابط. |
وتفصيلاً، شرحت الهيئة أن نظام «خبرات» يحفز الراغبين من المتقاعدين ذوي الخبرة على العودة إلى سوق العمل، ومشاركة خبراتهم مع الأجيال الجديدة من الموظفين، مؤكدة أن «تواصل الأجيال أمر يصب في مصلحة الوطن، ويبقي خبرات فئة مهمة من المجتمع في متناول كثير من جهات العمل، ما يتيح الاستفادة منها في تطوير بيئة أعمالها، وإثرائها بالمهارات المعرفية، فضلاً عن دور أصحاب الخبرات في تحقيق التقارب بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل».
وأفادت بأن الموقع الإلكتروني لـ«خبرات»، مجهز بأحدث أنظمة البحث المتطورة، بحيث يستطيع المتقاعد زيارته وتحميل سيرته الذاتية، التي يتم تصنيفها حسب التخصصات المختلفة، لمساعدة جهات العمل في الوصول إليها بشكل سهل وميسر، كما يتيح النظام الشواغر المتوافرة لدى جهات العمل بشكل محدث.
وأبدى مواطنون متقاعدون استياءهم مما وصفوه بـ«عدم اهتمام مؤسسات القطاع الخاص في الدولة بتوظيف المتقاعدين، على الرغم من خبراتهم المتراكمة التي من شأنها إفادة جهات العمل والعاملين فيها على حد سواء».
وقال المتقاعد (حمد.ع.أ) إن «المتقاعدين الذين لا يملكون مصدر رزق غير معاشاتهم التقاعدية يضطرون للبحث عن فرص عمل جديدة، أو العودة مرة أخرى إلى أداء بعض الوظائف في الخدمة، بما يؤمّن لهم مصادر إضافية تحسن من مستوى المعيشة».
وأضاف: «منذ تقاعدي قبل أكثر من عامين وأنا أسعى لإيجاد وظيفة تناسب خبرتي وسني، لتحسين دخلي الشهري، ولكن لم أجد ضالتي»، معرباً عن أمله في أن تتاح له فرصة خوض تجربة العمل في القطاع الخاص من دون أن يؤثر ذلك في المعاش التقاعدي الذي يحصل عليه من دائرة حكومية، لاسيما أنه يعول أسرة مكونة من ثمانية أفراد، ويحتاج إلى تحسين دخله حتى لا تتأثر أسرته سلباً».
وأبدى المتقاعد (سعيد.ص.م) رغبته في العمل لدى مؤسسة خاصة في وظيفة تتوافق مع خبرته، مقابل راتب جيد، لافتاً إلى أن «أي متقاعد تكون لديه رغبة كبيرة في العمل والإنتاج، ويملك طاقة لهذا العمل، لاسيما أن متطلبات الحياة المتزايدة أصبحت تفرض عليه هذا الخيار». وأشار المتقاعد (عادل.ع.غ) إلى أن غالبية المتقاعدين يفاجأون بحياة صادمة في بداية تقاعدهم، لاسيما الذين لم يؤسسوا لمرحلة ما بعد التقاعد، لأنهم – بجانب تركهم لعملهم ولأصدقاء اعتادوا رؤيتهم يومياً – يعانون تدني المعاش التقاعدي، ما يدفع كثيرين منهم إلى البحث عن عمل جديد.
وقال إن «بقاء المتقاعد في المنزل فترات طويلة يتسبب في خلافات أسرية كثيرة، نتيجة الفراغ، والتدخل في كل الشؤون المنزلية، ومن ثم فإن عمل المتقاعد لا يحسن من مستوى المعيشة فحسب، بل يقلل من حجم الخلافات الأسرية أيضاً».