محمد بن زايد: «أم الشـهيد» معلمة الرجال.. وصانعــة الأبطال.. وملهمة الأجيال

محمد بن زايد: «أم الشـهيد» معلمة الرجال.. وصانعــة الأبطال.. وملهمة الأجيال

قسم: اخبار العالم محمد بن زايد: «أم الشـهيد» معلمة الرجال.. وصانعــة الأبطال.. وملهمة الأجيال » بواسطة adams - 23 نوفمبر 2024

بعث صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رسالة نصية، عبر صحفة سموه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، إلى أمهات الشهداء بمناسبة «يوم الأم»، أعرب فيها عن اعتزازه وفخره بمواقفهن الوطنية العظيمة.

والدة شهيد وجدة شهيد

بدأت أم الشهيد خليفة اليماحي، عائشة الحفيتي، من إمارة الفجيرة، بالقول: «لايزال قادتنا يتذكرون بطولات أبنائهم الأوفياء، فكيف لي أن أنسى ذلك اليوم الذي تشرفت فيه بنبأ استشهاد ابني، بعد أن كان مصاباً، إثر هجوم غادر على جنودنا البواسل في جمهورية اليمن الشقيقة»، مشيرةً إلى أنها لم تذرف الدموع إلا فرحاً بما قد وهبها الله من نعمة استشهاد ابنها، ولم تكن تتصور في يوم أن تكون والدة شهيد.

ولفتت إلى أنها «والدة الشهيد خليفة اليماحي، وجدة الشهيد راشد اليماحي، اللذين كانا ملازمين لبعضهما في حياتهما، ودفنا في الوقت نفسه، وبجوار بعضهما»، متابعة: «على الرغم من اشتياقنا لهما، إلا أننا نحمد الله على نيلهما الشهادة، فطيب أخلاقهما جعلهما يستحقان الشهادة، فكانا يجدان نفسيهما في خدمة الدولة، ولم يترددا لحظة في تلبية نداء الواجب». وأكدت أن «أبنائها لايزالون مرابطين بين جنودنا البواسل، ولا تكترث إن استشهد آخر منهم، فالوطن أغلى بكثير من دمائنا ودماء أبنائنا». متابعة: «أفخر بأن قدمت لوطني فلذات كبدي»..


كل أيام السنة  عيد للأم

أشارت أم الشهيد طارق الشحي إلى أن «الحب والمودة والكرم كانت من صفات الشهيد طارق، وأن كل أيام السنة كانت بالنسبة له عيداً للأم، حيث كان دائماً يأتي إلى المنزل حاملاً بيده هدية ثمينة لي»، وتابعت أنه كان يقدم الذهب والورود والأقمشة الثمينة هدايا في كل المناسبات. وأوضحت أن هدايا الشهيد طارق أصبحت معروضة في كل أنحاء المنزل، لتذكرني بذكرياته الجميلة في عيد الأم، وفي كل المناسبات الوطنية والدينية، مشيرة إلى أن «هدية الشهيد لها ذكرى في قلبي، حيث كان الشهيد محباً للجميع، وكان دائماً ما يأتي بالهدايا لأفراد أسرته في جميع المناسبات».

وقال سموه: «ونحن نحتفي بالأم يزداد فخرنا واعتزازنا بـ(أم الشهيد)، معلمة الرجال، وصانعة الأبطال، وملهمة الأجيال»، مؤكداً سموه أن «مواقفها ستظل تطوّق أعناقنا، نستمد منها القيم الوطنية الأصيلة لنغرسها في أجيالنا المقبلة»، مختتماً سموه رسالته بقوله: «لنا الشرف أن نكون جميعاً أبناءك المخلصين».

إلى ذلك، تسترجع أمهات الشهداء في «يوم الأم»، الموافق اليوم 21 مارس من كل عام، ذكريات أبنائهن الشهداء من جنودنا البواسل، الذين قدموا أرواحهم فداءً للحق ونصرةً للمظلوم، مقدمين لأمهاتهم لقب «أم الشهيد» كأثمن الهدايا التي تروي قصص كفاح وعزيمة ضد أعداء السلام والإنسانية.

وأكدن لـ«الإمارات اليوم»: «إننا لا نملك أغلى من أرواح أبنائنا الشهداء لنقدمها في سبيل إماراتنا التي تستحق أن تُبذل الأرواح الغالية فداءً لترابها»، منوهات إلى أنهن يفتقدن أبناءهن الشهداء في «يوم الأم»، معتبرات أن هداياهم في هذه المناسبة ستبقى ذكرى خالدة، كما أكدن أن «لقب (أم الشهيد) وسام شرف، نفاخر به أينما كنا».

وتفصيلاً، قالت أم الشهيد العقيد الركن سلطان محمد علي بن هويدن الكتبي، الذي استشهد وهو يدافع عن الشرعية والحق ضمن صفوف قوات التحالف العربي، المشاركة في تحرير اليمن الشقيق، إنها «تلقت خبر استشهاد ابنها في بادئ الأمر بذهول ورغبة في داخلها بعدم التصديق، إلا أن ما خفف عنها هول الصدمة هو استشهاده أثناء دفاعه عن الحق، تحت علم الإمارات، فقاتل ببسالة وشجاعة من أجل أن يبقى هذا العلم عالياً، وقدّم روحه فداءً للوطن وقيادته».

وأشارت: «يكفيني فخراً وعزة أن ابني، قبل استشهاده، وأثناء قيادته للقوات الإماراتية البرية على أرض اليمن، وبفضل الله، ثم بمعاونة الجنود البواسل، تمكن من ردّ أطماع المعتدين، إذ كان يضع روحه على كفه فداء للواجب، وكان يردد دائماً (نحن فداء للوطن الغالي نفدي شيوخنا وبلادنا بأرواحنا)».

وأضافت: «عزائي الوحيد أنني أحسنت إعداد رجل قدم روحه فداءً لوطنٍ كالإمارات الذي يستحق أن يبذل في سبيله الغالي والنفيس، فنحن كأمهات لا نملك أغلى من أرواح أبنائنا الشهداء، نقدمها في سبيل إماراتنا التي تستحق أن تبذل الأرواح الغالية فداءً لترابها».

وأشارت إلى أن «لقب (أم الشهيد) هو أثمن هدية أهداها لي ابني (سلطان)، وسأظل ما حييت أفخر بابني الشهيد الذي ضحى بروحه ليدوم عز الوطن، ولينعم أبناؤه، رجالاً ونساءً وشيوخاً وأطفالاً، بالاستقرار والرفعة»، وقالت إن «وقوف القيادة إلى جانب أسر الشهداء خفف عنهم مصابهم الجلل، وجعل نفوسهم تمتلئ بالفخر والعزة بما قدمه أبناؤهم».

وأكدت: «أنا فخورة كل الفخر بولدي الذي سيظل في ذاكرتي مدى الحياة، ولن أنساه لحظة واحدة، وسيظل مثالاً وقدوة لأخوته وأبنائه على مدى الأيام والسنين»، مؤكدة فخرها واعتزازها بتكريم (أم الإمارات) الشيخة فاطمة بنت مبارك لها.

من جانبها، أفادت والدة الشهيد خالد غريب علي البلوشي، أن لقب «أم الشهيد» أثمن هدية تلقتها في حياتها، وقالت إنها لم تستوعب حقيقة فقدان ابنها حين علمت باستشهاده، إلا أنها شعرت بالفخر والسمو بعد ذلك، الذي خفف عنها حزن الفراق، وجعلها تطلق «الزغاريد» احتفالاً بنيل ابنها شرف الشهادة في سبيل الوطن الغالي.

وأشارت: «بعد أن ووري جثمان ابني الشهيد الثرى، أحضر لي أخوه الأكبر (أحمد) علم الدولة، فأخذته بين يديّ، واستنشقت رائحته بعمق، ثم رفعت كفيّ للسماء فرِحةً مستبشرةً شاكرةً الله تعالى على منحه ابني (خالد) شرف الشهادة، وحرصت على التوشح بعلم الدولة طوال أيام العزاء»، مؤكدة فخرها واعتزازها بابنها الشهيد، الذي أهداها لقب «أم الشهيد» الذي تعتبره وسام شرف، تفاخر به أينما كانت.

وقالت: «لديّ ثمانية أبناء وبنات، اثنان منهم يعملون في السلك العسكري، وبعد استشهاد (خالد) زادني الأمر إصراراً على متابعتهم لأداء مهامهم تجاه وطنهم، إذ شجعت ابني (صالح) بعد استشهاد (خالد) بأسبوع على التوجه للمشاركة في عملية (إعادة الأمل)».

ولفتت: «آخر اتصال وردني من الشهيد كان قبل استشهاده بيوم واحد، إذ تحدث معي، واطمأن على حالتي الصحية، وكان متفائلاً، وأخبرنا بأنه سيرجع قريباً، وعلى الرغم من أن نبرات صوته لاتزال تسكن أذني، وطيفه يستوطن روحي، إلا أنني سعيدة، لأن الله منحه شرف الشهادة في سبيل وطنه، وإعلاء راية الحق المبين».

وقالت أم الشهيد عبدالله البايض الشميلي، غماشة أحمد سعيد المقدحي، إن الشهيد كان يعتبر جميع أيام السنة «يوماً للأم»، وكان دائماً ما يأتي لها بالهدايا من الذهب والألبسة التقليدية والساعات الثمينة.

وأوضحت أن الشهيد كان يجلس عندها طوال «يوم الأم»، ولا يفارقها، ويمازحها، ويحدثها عن أصدقائه، وكان يهدي شقيقاته في «يوم الأم» أفضل الهدايا وأغلاها قيمة.

