زايد زعيم عربي وهبه الله فن القيادة
تحمل شخصية المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، صفات ومآثر كثيرة، وتظل الصفة الأبرز أنه زعيم عربي وهبه الله فن القيادة، ينتمي إلى الصحراء التي تربى وعاش طفولته وشبابه فيها، ومنها اكتسب ملامح شخصيته التي صقلتها التجارب والمواقف العديدة التي مرّ بها، واستلهم كثيراً من قدرته السياسية من درايته بالتاريخ والتراث، خصوصاً تاريخ حكام آل نهيان الذين سبقوه، وتأثر بسيرهم ومآثرهم، وما كانوا يحملونه من شجاعة وكرم وحكمة.
واحات خضراء استعرض المدير السابق للأرشيف الوطني، الدكتور محمد مرسي عبدالله، مظاهر حب زايد لصحراء بلاده، وكيف أراد أن يقهر هذه الصحراء بحبه لها، فأنشأ على طول طريق أبوظبي – العين واحات خضراء ومدناً، كما في العين والرويس، وبنى في جزيرة صير بني ياس مركزاً للمحافظة على البيئة بنباتاتها وحيواناتها وطيورها. |
كانت نشأة الشيخ زايد وطفولته وشبابه في البادية، بين الختم وليوا والظفرة، حيث لم تكن هناك مدارس ولا جامعات، فكانت البادية هي المدرسة الأولى له، والجامعة التي تعلم من علومها وأخلاقها وتاريخها الطويل وتراثها الغني، فتعلم هناك مبادئ القرآن، وحفظ الشعر والأدب، وعرف أخبار الأوائل وتاريخهم، وكذلك أخبار المعاصرين له.
واكتسب الشيخ زايد حكمة جعلته قادراً على التوفيق بين المتنازعين، وأهله ذلك للنجاح حينما تسلم أمور العين والمنطقة الشرقية، وأصبحت هذه الهبة في شخصيته صفة بارزة حينما ظهر على مسرح الأحداث في العالم العربي، وقام بالتوفيق بين البلدان العربية أو الفئات المتنازعة فيها، وتعلم من الصحراء وقبائلها مبدأ الشورى، والاستماع إلى رأي الآخرين، وتقدير وجهة نظر أهل الحكمة والمشورة.
ورصد المدير السابق للأرشيف الوطني، الدكتور محمد مرسي عبدالله، في كتابه «زايد ابن الصحراء صانع الحضارة»، الصادر عن الأرشيف الوطني، العلاقة القوية بين الشيخ زايد، والصحراء، وأثرها في حياة الشيخ زايد ومواهبه وثقافته وإنجازاته.
وقال: «يعد الشيخ زايد الابن الصادق للصحراء وباديتها، فيها ترعرع، وعلى رباها نشأ، فكانت هي مدرسته وجامعته بعلومها وفنونها، وأخلاقها وتقاليدها، وتراثها وإعدادها للرجال الأقوياء».
وأوضح أن شخصية زايد اجتمعت فيها الخصال الحميدة، ووهبه الله فن القيادة، ورفع له ذكره بين الناس، وقد نبعت موهبة القيادة عند الشيخ زايد من حبه للناس، ومن إحساسه الأبوي تجاه الشعب، وهذا ما جعل الناس يلتفون حوله، وتؤكد الإحصاءات أن عدد سكان أبوظبي عام 1966 بلغ 22 ألف نسمة، وقفز العدد إلى 46 ألف نسمة عام 1968 إذ عاد كثير من أبناء الإمارة الذين هاجروا بحثاً عن العلم والرزق إلى وطنهم الذي بناه زايد، وزينه بالمساحات الخضراء المليئة بالأشجار والأزهار والنخيل، واكتملت فيه الخدمات والمرافق، كالمدارس والمستشفيات، والحدائق والملاعب، والمسارح والنهضة الثقافية.
لمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط.