اخبار العالم

«التفتيش الذكي» يختزل 70% من وقت المسافر

طبقت دائرة الجمارك في دبي، عملياً، أول جهاز تفتيش يصمم ويصنع بالكامل في الإمارات، ابتكره مدير التفتيش في «المبنى 2» بمطار دبي، أحمد شهداد، الذي أكد أن الجهاز ذو كفاءة كبيرة، خصوصاً أنه يختزل وقت التفتيش بنسبة تراوح بين 50 و70%، ويراعي الحالة النفسية للمسافر، ويحافظ على خصوصيته، كما يخدم ذوي الإعاقة السمعية.

وقال شهداد، لـ«الإمارات اليوم»، إن الجهاز الذي يعرف باسم «نظام التفتيش الذكي» بدأ العمل به في «المبنى 2» منذ شهر، وتبين من خلال قياس مؤشر الأداء أنه يسهم بشكل واضح في تخفيف التوتر النفسي للمسافر، وعدم تعريضه للإحراج مقارنة بالنظام المتبع سابقاً في جميع المطارات المعروف بالتفتيش اليدوي.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/05/001122.jpg

أحمد شهداد:

• «جهاز (نظام التفتيش الذكي) مصنّع بالكامل داخل الدولة، وبدأ العمل به في المبنى رقم (2) منذ شهر».


المعادلة الصعبة

قال مدير التفتيش في «المبنى 2» بمطار دبي، أحمد شهداد، إن المسافرين القادمين والمغادرين عبر مطارات دبي، لا يشعرون بأنهم تعرضوا للتفتيش، على الرغم من أنهم يمرون بالإجراءات كلها بدقة وإحكام، ولا تمر صغيرة أو كبيرة من دون تفتيشها بأجهزة وأنظمة متقدمة جداً، مضيفاً أن «هذه هي المعادلة الصعبة، التي نحرص على توفيرها».

وحول معايير المسموح والممنوع في الأغراض الشخصية التي يحوزها مسافرون، ذكر شهداد أن «هناك قانوناً واضحاً يحتوي على قائمة بكل هذه الأشياء، وفي حال حيازة المسافر شيئاً محظوراً، نشرح له في المطار أسباب حجز هذه المواد، حتى لا ينزعج، لأننا في النهاية جهة ضبط».

وأكد أن «النظام الجديد ينقلنا من مرحلة مستوردي الأجهزة إلى صفوف المنتجين والمصنعين»، مضيفاً: «في المستقبل سوف نصدر تقنياتنا وأجهزتنا إلى العالم كله».

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/05/304293.JPG

وشرح أن «الإجراء المعروف، في حالة الاشتباه في مسافر ما، هو اصطحابه إلى منطقة معينة وفتح الحقيبة، وتفتيشها، ما كان يحرج المسافر، ويزيد توتره، لكن الوضع اختلف كلياً مع النظام الجديد، إذ يدخل المسافر إلى حجرة مريحة، حيث يتعامل معه المفتش عبر شاشة ذكية، يطلعه من خلالها على حقوقه وواجباته، والمواد المسموح له بنقلها. وفي الجانب المقابل، توفر الشاشة للمفتش بيانات كاملة للشخص المستهدف بالتفتيش، وتكشف سجله الجنائي، وما إذا كانت لديه سوابق من عدمها»، لافتاً إلى أن «هذه المعلومات تساعد الموظف على تحليل محتويات الحقيبة، التي لا تفتش يدوياً، بل تمسح إلكترونياً لدى الاشتباه في شيء ما، من دون الحاجة إلى تفتيشها بالكامل».

وأكد شهداد أن «الجهاز يوفر تقييماً دقيقاً لأداء المفتش، وطريقة تعامله مع المسافر، كما يقيس رضا المتعامل بطريقة محببة، عبارة عن أيقونات لوجوه تعبر عن مشاعر مختلفة، لتحديد ما إذا كان سعيداً أم لا»، لافتاً إلى نتائج الشهر الأول من عمل الجهاز تؤكد رضا المتعاملين.

