«الطـرق» تحـذّر من مخـاطر التدخـين أثناء القيادة
دعت مؤسسة الترخيص في هيئة الطرق والمواصلات في دبي السائقين إلى جملة من التدابير الذاتية، التي تساعد على الامتناع عن التدخين أثناء القيادة، محذرة من الأضرار التي يسببها على صحة السائق وسلامة المرور والمارة في الشوارع ومستخدمي الطريق، نتيجة تسببه في إفقاد السائق تركيزه وانتباهه إلى الطريق.
ونبه المدير التنفيذي للمؤسسة أحمد هاشم بهروزيان، السائقين إلى الآثار السلبية الخطيرة التي تترتب على التدخين أثناء القيادة، شارحاً أنه يؤدي إلى بطء ردّ فعل السائق، وتالياً عدم تجاوبه مع أي أخطار قد تفاجئه، إذ يعتبر عاملاً مادياً مشتتاً لتفكير السائق، لا سيما أنه يتطلب منه ترك المقود بين الفينة والأخرى لإشعال السيجارة.
وأشار إلى أن السائق المدخن يبقى عرضة للخطر أثناء وجوده في السيارة، حتى إن لم يشعل سيجارته، بسبب حاجته المستمرة الى التدخين، وهو ما يفقده هدوءه وتركيزه، خصوصاً في أوقات الازدحام، إذ ترتفع درجة توتره كثيراً، وتصبح ردات فعله أسوأ نتيجة حاجته المتزايدة إلى النيكوتين.
ممارسات تساعد السائق على عدم التدخين في السيارة
تنظيف السيارة بشكل جيد جداً، وتنظيف المقاعد، وعمل كل ما يمكن لإزالة رائحة السجائر من السيارة، لأنها تعتبر محفزاً قوياً على التدخين. تنظيف الطفايات اذا كانت موجودة في السيارة. وقد يكون الحل الامثل والخطوة الاكثر ضماناً هي اقتناء سيارة جديدة منزوعة منها كل التفاصيل المتعلقة بالتدخين التي كانت موجودة في السيارة القديمة. تغيير الطريق الى العمل لتجنب الصور أو الممارسات المتعلقة بذلك الطريق، حيث ان رحلة القيادة الى العمل مرتبطة بممارسات وصور بصرية في أماكن معينة تمتد على طول طريق الرحلة، وتعمل على تحفيز الرغبة في التدخين. الانشغال بأشياء معينة بمجرد دخول المركبة لإبعاد التفكير عن إشعال السيجارة، وكسر سلسلة التصرفات التي ينتهجها السائق عادة، وتقوده الى التدخين، حيث إن دخول السيارة ربما يقوده بشكل عفوي الى اشعال السيجارة. يقـوم السائق قبل مغادرة السيارة في اليوم السابق بتحريك موقع كرسيه، والعبث بوضع المرايات الجانبية والأمامية حتى ينشغل بإعادة ترتيبها في اليوم التالي بمجرد دخوله الى السيارة، ما يعمل على كسر سلسلة التصرفات المؤدية عادة الى التدخين. |
وتابع بهروزيان أن السائق المدخن في السيارة حينما يكون بصحبة أفراد العائلة، يتسبب في ضرر صحي بالغ لهم، نتيجة استنشاقهم السموم التي ينفثها من سجائره المشتعلة طوال الرحلة.
إلى ذلك، تناول بهروزيان مخاطر رمي أعقاب السجائر على الطرق من نوافذ المركبات، لافتاً إلى أن هذا السلوك يمثل انتهاكاً للاشتراطات المطبقة في سبيل الحفاظ على نظافة وسلامة البيئة، فضلاً عن أن رمي الاعقاب مشتعلة قد يسبب تطاير الشرارات وإصابة أشخاص موجودين في الشارع، كما أن رميها أثناء تحرك السيارة قد يسبب اشتعال حريق على حرم الطريق.
وتطرق بهروزيان إلى أسباب إشعال المدخنين السجائر أثناء القيادة، فقال إن التفكير في السجائر مرتبط بوجود محفزات معينة يستثار لها الدماغ نتيجة ربطه بين تلك المحفزات من الأشياء المختلفة الموجودة في بيئته، إذ يتعزز تأثير هذه المحفزات في كل مرة يتم فيها تدخين السيجارة بوجود أحد هذه المحفزات من الأشياء أو الأشخاص.
وأضاف أن بعض الأشخاص الذين يدخنون منذ سنوات في سياراتهم يشعرون برغبة شديدة في التدخين بمجرد ركوبهم السيارة، لأن التدخين أصبح مرتبطاً لديهم بالقيادة وبالوجود داخل السيارة. وأوضح أن القيادة في الشوارع المزدحمة، والاحتجاز لوقت طويل بسبب الازدحام، ينتج عنهما حالة توتر شديدة لدى المدخنين، وشعور عميق بالملل يجعلانه يشعر بالرغبة في التدخين.
وعرج بهروزيان على بعض الاجراءات التي يمكن اتخاذها للإقلاع عن التدخين في السيارة، فقال انها تبدأ بوجود رغبة حقيقية عند السائق بالإقلاع عن التدخين، داعياً المدخنين الراغبين في ذلك الى تحديد وقت معين للإقلاع والالتزام به، وإلى التوقف تماماً عن التدخين في ذلك اليوم المحدد.
ونصح السائق بأنه قبل البدء بالتوقف في ذلك اليوم بالتخفيف من السجائر تدريجياً الى أن يأتي يوم التوقف، مذكراً إياه بأنه ليس هناك مستوى آمن من كمية السجائر التي يدخنها أي فرد. واقترح بهروزيان على السائق المدخن حين يحشر في الازدحام ويشعر بالتوتر أن يضع قطعة من الحلويات في فمه أو علكة خالية من السكر، أو وضع عود من القرفة في فمه ومصه كما عود السيجارة.
كما نصح الراغبين في الإقلاع عن السجائر في السيارة بعدم وضع أي علب للسجائر في المركبة وإزالة الطفايات من السيارة إذا أمكن ذلك. ويمكن استبدال السجائر بوضع بعض المقرمشات في السيارة. وعن بعض الإجراءات التي تساعد السائق على التوقف عن التدخين أثناء القيادة، قال بهروزيان إنه يجب عليه إما أن يتحمل المحفز دون أن يقوده الى التدخين ، أو ان يبعد عن تفكيره أي نوع من المحفزات من خلال اما تجنبها، أو تحويلها الى محفزات لشيء آخر غير التدخين.
وأضاف أنه يمكن تجنب ركوب السيارة كلياً الى أن ينجح السائق في اجتياز المرحلة الانتقالية بين التدخين والإقلاع عنه، مؤكداً أن ذلك لا يمكن تطبيقه حال عجز السائق عن مقاومة محفزات التدخين.
وأفاد بأن تجنب تلك المحفزات لأسابيع عدة سيساعد على التعود على عدم التجاوب معها بالتدخين حال وجودها، علماً أن تلك الفترة ستكون شاقة، لافتاً الى أن التعود على مقاومة الرغبة في التدخين في وجود المحفزات أفضل من تجنبها، لأنه سيعمل على تأسيس ودعم قدرة الجسم على المقاومة حتى في وجود أي نوع من مغريات التدخين.