«المدرسة الإسلامية».. تحسّن في مهارات الأداء.. وضعف في الروضة
أفاد تقرير جهاز الرقابة المدرسية في هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، بأن المدرسة الإسلامية للتربية والتعليم تقدم لطلبتها خدمات تعليم بمستوى جودة مقبول، لافتاً إلى وجود عدد قليل من السمات الجيدة والمتميزة، مرتبطة غالباً بجودة تحصيل الطلبة وتقدمهم الدراسي في مادتي التربية الإسلامية واللغة العربية.
وأشار إلى أن مرحلة الروضة تعد إحدى مواطن الضعف البارزة في المدرسة، على الرغم من تحقيقها تحسيناتٍ في عدد قليل من جوانب عملها الرئيسة، واستطاعت تحسين جودة ترتيبات المحافظة على صحة وسلامة طلبة الحلقة الأولى وتقديم الدعم لهم، وبذلت جهوداً ملموسة في مادة العلوم.
وتفصيلاً، ذكر التقرير أن المدرسة حققت تحسيناتٍ في عدد قليل من جوانب عملها الرئيسة، واستطاعت تحسين جودة ترتيبات المحافظة على صحة وسلامة طلبة الحلقة الأولى وتقديم الدعم لهم، وبذلت المدرسة جهوداً كبيرة في مادة العلوم لتحسين مهارات الأداء العملي لدى الطلبة في معظم المراحل الدراسية.
بطاقة — المدرسة: المدرسة الإسلامية للتربية والتعليم. — المنهاج: وزارة التربية والتعليم. — التقييم: مقبول. — الصفوف: من الروضة حتى الصف العاشر. — الطلبة: 972 طالباً وطالبة. — المواطنون: 397 طالباً وطالبة. نقاط القوة — التحصيل والتقدم الدراسي الذي حققه الطلبة في مادتي التربية الإسلامية واللغة العربية، عالي الجودة، خصوصاً الطلبة الأكبر سناً. — مواقف الطلبة وسلوكياتهم الإيجابية وفهمهم المتطور للإسلام، وكذلك فهمهم الثقافي. — علاقات الشراكة الجيدة التي بنتها المدرسة مع ذوي الطلبة والمجتمع. — التزام المدرسة القوي بقيم الإسلام ودعمها للطلبة المحتاجين، والدور المهم الذي تؤديه في تقديم التدريب المهني للطلبة الأكبر سناً. التوصيات — رفع جودة عملية التعليم والتعلم في جميع المراحل الدراسية، من خلال تعميم أفضل الممارسات المطبقة في المدرسة، ومعاينة نماذج أخرى جيدة مُطبقة في مدارس أخرى. — تحسين جودة المنهاج التعليمي في مرحلة الروضة، والتأكد من زيادة تركيزه على تطوير المهارات والفهم، واستخدام أساليب تدريس تناسب كيفية تعلم الأطفال الصغار. — الاستمرار في تحسين المنهاج التعليمي بحيث يقدم تحديات أفضل وتحفيز أقوى للطلبة حتى يكونوا قادرين على تلبية جميع احتياجاتهم المتفاوتة. ـ إعداد نظم تقييم ذاتي دقيقة تتيح للمدرسة تكوين صورة دقيقة مبنية على أدلة عن جميع جوانب عملها، وتركز بدقة أكبر على عمليات التخطيط للتطوير على تحسين مخرجات التعلم لدى الطلبة. — بناء قدرات الإدارة الوسطى وتعزيز فعاليتها في تحقيق مزيد من التحسينات في المدرسة، لاسيما في مرحلة الروضة. |
وأشار إلى أنه لايزال تحصيل الطلبة وتقدمهم الدراسي في مادة اللغة العربية في تحسن مستمر، خصوصاً الطلبة غير العرب في الحلقة الثانية الذين يتعلمونها كلغة إضافية، كما استفاد أطفال الروضة من الاستخدام المتزايد للغة الإنجليزية، ولايزال فهم الطلبة للإسلام وتقديرهم للثقافة والتقاليد في الدولة في تطور مستمر.