وأشار إلى أنه «لم يعد هناك داعٍ لاستخدام الورقة والقلم، أو إدخال البيانات بواسطة كمبيوتر، ما استطعنا تحقيقه عبر هذا النظام هو صناعة بيئة كاملة تتعامل مع المسافر بطريقة ذكية، وتتناسب مع مواصفات مطارات دبي».

وتابع أن «التجربة العملية، خلال الشهر الأول من تطبيق النظام، كشفت أن الجهاز ذاته يجتذب المسافر، ويثير فضوله للتعرف إليه، وبدلاً من استيقافه سابقاً، صارت لديه الرغبة في التعرف إلى النظام وتجربته بنفسه».

وأوضح أن الجهاز يخدم الطرفين: المسافر ومفتش الجمارك، إذ يوفر كثيراً من الوقت الذي كان يهدر سابقاً في إدخال البيانات، كما يوفر فرصة الحصول على المعلومات التي يحتاج إليها المفتش قبل أن يشرع في التفتيش.

وأفاد بأن الجهاز صمم بطريقة فريدة، وبزوايا معينة تحافظ على خصوصية المسافر وأغراضه، لافتاً إلى أن هناك شاشات من ناحية مخصصة للمسافر، وأخرى للمفتش لعرض محتويات الحقيبة، وبيانات المسافر، ما يتيح له فرصة ممارسة عمله من دون أن يشعر المسافر بالتوتر أو الحرج.

وأفاد بأن من أهم نتائج تجربة النظام الجديد القدرة على اختباره وقياس أدائه، على عكس الأنظمة اليدوية التي يستحيل تقييمها.

وحول آلية طرح الفكرة وتنفيذها، قال شهداد إن «احتلال مطارات دبي المرتبة الأولى عالمياً في عدد المسافرين، بواقع 70 مليون مسافر، فرض نوعاً من التحدي على الجمارك، وخلال السنوات المقبلة، خصوصاً في ظل اقتراب موعد الحدث الأهم (إكسبو 2020)، كان لزاماً علينا أن نصل إلى ما لا يتوصل إليه غيرنا».

وتابع: «فكرت في آلية تختزل الوقت، وواجهت تحديات عدة، أهمها عدم وجود أجهزة مماثلة في العالم، أو حتى أفكار مطروحة لاختزال وقت تفتيش الحقائب والتسهيل على المسافرين في هذه المرحلة، فصغت الفكرة جيداً، ثم انتقلت إلى مرحلة صناعة قطع إلكترونية يدوياً في دبي، وواجهنا تحدي ابتكار برمجيات تربط كل القطع التي صنعت وتعطي النتيجة المتوقعة، لكننا توصلنا إلى مرحلة الشكل النهائي للجهاز، بعد جلسات طويلة وعصف ذهني».

وشرح شهداد أن نتائج الشهر إيجابية بشكل عام، وفق مؤشر السعادة الموجود في النظام، الذي يمنحنا فرصة التأكد من طريقة معاملة المسافر، والتزام المفتش بحسن استقباله والابتسام في وجهه، لأنه يدرك أن الجهاز يرصد أداءه.

وأوضح أن النظام يخدم ذوي الإعاقة السمعية، من خلال شاشات ذكية يمكن قراءتها، وفهمها بسهولة، لافتاً إلى أن هناك جهازاً واحداً موجوداً في «المبنى 2»، ويجري العمل لتصنيع أجهزة أخرى لنشرها في جميع المباني.

وذكر أنه حصل على براءة اختراع بذلك، ولاقى اهتماماً محلياً وعالمياً، ومن المتوقع الاستعانة به في مطارات أخرى، مؤكداً استعداد جمارك دبي لاستقبال أكبر عدد من المسافرين، خلال الفترة المقبلة، بواسطة هذه التقنيات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى