«الغيص» يفقد حياته في مهمة إنقاذ
توفي رقيب مواطن في شرطة دبي يدعى محمد عبدالله الغيص (24 عاماً) في حادث مروري أثناء توجّهه مسرعاً بسيارة الإنقاذ، استجابةً لبلاغ عاجل تلقته غرفة القيادة والسيطرة، فجر أول من أمس، فيما أصيب زميل له كان برفقته ونُقل إلى المستشفى لتلقّي العلاج.
وتوفي في الحادث نفسه شاب عُماني الجنسية، يدعى محمد راشد سالم (22 عاماً)، كان متجهاً بسيارته إلى مطار دبي، ليُقلّ شقيقه القادم من أستراليا، قبل أن تصطدم بها سيارة الإنقاذ في منطقة القصيص، وينقل على إثر الحادث إلى المستشفى، حيث توفي متأثراً بإصاباته.
وشارك في تشييع جثمان رقيب الشرطة محمد الغيص، وهو أب لطفل صغير يدعى حمدان وينتظر مولوداً آخر، عدد كبير من زملائه ورؤسائه في إدارة الإنقاذ بالإدارة العامة للعمليات وإدارات أخرى. وقضى رجال الإنقاذ يوماً حزيناً، حسبما أفاد عدد كبير منهم، نظراً لما يتمتع به المتوفى من حب وتقدير، وإخلاصه الكبير في العمل واجتهاده في جميع المهام التي كُلّف بها.
وتفصيلاً، قال مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية في شرطة دبي، العميد خليل إبراهيم المنصوري، إن الواقعة بدأت، فجر أول من أمس، حين تلقت غرفة القيادة والسيطرة في الإدارة العامة للعمليات بلاغاً عن وقوع حادث في منطقة مردف، فانتقلت على الفور دورية إنقاذ يقودها الرقيب محمد الغيص وزميله الرقيب أنور.
وفي طريقه إلى موقع البلاغ، وتحديداً في المنطقة الواقعة بين تقاطع شارعي دمشق وبغداد في القصيص، اصطدمت دورية الإنقاذ بسيارة طراز نيسان ألتيما يقودها شاب عُماني الجنسية، ومن ثم انحرفت بقوة ناحية اليسار، وصدمت عمود إنارة وأكملت طريقها، لتصطدم بعمود آخر وتحترق كلياً.
وأضاف المنصوري أن الحادث أسفر عن وفاة الرقيب الغيص، وإصابة زميله بإصابات راوحت بين البسيطة والمتوسطة، فيما تعرّض الشاب العُماني لإصابات بليغة نُقل على إثرها إلى المستشفى حيث توفي هناك، وتسلّمت أسرته جثمانه في اليوم نفسه.
وأشار المنصوري إلى أن التحقيقات لاتزال جاريةً في الحادث، إذ يتم الرجوع إلى الكاميرات الموجودة في التقاطع الذي وقع فيه الحادث، لافتاً إلى أن رقيب الشرطة انتقل بدوريته خلال دقائق من تلقّي البلاغ، لأداء واجبه المهني والإنساني، كما أن الشاب العُماني، حسب المعاينة الأولية للحادث، كان في طريقه الطبيعي، معرباً عن أسفه لوفاة الشابين.
إلى ذلك، قال نائب مدير إدارة الإنقاذ والمهمات الصعبة بالإدارة العامة للعمليات في شرطة دبي، الرائد أحمد عتيق بورقيبة، إن الرقيب محمد عبدالله الغيص كان يتمتع بكفاءة كبيرة ويؤدي واجبه بتفانٍ، لافتاً إلى أنه كان موجوداً معه على رأس العمل ليلة الحادث، وتناولا العشاء مع فريق العمل في الإدارة.
وأضاف أنه تابع البلاغ الذي ورد من منطقة مردف وخلال نحو ست دقائق فقط من تلقّي البلاغ، وصله نبأ الحادث الذي توفي فيه الرقيب الغيص، ما أصابه وزملاءه بصدمة بالغة نظراً لتقديرهم الشديد للمتوفى.
وأشار إلى أن زميله في الدورية، الرقيب أنور، أفاد بأنه خرج من سيارة الدورية بعدما اصطدمت بسيارة الشاب العُماني وعمودي الإنارة، واعتقد في البداية أن الغيص خرج بدوره من المركبة، وحين لم يرَه توجّه مسرعاً لفتح الباب المقابل، لكن الدخان والحرارة الشديدة حالا دون ذلك، وخلال ثوانٍ اشتعلت النيران في السيارة.
وأفاد شهود عيان لـ«الإمارات اليوم» بأن كمية كبيرة من الشرر تطايرت من عمودي الإنارة إثر اصطدام سيارة الإنقاذ بهما، مرجّحين احتراق المركبة بدايةً من الخلف نتيجة احتكاكها بهذا الشرر.
إلى ذلك، قال أحد أقارب الشاب العُماني المتوفى في الحادث، محمد راشد سالم، إنه يعمل في مدينة العين، وكان في طريقه ليُقلّ شقيقه الذي يدرس في أستراليا من مطار دبي، لكنه توفي قبل وصوله، لافتاً إلى أن أسرته عرفت بالواقعة من شرطة دبي وتسلّمت جثمانه في اليوم نفسه حيث وُوري الثرى في بلاده.