طالــب بــن صـقــر ورث حب الناس من والده.. والحـسم من عمله
ورث اللواء الشيخ طالب بن صقر القاسمي، القائد العام لشرطة رأس الخيمة، حب الناس من والده، واكتسب صفة الحسم من عمله، واشتهر بالجمع بين صرامة رجل الشرطة وخيال الشاعر. وهو متواضع يجيد فن الإصغاء للغير، لا يتأخر عن مد يد العون لمن يحتاج إليها في أي وقت، وحريص على ايلاء عمله جل الاهتمام وينصب تفكيره في سبل توفير الأمن لتبقى امارة رأس الخيمة واحة للأمن والهدوء، واستطاع منذ توليه منصب القائد العام لشرطة رأس الخيمة، أن يصل بشرطة الإمارة إلى مستوى كبير من الجاهزية والارتقاء بالأداء النوعي والفني. وفي الوقت نفسه فإنه يحب الرياضة ويمارس هوايتي الصيد والرماية، وله ذوق خاص في اقتناء المركبات الحديثة.
وخلال استقباله «الإمارات اليوم» في مجلسه برأس الخيمة، استذكر الشيخ طالب القاسمي مراحل حياته الأولى، إذ ولد في 1961، بمنطقة الساعدي، وأكمل دراسته الثانوية فيها قبل أن يلتحق بالقوات المسلحة، وابتعث خارج الدولة في منحة عسكرية من القوات المسلحة، والتحق بكلية «سانت هيرست» في بريطانيا، تخصص علوم عسكرية، وعندما استكمل الدراسة عاد إلى الدولة ليعمل في القوات المسلحة برتبة ضابط، وتدرج فيها حتى وصل إلى رتبة مقدم، ثم نقل من القوات المسلحة، لتسلم مهامه قائداً عاماً لشرطة الإمارة، قبل أن تتحول إلى القيادة العامة لشرطة رأس الخيمة في عام 2013.
وقال الشيخ طالب القاسمي إنه نشأ في أسرة تعشق تراب الوطن ومحبة الناس، وتعمل ليلاً ونهاراً لخدمتهم، وتوفير الحياة الكريمة لهم، لذلك لم يكن غريباً أن يقضي إجازة نهاية الأسبوع في استقبال المواطنين والزوار وقضاء أوقاته مع الأصدقاء في مجلسه، ويكتفي بيوم واحد للخروج مع عائلته التي تتكون من أربعة أبناء وثلاثة أحفاد، فيما أكبر أولاده وهو علي تخرج في أكاديمية شرطة دبي ويعمل في شرطة رأس الخيمة، وعمر يدرس في بريطانيا ولديه ابنتان.
وحول عمله قائداً عاماً لشرطة رأس الخيمة، قال «منذ البداية وجهت اهتمامي وحرصي إلى تطوير السلك الشرطي وتقدمه ورفع كفاءة منتسبيه»، لافتاً إلى أن شخصيته تتسم بسعة الصدر ونفاذ البصيرة وطول البال، وتطغى عليه الحكمة، وأنه يتسلح بحب وتقدير أبناء شعبه.
وأشار إلى أن رأس الخيمة شهدت تطوراً كبيراً خصوصاً في مجال الأمن، اضافة إلى التقدم والازدهار على جميع الأصعدة الأخرى، وتصدت شرطتها بكل براعة وإتقان لكل المشكلات الدخيلة على مجتمع الإمارات، وعملت على محاصرة الظواهر السلبية وتقديم مرتكبي الجرائم إلى العدالة في وقتٍ قياسي.
وأكد الشيخ طالب بن صقر القاسمي، سعيه المتواصل لإدخال كل جديد لتطوير العمل الأمني، لحل جميع مشكلات المواطنين، وتبادل الآراء معهم ومتابعتهم بشكل مستمر، مؤكداً حرصه على فرض الأمن والضبط المروري واكتشاف الجريمة ومتابعتها بشكل مستمر، وذلك من خلال توفير الدوريات المزوّدة بالأجهزة الحديثة التي تواكب المستجدات، وتزويد أفراد الشرطة بالعلوم الأمنية، اضافة إلى توفير مبانٍ حديثة تواكب المستجدات الأمنية من جهة، وتعكس المظهر الحضاري للجهاز الشرطي من جهة أخرى، متابعاً أنه يعمل على تشجيع المنتسبين للشرطة على بذل المزيد من الجهد من أجل الوطن.
وأضاف أن توجيهات القيادة الرشيدة المتمثلة في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، تسهم بشكل كبير في تطوير العملية الشرطية على مستوى وزارة الداخلية، خصوصاً في رأس الخيمة.