ومن جهة أخرى، كانت جودة عملية التعليم والتعلم متفاوتة بين مختلف المواد والمراحل الدراسية، وفي مرحلة الروضة، أدى استخدام نطاق محدود من استراتيجيات التدريس في مادتي الرياضيات والعلوم إلى إعاقة تقدم الأطفال في هاتين المادتين.
وألمح التقرير إلى أن فريق الرقابة عاين الكثير من حالات التدريس الفعال، لاسيما في مادتي التربية الإسلامية واللغة العربية، كما عاين حالات كثيرة كان المعلمون يستحوذون فيها على فترات طويلة من وقت الحصة في الشرح، وكانت الأنشطة المتاحة لا تقدم للطلبة سوى القليل من التحدي، ونطاق محدود من الفرص لممارسة التعلم المستقل والتعاوني، وكانت هذه الحالات ملحوظة في مرحلة الروضة، إذ لم يتمكن التدريس دائماً من مراعاة أساليب تعلم الأطفال الصغار.
وأضاف أن المنهاج التعليمي ضعيف في مرحلة الروضة، ومقبول في الحلقة الأولى، وتم إثراء المنهاج التعليمي للطلبة الأكبر سناً من خلال توفير نطاق من المواد المهنية للبنين والبنات، وكان الدعم الذي تقدمه المدرسة لطلبتها بمستوى جودة مقبول في جميع المراحل الدراسية.
وأكد أن قيادة المدرسة أظهرت التزاماً قوياً بأخلاقيات المدرسة، وأطلعت مجتمع المدرسة على رؤيتها، ونجحت في الحفاظ على علاقات جيدة مع ذوي الطلبة، ولايزال التخطيط الضعيف لعمليات التطوير والأدوار غير المتطورة لدى بعض أعضاء الإدارة الوسطى يحد من فعالية قيادة المدرسة على تحقيق المزيد من التطوير، مشيراً إلى أن فريق الرقابة لم يلاحظ تغيرات مهمة في دول مجلس الأمناء عن العام الدراسي الماضي، ولاتزال مرافق المدرسة ومصادرها بمستوى جودة مقبول.
التحصيل الدراسي:
وفقاً للتقرير نجح الطلبة في مادة التربية الإسلامية في تحقيق تحصيل دراسي أعلى من التوقعات دائماً، لاسيما الطلبة الأكبر سناً الذين كانت مهاراتهم في تلاوة القرآن الكريم أعلى من المعدل، وفي مادة اللغة العربية للناطقين بها، كانت مهارات الطلبة متطورة على نحو ملائم في جميع جوانب اللغة، لاسيما الطلبة الأكبر سناً، وفي مادة اللغة العربية كلغة إضافية، نجح معظم الطلبة لدى وصولهم إلى الحلقة الثالثة في إتقان اللغة العربية بمستوى قريب من مستوى إتقان زملائهم الناطقين بها.
وأضاف في مادة اللغة الإنجليزية، كانت مهارات الطلبة في التحدث والاستماع الأقوى بين مهاراتهم الأخرى في هذه اللغة، وكان أداء البنات في هذه المادة أفضل من أداء البنين، وكانت مهارات الطلبة في القراءة تتفق مع التوقعات المنتظرة منهم، إلا أن قدراتهم كانت أقل تطوراً في الكتابة الموسعة بالاعتماد على أنفسهم.
ولاحظ التقرير أنه في مادة الرياضيات، تمكن معظم أطفال الروضة من معرفة الأشكال الهندسية الأساسية والأعداد، وفي بقية المراحل الدراسية أظهر الطلبة معرفة وفهماً مقبولين بالمفاهيم الرياضية الرئيسة، إلا أن مهاراتهم كانت محدودة في حل المسائل اللفظية واستخدام الاستراتيجيات الذهنية.
وأوضح أنه في مادة العلوم، كان بوسع أطفال الروضة تمييز الحيوانات والنباتات وأعضاء جسم الإنسان، لكنهم لم يبدؤوا بالاستقصاء عن الظواهر العلمية بالاعتماد على أنفسهم، أما في بقية المراحل الدراسية فكان التحصيل الدراسي لدى معظم الطلبة متوافقاً مع التوقعات المنتظرة منهم في مهارات الملاحظة والتمييز وفي المهارات الأساسية، إلا أن مهارات الاستعلام العلمي كانت أضعف على نحو ملحوظ لدى الطلبة في جميع المراحل الدراسية.
وذكر أن أطفال الروضة نجحوا في تحسين مهاراتهم على نحو متزايد في مهارات الاستماع والتحدث وفي تمييز الحروف وكتابتها، وفي مادة الرياضيات، استطاع معظم طلبة الصفوف الدراسية من الأول إلى العاشر تحقيق تقدم متزايد في المعرفة والمهارات الرياضية، إلا أن تطورهم كان أقل في مهارات حل المشكلات، وكان تقدم أطفال الروضة أقل في استيعاب المفاهيم.
التطور الشخصي:
وقال التقرير إن المواقف والسلوك لدى أطفال الروضة بمستوى جودة مقبول، إذ لم يدركوا في كثير من الأحيان الحاجة إلى انتظار دورهم للإجابة عن السؤال أو أثناء أنشطة اللعب الجماعي، أما في بقية المراحل الدراسية فقد اتسم الطلبة بمواقف إيجابية إزاء زملائهم ومدرستهم وإزاء اتباع أنماط الحياة الصحية، وتصرفوا بسلوكيات متزنة إجمالاً عندما لا يتم تطبيق إشراف عليهم، وأظهروا فهماً عالي الجودة للإسلام ودوره الإيجابي في مجتمع دبي المعاصر والعالم، ونجحوا في تطوير فهم متميز للثقافة والتقاليد المحلية في الدولة، وأعربوا عن تقديرهم لطابع مجتمع دبي متعدد الثقافات، وكان الوعي المدني والفهم الاقتصادي والبيئي بمستوى جودة مقبول لدى أطفال الروضة، لكنه كان أفضل بكثير لدى طلبة المراحل الدراسية الأخرى، وأظهر أطفال الروضة فهماً ملائماً لمسؤولياتهم مثل مسؤوليتهم في المحافظة على نظافة غرف فصولهم الدراسية، كما أظهر الطلبة الأكبر سناً فهماً واضحاً لمسيرة التطور السريع التي حققتها دبي، وطور معظم الطلبة فهماً جيداً للقضايا البيئية الرئيسة، وكان بوسعهم شرح أثر التطورات الأخيرة في البيئة في دبي، وكانوا يعتبرون المحافظة على البيئة واجباً يحض عليه الإسلام، لكن في المقابل لم تتوافر لهم فرص كافية للمشاركة في أنشطة بيئية سواء داخل المدرسة أو خارجها.
التعليم والتعلم:
وأشار التقرير إلى أن التدريس فعال بمستوى جودة غير مقبول في مرحلة الروضة، وبمستوى جودة مقبول في بقية المراحل الدراسية. وكان لدى معظم المعلمين معرفة ملائمة بموادهم الدراسية، ونجحوا في بناء علاقات جيدة مع طلبتهم، وكان بوسعهم تشارك معارفهم بفعالية مع طلبتهم، ونجح معظمهم في جذب انتباه الطلبة وحثهم على المشاركة. ولاحظ فريق الرقابة في مرحلة الروضة أن الحصص الدراسية لم تكن ملائمة دائماً لتلبية احتياجات التعلم لدى الأطفال، وكان التخطيط للأنشطة العملية قليلا، أما في بقية المراحل الدراسية فكانت اغلب الحصص الدراسية تعتمد على الكتب المدرسية كمصدر رئيس للمحتوى، رغم محاولة معظم المعلمين تقديم أنشطة إضافية، لإضافة التنوع والتشويق إلى أساليب تدريسهم. واتسمت الحصص الدراسية الأقل نجاحاً بميل المعلمين إلى استهلاك معظم وقت الحصة في الشرح، وكانت توقعاتهم متدنية من طلبتهم.
