المتهم بالاعتداء على مواطن بالساطــور: ذهبت إلى بيته لأتفاهم معه
أعرب مصدر أمني في شرطة دبي عن استغرابه مما بثته أسرة الشاب (ر.أ)، الذي تعرض للاعتداء أمام منزله من جانب أشخاص عدة، على «بلاك بيري» من أن «شرطة دبي لم تكن دقيقة حين ادعت أن المتهمين بالاعتداء ثلاثة أشخاص فقط»، مؤكداً أن «هذا الكلام غير صحيح على الإطلاق» لافتاً الى أن «الشرطة أدت واجبها كما ينبغي، وفق إجراءات صحيحة، لا تحتمل أي قدر من التشكيك أو التأويل».
وقال المصدر لـ «الإمارات اليوم» إن «شرطة دبي لم تقل ذلك، ولكن ذكرت أنها قبضت خلال ست ساعات فقط على ثلاثة متهمين، (مواطن ويمنيان)، من خلال جهود البحث والتحري والملاحقة السريعة لهم»، مطالباً الأسرة بذكر اسم أي متهم رابع لم تقبض عليه الشرطة، أو قصرت في ملاحقته.
وأوضح أن (س) المتهم الرئيس، أفاد بأنه ذهب إلى منزل أسرة المجني عليه «ر.أ» للتفاهم معه حول خلاف سابق، أما المتهمان الثاني والثالث فاعترفا بأن المتهم الأول هو الذي اعتدى على المجني عليه. وتساءل: «ما هي مصلحة الشرطة في عدم القبض على متهمين آخرين، إذا كانوا موجودين فعلاً؟». متابعاً أن «ابنة خالة المعتدى عليه، وهي تُدعى (ع.غ) قالت في تحقيقات الشرطة، إنها لم تستطع تحديد عدد المتهمين، ولكنها متأكدة من أن المتهم الرئيس وشخصين آخرين نفذا الاعتداء معه، وكانت وجوههم مكشوفة، فيما كان هناك آخرون ملثمون، لا تعرف عددهم».
موقف «الإمارات اليوم» «توضح الصحيفة أن الأسرة هي التي لجأت إليها من خلال الاتصال بخدمة الخط الساخن، والتزمت الصحيفة بالقواعد المهنية في النشر، فنقلت في اليوم الأول رواية الأسرة حرفياً، حسب ما ذكر أفرادها، وكما هو مسجل لدينا. وحصلت على ردّ من الشرطة أكدت فيه أنها تلاحق المعتدين». وتابعت الصحيفة الواقعة في اليوم الثاني، حين قبضت الشرطة على المتهمين الثلاثة. ونقلت رواية الشرطة حرفياً، ونشرت كذلك ردّاً من الأسرة، ملتزمة الحياد الكامل، لكنها فوجئت بتكذيب أسرة المجني عليه لما ورد في الصحيفة عبر «بلاك بيري»، وهو ما يتناقض مع التسجيلات التي بحوزة الصحيفة. وحين اتصلت «الإمارات اليوم» بشقيقة المجني عليه لسؤالها عما بثته الأسرة من خلال «بلاك كبيري»، أكدت أن «الصحيفة التزمت الحياد الكامل، وقدمت خدمة كبيرة للأسرة حين نشرت الواقعة». رسالة الأسرة عبر «بلاك بيري»: «أنا الأم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. حبيت أوضح، وأتمنى أن يصل الكلام إلى أكبر عدد من الناس، إن ما نشرته (الإمارات اليوم) بشأن عدد الأشخاص الذين هاجموا المنزل غير صحيح ونحن نعرف العدد لأننا الذين تعرضنا للمشكلة. وقد هدد المعتدون في الوقت الذي هاجموا فيه المنزل. أما موضوع الحديقة، فقد ذكرت الشرطة أننا لم نبلغ، لكن أبلغت سيدة عن المشكلة. وعندها لم يكن ابني موجوداً في الحديقة. لكن حين حدثت المشكلة استنجد به أبناء خالته، ومن يريد أن يعرف الحقيقة يتصل بالأسرة». تصحيح لم يتحدث أي من مسؤولي شرطة دبي عن صحة المجني عليه في المستشفى، كما روجت الأسرة عبر «بلاك بيري»، لكن ابنة خالته تحدثت عن ذلك للصحيفة. |
وأكد المصدر أن دور شرطة دبي بدأ حين ورد بلاغ عن تعرض المجني عليه (19 عاماً) للاعتداء أمام منزله في منطقة مردف بأسلحة بيضاء، وجاء في البلاغ أن هناك أشخاصاً حاصروا المنزل، وهددوا بإحراقه إذا لم يخرج (ر.ا) إليهم. وحين خرج، اعتدوا عليه، وأحدثوا فيه إصابات بليغة.
وأشار إلى أن أحد أقارب المعتدى عليه، يُدعى (ن) ويبلغ 18 عاماً، أفاد في محضر الشرطة بأن المشكلة بدأت قبل يومين من الواقعة، حين وقع شجار بين الطرفين بوجود المجني عليه أمام باب حديقة مردف مع المتهم الرئيس (س) ومتهم آخر، يُدعى (أ.ح) على خلفية اتهامهم للأخير بسرقة هاتف أحدهم، إذ تطور الأمر إلى اشتباك، وقام ابن خالة المجني عليه (ع) بضرب «س» خلال اعتداء متبادل بين الجميع بما فيهم (ر) نفسه، ومن ثم تدخل شباب آخرين لفض الاعتداء.
