الشهيد خميس الكعبي.. عاش شاعراً ورحل مقاتلاً
أكّد ابنا الشهيد خميس حمد محمد الكعبي، أن والدهما كان يمتلك حساً وطنياً عالياً، واعتاد أن يقرض الشعر غزلاً في الوطن، وكان حلمه منذ الصغر أن يصبح طياراً مقاتلاً، ولذا أصر على الالتحاق بسلاح الجو الوطني، محققاً حلمه في خدمة وطنه شاعراً وطياراً، حتى قضي له أن يستشهد في سقوط طائرة حربية أثناء تدريبات عسكرية، في 14 من أغسطس 2003، مؤكدين أن الفقيد زرع في نفسيهما حب الوطن والتضحية من أجله بكل ما يملكانه.
وتفصيلاً، قال ابن الشهيد «سعود»، إنه أحب الطيران منذ صغره، وحلم أن يكون طياراً حربياً، وسعى إلى تحقيق مراده بالالتحاق بالقوات المسلحة، حيث جاهد وأصر على استكمال تعلّم الطيران الحربي، حتى أصبح طياراً محترفاً خاض تجارب كثيرة، وإلى جانب ذلك فقد ألّف العديد من القصائد الوطنية التي تدل على مدى حبه وإخلاصه للوطن.
وأضاف: «والدي كان يُعرف بحسن السيرة، والأخلاق الحميدة، والإخلاص في العمل، وكان يبلي بلاءً حسناً في المهام كافة التي كانت توكل إليه، ولذا حظي بثقة قيادته، كما نجح على المستوى العائلي في تنشئتنا على القيم والعادات الإماراتية الأصيلة، وزرع في نفوسنا حب الوطن والتضحية من أجله بكل ما نملكه».
وذكر أنه كان يبلغ 17 سنة عندما استشهد والده، حيث كان في مهمة دراسية خارج الدولة، وتلقى نبأ استشهاده بشعور من الصدمة والحزن، لكنه في وقت لاحق، استوعب الموقف جيداً، وأدرك قيمة التضحية التي قدمها والده للوطن، معرباً عن فخره واعتزازه بأنه ابن الشهيد، وقد سعى إلى تحقيق حلم والده، بأن يكون مثله طياراً.
ولفت سعود إلى أن حرص قادة وشيوخ الدولة على حضور عزاء والده، ومواساة أفراد الأسرة، كان له بالغ الأثر في نفسه وفي تخفيف أثر فقدان والده، مؤكداً أن ما تقوم به القيادة نحو أسر الشهداء يعكس حجم التكاتف والوحدة بين أبناء الدولة.
وقال إن الفخر باستشهاد والده هو الشعور المسيطر على أفراد الأسرة كافة، مضيفاً: «فقدنا أغلى إنسان وهو والدنا، إلا أن كل شيء يهون فداء لهذا الوطن الغالي، الذي لن نتوانى عن تقديم أرواحنا دفاعاً عنه».
وأشار إلى أنه لا أحد ينكر أن الشهادة في سبيل الله والوطن، أعظم عمل يتمناه كل مواطن على أرض الدولة، وإن كان كل منا يمكن أن يخدم مجتمعه ودولته من مكان وظيفته بالإخلاص في عمله وتطويره وزيادة الإنتاجية، بما يسهم في الارتقاء بالدولة، وتعزيز قوتها في جميع المجالات.
ونوّه سعود بقرار القيادة تخصيص يوم للشهيد، يتم إحياؤه سنوياً للتذكير بالتضحيات التي قدمها الشهداء للوطن، مشيراً إلى أن هذا القرار يعكس مدى اهتمام القيادة بكل صغيرة وكبيرة في الوطن، وحرصها على تكريم الشهداء، وجعلهم مصدراً للفخر والعزة والشموخ.
كما أشاد بحالة التلاحم التي تربط بين القيادة وأسر الشهداء، من خلال توفير أشكال الدعم لأسر الشهداء، خصوصاً الدعم المعنوي الذي يسهم في تجاوز لحظات الحزن على فقدان الشهيد، إلى الشعور بالعزة والفخر لما قدمه من تضحيات في سبيل وطنه وأمته.
من جانبه، قال الابن الأصغر للشهيد، «فارس»، إنه كان يبلغ 11 سنة، عندما استشهد والده، أثناء أدائه مهام وظيفته مع القوات المسلحة، مشيراً إلى أنه لم يدرك وقتها قيمة العمل البطولي الذي كان يقوم به والده، لكنه أدرك بعدها معنى وقيمة الاستشهاد في سبيل الوطن.
وأكد فارس، الذي يبلغ حالياً 24 سنة، أنه يشعر بالفخر والاعتزاز بما قدمه والده من تضحيات للوطن، مشيراً إلى أن الشهادة هي عمل بطولي، يقدم عليها كل إنسان حباً ودفاعاً عن وطنه، وهو ما يستحق معه التقدير والتذكير.
وأضاف أن الله حبا الإمارات بقيادة فريدة، استطاعت أن تؤسس علاقة قوية مع شعبها، وأن تغرس حب الوطن في نفوس جميع المواطنين، ما جعلهم يتسابقون بالتضحية بأرواحهم فداء لدولتهم، والدفاع عنها ضد كل معتدٍ، يحاول أن يعبث بأمنها ومنجزاتها.
وأشار إلى أن ما يقدمه أبناء الإمارات من تضحيات من اجل إعلاء شأن دولتهم بين الأمم، يعبّر عن صدق المشاعر في حب هذا الوطن، والسير على درب الشهداء الذين ضحوا بدمائهم من أجل رفعة هذا الوطن وشموخه.
واعتبر أن تخصيص يوم في السنة للاحتفال بشهداء الدولة، يُعد خطوة مميزة وتكريماً لأسر الشهداء.