ولفتت إلى أنها تفتقد الشهيد عبدالله في «يوم الأم»، لأنه كان أول من يدخل المنزل عليها، ويقبلها، ويعطيها هديتها، موضحة أن الشهيد كان محبوباً وسط قبيلته، وأفراد أسرته، وكان كريماً وكثير العطايا لأسرته.

من جهتها، أشارت أم الشهيد علي الشحي، إلى أن «(يوم الأم) كان مختلفاً عند الشهيد علي، إذ كان أول من يأتي إلى المنزل، ومعه هدية الأم، التي تكون مختلفة عن أي هدية يقدمها لي في مختلف الأيام».

وأضافت أن «هدايا الشهيد كانت مختلفة عن هدايا جميع أشقائه، وكانت هدايا من أحب وأجمل الهدايا على قلبي، وأن مرور (يوم الأم) هذا العام من دون الشهيد علي يختلف عن السنوات الماضية»، مشيرة إلى أنها تستذكر الشهيد بإحضار هداياه التي قدمها قبل استشهاده، لتكون ذكرى خالدة في كل مناسبة.

فيما قالت والدة الشهيد زكريا الزعابي من مدينة كلباء: «من المعيب أن تحزن والدة الشهيد على وفاة ابنها وهو يدافع عن الحق والإنسانية، إنما لابد أن تبكي فرحاً على المكانة التي وهبها الله له ولها». وقد تبع ابنها الشهيد، زكريا سليمان الزعابي، كوكبة من جنودنا البواسل المشاركين في عملية «إعادة الأمل» مع قوات التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية، للوقوف مع الشرعية في اليمن، مشيرةً إلى أن «ابنها الأكبر لايزال يقف بين جنودنا البواسل في جمهورية اليمن الشقيقة، وأنها لن تتخاذل في أن تقدم أبناءها جميعهم فداءً للوطن».

وأشارت إلى أن أمهات الشهداء مختلفات عن الأخريات، فهن لديهن الصبر العظيم، والقوة والثبات، مؤكدةً أن أسر الشهداء مكرمة بالفخر والاعتزاز، ولديها وسام يميزها عن الأسر الأخرى ويتوجها. ولفتت الزعابي إلى أن وصية زوجها لم تكن إلا أن أربي ابني زكريا على حب الوطن والوفاء والإخلاص.

وروت لحظة استقبالها لخبر استشهاد ابنها قائلة: «جاءني ابني يبشرني باستشهاد زكريا، فلم أستطع استيعاب النبأ الكبير إلا حين وجدت جثمانه الطاهر أمامي موشحاً بعلم دولتنا الغالية، فابني اليوم مكفن بالعلم، وسيكرمه الله بإذنه بجنة خير مما نحن عليه اليوم، وبأهلٍ خيراً من أهله».

وتابعت: «كنت دائماً أفتخر به بين أقرانه الـ15، فقد كان باراً مطيعاً وملازماً لي، وابنه (عبيد) سنحفظه بأعيننا، ونجعله يقتدي بوالده الشهيد».

من جانبها، سطرت والدة الشهيد راشد اليماحي أغلى معاني الوفاء والصبر، فعلى الرغم من أنها تعاني مرض الكلى، وتجري عمليات غسيل كلى أربع مرات أسبوعياً، إلا أن من يشاهدها وهي تتحدث عن بطولة ابنها يستشعر مدى قوتها وتماسكها وفخرها ببطولة ابنها.

فقد فقدت والد الشهيد راشد اليماحي شقيقها وابنها في اليوم نفسه، ولم تكن إلا صابرة محتسبة، لافتةً إلى أن ابنها (راشد) هو الثامن بين أشقائه الـ10، وقد فقد والده وهو طفل صغير، وعلى الرغم من ذلك كان يمتلك حس الدعابة، ويعمل جاهداً على تحمل مسؤوليات المنزل.

وأكدت: «مكانة الشهيد محفوظة في قلب والديه وإخوته، وما زاد من صبري هو أن مكانه محفوظ أيضاً في الدولة، وتذكره القيادة في كل الاحتفالات»، مضيفة: «لا يمر يوم دون أن أتذكره وأتذكر صوته عندما يدخل المنزل بعد عودته من عمله، لكن الله اختاره، ولا اعتراض على حكمه».

وذكرت أن «عزاءنا أنه رحل في ساحة المعركة، وهو جندي شجاع يدافع عن الحق والإنسانية، ويدفع الظلم عن الضعفاء، ولم يكن ابني إلا صاحب سيرة عطرة، فقد أثبت استشهاده وفاءه وإخلاصه لوطنه، ولم يتركنا قادتنا إلا وأكرمونا في كل مناسبة، ولم ينسوا أبناءهم الأوفياء».

مانشيتات قد يهمك