وأوضح المصدر أن امرأة كانت قريبة من المشاجرة، أبلغت الشرطة بما حدث في الحديقة، وحين وصلت الدورية كان الطرفان قد انفصلا، وابتعد (ر) وابنا خالته (ع)، و(ن) عن المكان. فيما كان «س» لايزال موجوداً، فقبض عليه للاشتباه فقط، وأحيل إلى جهة مطلوب لديها، وخرج بكفالة، من دون أن يكون لكل هذه الإجراءات علاقة بما حدث في الحديقة، لأن المجني عليه وابني خالته لم يبلغوا عن المشكلة. كما أن المتهم (س) ادعى أنه لم يكن طرفاً في شجار الحديقة، بل كان يحاول فض الخلاف بين الطرفين.
وأكد أن دور شرطة دبي في الواقعة بدأ بعد الاعتداء الذي وقع على (ر) في منزل الأسرة، في نحو الواحدة من صباح الأربعاء الماضي، مضيفاً أن أسرة المجني عليه أفادت بأن المتهمين كانوا يستهدفون ابن خالته (ع) لأنه الذي تشاجر مع المتهم الرئيس (س) البالغ 37 عاماً، لافتين الى أن الأخير أراد الانتقام لكرامته، لأن من ضربه صغيراً عنه.
وقال إن الأسرة ذكرت أن المتهمين قفزوا أعلى السور، وطرقوا الباب، وفتح ابن خالة المجني عليه (ن) لهم، ثم خرج إليهم المعتدى عليه للتفاهم معهم، وسؤالهم عن سبب اقتحام المنزل.
وأكد (ن) للشرطة أنه أغلق باب المنزل، وترك المجني عليه معهم في الخارج. وحينها سمع صراخ ابنة خالته، ثم تدخلت أخته (ع) لافتاً إلى أنه لا يعرف سبب عدم اعتدائهم عليه، أو على أخته، واكتفائهم بالاعتداء على (ر).
وأشار المصدر إلى أن أفراد الأسرة يغيرون أقوالهم بشكل مستمر، وهذا واضح في الرسائل التي بثوها من خلال «بلاك بيري». لكن شرطة دبي لا تعتبر نفسها طرفاً في هذا الجدل، خصوصاً أن أسرة المتهم (س) بثت بدورها على «بلاك بيري» رسائل توجه للمجني عليه اتهامات شخصية.
وتابع أن شرطة دبي أعلنت القبض على ثلاثة أشخاص في الواقعة ولم تتطرق لتفاصيل أخرى، تتعلق بأن المتهم (س) صاحب سوابق، وكذلك المتهمان الآخران اليمنيان، والمجني عليه أيضاً، مؤكداً أن الجميع متورطون في قضايا مختلفة.
وكشف المصدر أن الأسرة ادعت أن المتهمين رشوا وقوداً حول المنزل، وهددوا بإحراقه، فيما أثبتت التحقيقات أن (ر) تلقى فقط رسالة نصية من المتهم الرئيس يهدده فيها بقطع يديه وحرق المنزل، قبل حضورهم إليه، مشيراً إلى عدم رش المنزل بالوقود، إذ انتقل خبير بيولوجي، وتأكد من عدم وجود سوائل حارقة حول المنزل. كما أن الشاهد (ن) نفسه نفى في التحقيقات قيام المتهمين برش الوقود.
وأكد المصدر أن شرطة دبي لم تقصر في إجراءاتها منذ تلقي البلاغ حتى ضبط المتهمين، وإذا كان هناك معتدون آخرون – حسب ادعاءات الأسرة – فسيقبض عليهم، مناشداً الجميع التزام القانون وعدم ترويج شائعات وتبادل التهديدات.
من جانبها، قالت ابنة خالة المعتدى عليه إن شرطة دبي قبضت فعلياً على المتهمين الثلاثة الذين أبلغت عنهم الأسرة، مشيرة إلى أن هناك خمسة ملثمين آخرين لم يتم القبض عليهم ولا تعرف الأسرة أي معلومات عنهم.
يذكر أن خالة المعتدى عليه ذكرت لـ«الإمارات اليوم» في اتصال هاتفي قبل نشر الواقعة الخميس الماضي، أن المعتدين ثمانية، فيما ذكرت شقيقته (ع) أنهم أكثر من ثمانية. وحول سبب عدم إبلاغ الشرطة بواقعة الحديقة التي سبقت الاعتداء، قالت ابنة خالته إن المتهمين لم يهددوا أقاربها في الحديقة، ولكنهم هددوهم أمام المنزل.
وفي ما يتعلق بمطالب الأسرة المتعلقة بالواقعة، قالت «نحن لا نريد شيئاً للمجني عليه، نريد فقط الأمن والأمان ومعاقبة المتهم على جرائمه».
وحول تكذيب الأسرة لما نشرته «الإمارات اليوم» على لسان الشرطة، قالت إن الصحيفة التزمت الحياد منذ البداية، ونقلت الواقعة كما حدثت. لكنها تحفظت على رواية الشرطة فقط.
وقالت إن الطبيب أبلغ الأسرة أمس بأن حالة المعتدى عليه استقرت، لكنها تخشى أن تسوء مستقبلاً، أو يتعرض لإعاقة، فيما علمت «الإمارات اليوم» من المستشفى أن حالة الشاب تحسنت، وأنه من المرجح خروجه من الرعاية الفائقة خلال ساعات.