وعاين فريق الرقابة في الحصص الدراسية الأفضل إتاحة الفرص للطلبة لمناقشة إجاباتهم وتبادل الأفكار والعمل باستقلالية وبالتعاون في ما بينهم. وعلى الرغم من أن المعلمين كانوا على معرفة ملائمة بطلبتهم، إلا أن الكثير من الحصص الدراسية كانت انشطتها في مستوى الطلبة ذوي القدرات المتوسطة، ولم تقدم مستويات تحدي كافية للطلبة الأعلى قدرة.
ولفت التقرير إلى أن التعلم التعاوني شائع في الحصص الدراسية، إذ كان الطلبة يساعدون بعضهم بعضاً على أداء المهام، وكانوا يتبادلون الأفكار في ما بينهم، ولكن لم يحظ الطلبة سوى بعدد قليل من الفرص لتعزيز فهمهم بأهمية التعاون على إنجاز هدف مشترك.
المنهاج التعليمي:
وأفاد التقرير بأن المنهاج التعليمي ارتكز على أساس منطقي واضح، واتسم بالاتساع والتوازن، باستثناء مرحلة الروضة، حيث كان نطاق المنهاج التعليمي فيها ضيقاً ومحدود الخيارات. وتم في الحلقات الدراسية من الأولى إلى الثالث التخطيط بدقة لتوفير الاستمرارية والتقدم في التعلم.
وأكد أن المدرسة طبقت ترتيبات مقبولة لانتقال الطلبة بين المراحل الدراسية، باستثناء ترتيبات انتقال الأطفال من مرحلة الروضة إلى الحلقة الأولى، إذ لم يتم دائماً تحضير الأطفال الصغار لمتطلبات الصف الأول على نحو ملائم.
وخضع المنهاج التعليمي في الحلقات من الأولى إلى الثالثة إلى مراجعة بهدف إضافة المزيد من مهام الأداء العملي في مادة العلوم والرحلات التعليمية الميدانية إلى أماكن محلية مهمة، ما أسهم في تعزيز مستوى مشاركة الطلبة وتحسين فهمهم.
وفي مرحلة الروضة، أدت المراجعة لأنشطة اللغة الإنجليزية إلى تحسين مهارات الأطفال في هذه اللغة، في حين لم يؤكد المنهاج التعليمي في بقية المواد الدراسية لاسيما الرياضيات والعلوم على توفير خبرات تعلم ملائمة لأعمار الأطفال من خلال أنشطة اللعب التي تتيح للطلبة الاستكشاف والاختيار والتحدي.
وأشار فريق الرقابة إلى أن المنهاج التعليمي في جميع المراحل الدراسية لم يحظ سوى بعدد محدود من التعديلات الناجحة التي تهدف إلى تلبية احتياجات الطلبة الأقل والأعلى قدرة، وكانت فرص تطوير مهارات الطلبة في التفكير الناقد غير متطورة، إلا أن الطلبة الأكبر سناً بدؤوا بتطوير مهاراتهم في البحث.
وحظي المنهاج التعليمي بإثراء ملائم من خلال إضافة مجموعة متنوعة من المواد المهنية مثل الخياطة والتمريض والتدبير المنزلي والالكترونيات، حيث ساعدت هذه المواد على تحضير الطلبة لدخول سوق العمل، وعلى نحو مشابه، نجحت حصص التلاوة اليومية في مادة التربية الإسلامية في مساعدة الطلبة على تحقيق مستوى تحصيل وتقدم عالٍ في هذا الجانب.