وقال الشيخ طالب بن صقر القاسمي، إن رأس الخيمة تتميز بمقومات سياحية كبيرة، سواء كانت طبيعية أو حضارية وتحظى باهتمام رجال الأعمال، مؤكداً أن الإمارة ينتظرها مستقبل سياحي واعد، حيث تتوافر فيها مرافق اقتصادية مثل ميناء صقر وميناء رأس الخيمة والمنطقة الحرة ومطار دولي ومركز للمعارض، مشيراً إلى أنه بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، اهتمت الإمارة بتشجيع السياحة، ومنحت الشركات السياحية العالمية تسهيلات كبيرة للعمل في القطاع السياحي، حيث واكب ذلك إقامة العديد من الفنادق والمنتجعات السياحية الجديدة، وإقامة مركز تجاري عالمي في وسط المدينة.
وتطرق الشيخ طالب القاسمي إلى اهم هواياته التي يحرص على ممارستها باستمرار، مثل اقتناء المركبات الحديثة، وسماع وكتابة الشعر وقضاء أوقات طويلة في الطبيعة، وارتياد البر والذهاب إلى رحلات الصيد والرماية، وفي أوقات فراغه يحب مشاهدة مباريات كرة القدم
المثل الأعلى
أكد اللواء الشيخ طالب بن صقر القاسمي، القائد العام لشرطة رأس الخيمة، أن والده المغفور له الشيخ صقر بن محمد القاسمي، كان قدوته ومثله الأعلى، حيث كان يتابعة باستمرار والأعمال التي يحرص على تنفيذها، لافتاً إلى أن والده كان يحرص على تطوير التعليم في الإمارة ويهتم بالمعرفة والأمن، إيماناً منه بدور التعليم في بناء الإنسان والمجتمع وتكوين الوعي الحضاري للدول، كما كان يهتم بتوفير رعاية صحية شاملة لأبناء الإمارة، إذ وفر عدداً من المستشفيات الحديثة المجهزة بأحدث التجهيزات.
وأضاف أن والده كان حريصاً على توفير بنية تحتية حديثة وافتتح في عام 1969 الطريق بين رأس الخيمة والشارقة، وفي عام 1976 افتتح مطار رأس الخيمة الدولي، وفي عام 1977 افتتح «ميناء صقر»، كما حرص على استقطاب العديد من الصناعات الناجحة التي أسهمت في دفع عجلة التقدم في الإمارة، ومنها صناعة الأسمنت والأدوية والسيراميك والحديد، وفي المجال الأمني حرص والده على توفير أجهزة حديثة ودعم الجهاز الشرطي من جميع النواحي.
عيون المياه الحارة
قال اللواء الشيخ طالب بن صقر القاسمي، القائد العام لشرطة رأس الخيمة، إن إمارة رأس الخيمة تتميز بالسهول الرحبة، والجبال الخضراء، وعلى أرضها ترتدي الطبيعة حلة خضراء، حيث تتعانق سهولها بهضابها، كما أضفى البحر عليها جمالاً يندر وصفه، أما جبالها فتقف شامخة تعانق السماء بكبرياء، ومن أهم معالم رأس الخيمة منطقة خت حيث عيون المياه الحارة، ومنطقة النخيل التي كانت في الماضي مصيفاً لجميع أبناء الإمارات.
ولفت إلى وجود الحصون والقلاع التراثية القديمة في رأس الخيمة مثل حصن ضاية وقطر الزباء، وآثار مدينة جلفار ووادي جلفار، كما توجد أبراج حراسة خاصة على الشريط الساحلي، بالإضافة إلى البيوت والقرى القديمة المبنية على نسق التراث القديم، الذي يعبر عن شموخ الأرض وأصالة الشعب، وتشتهر إمارة رأس الخيمة بوجود العديد من الآثار التاريخية المهمة التي يرتبط تاريخها بالعديد من الأحداث التي شهدتها المنطقة.
واعتبر سموه موقع الإمارة الاستراتيجي والمناخ المعتدل أغلب أشهر السنة، والشواطئ الممتدة على طول الساحل، والجبال والتلال القريبة من الإمارة، اضافة إلى منتجع «عين خت» السياحي ووجود عدد من فنادق الدرجة الأولى، كل هذه العوامل تجعل من رأس الخيمة منطقة مؤهلة لاستقطاب حركة سياحية كبيرة. وأكد أن رأس الخيمة حققت معدلات نمو مرتفعة ومستديمة في إطار تنمية متوازنة تعتمد على تنويع القاعدة الاقتصادية، من أجل خلق فرص عمل أوسع وبالتالي تنويع أكبر لمصادر الدخل، وتعظيم الاستثمار وتعزيز مساهمة القطاع الخاص في النشاط التنموي ورفع مستويات الإنتاجية والأداء، وتوفير القوى العاملة الماهرة والمؤهلة.