حل مشكلة الأمطار بشبكة صرف صحي حديثـة
اقترح استشاريون ومقاولون في شركات عاملة في الدولة إنشاء شبكات جديدة لتصريف المياه، ولاسيما في المدن التي تواجه مشكلات سنوية ناجمة عن تساقط الامطار، على الرغم من تكلفتها المرتفعة، في الوقت الذي أعلنت بلديات دبي والشارقة ورأس الخيمة عن مشروعات جديدة لحل المشكلة جذرياً.
ودعا مهندسون بلدية الشارقة إلى تركيز الإنفاق في مشروعات البنية التحتية، والاعتماد على شركات خاصة لديها الخبرة، مع البدء في توسيع نقاط الصرف الحالية، وتنظيفها دورياً، ودراسة ميلان الطرق، لتوجيه المياه بشكل يخفف الضرر على مستخدمي الطريق.
كما اقترحوا فتح طرق جديدة واسعة بحارات عدة، ومسارب قادرة على استيعاب حجم حركة السير الكثيفة والمستمرة، وزيادة المداخل بين الشارقة ودبي، وفتح طريق الممزر، وتوسعة الطرق الداخلية وصيانتها دورياً، إلى جانب إزالة المناطق الصناعية من موقعها الحالي إلى مواقع أخرى.
مليارا درهم لمشروعات الصرف الصحي في الشارقةاعتمد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، 600 مليون درهم لاستكمال شبكة تصريف مياه الأمطار في الإمارة، إضافة إلى ملياري درهم لمشروعات الصرف الصحي في الإمارة والبلديات التابعة لها، وذلك للعام الجاري. وأعلن مدير عام بلدية الشارقة المهندس سلطان المعلا، أن لدى مخطط لتنفيذ شبكة لتصريف الأمطار، من خلال تقسيم الشارقة إلى ثلاثة أقسام»، لكنه لم يشر إلا إلى القسم الاول الذي ستبدأ البلدية تنفيذه خلال العام الجاري، ويستغرق ثلاث سنوات، ويشمل ثلاث مناطق سكنية، هي: السويحات والرمثاء وشارع الذيد. ولفت المعلا إلى وجود عملية تطوير لمشروعات الطرق بالتنسيق مع دائرة الأشغال العامة في الشارقة، تتضمن توفير حل جذري ونهائي لمشكلات تجمع مياه الأمطار. وتابع: «لدينا نظام تصريف جزئي لمياه الأمطار، ونسعى إلى العمل على توفير نظام تصريف شامل يضمن لنا عدم تكرار المشكلة»، مؤكداً أن «البلدية تبذل جهوداً كبيرة لمواجهة آثار الظروف الجوية التي سادت الاسبوع الماضي، وما نتج عنها من أمطار غزيرة أدت إلى تجمعات للمياه في عدد كبير من المناطق في الشارقة».
|
وذهب أحد المهندسين إلى ضرورة التعامل مع الشارقة ودبي باعتبارهما مدينة واحدة، وفتح طرق جديدة تتناسب مع الطرق الموجودة في دبي، وإعادة تأهيل شبكة الصرف الصحي.
وتفصيلاً، قال رئيس وصاحب شركة الدرويش للمقاولات العامة حمد جاسم فخرو، إن من الأولويات إعادة النظر في سياسات الإنفاق على البنية التحتية والاهتمام بتنظيمها، تلافياً لتفاقم المشكلة بشكل أكبر مما هي عليه. وأكد ضرورة الشراكة مع القطاع الخاص وإقناع شركات كبرى بتمويل مشروع لصرف مياه الأمطار مقابل ضمانات من الحكومة بتسديد النفقات على فترات طويلة الامد.
وأشار فخرو إلى وجود شركات متخصصة قادرة على تنفيذ حلول مستدامة، لكن ذلك يتطلب من الحكومة دعم التمويل الشخصي والعام طويل الامد بضمانات تدفع الشركات للإنفاق في هذا المجال.
ورأى مدير قسم التمديدات الصحية في شركة الحمد للمقاولات جورج سليم، أن الحل السريع يكمن في توسيع نقاط الصرف الموجودة والاهتمام بصيانتها وتنظيفها دورياً بسبب انغلاقها المتكرر بفعل تجمع الأوساخ، إضافة إلى دراسة ميلان الطرق وتحويلها إلى جهات أقل ضرراً بالنسبة للسكان وحركة السير، ووضع خطة متكاملة للصرف في المناطق الجديدة ومداخل إمارة الشارقة الرئيسة.
وأوضح سليم أن نقاط الصرف الموجودة في معظم شوارع الإمارة تغلق بفعل تراكم الأوساخ في المصافي التي تغطيها، على الرغم من الصيانة المتكررة، إلا أن زيادة الاهتمام بها وتوسعتها، وزيادة دورات التنظيف خصوصاً مع توقع هطول الأمطار من شأنه تخفيف حدة الأزمة التي يسببها تجمع المياه.
وأشار إلى ضرورة الاعتناء بميلان الطرق، خصوصاً المنخفضة منها، لتتجمع المياه في جوانب أقل تأثيراً من الشارع بدل تجمعها عند مداخل الجسور.
وأكد أن جميع تلك الحلول مؤقتة، ولا تغني عن شبكة صرف لمياه الأمطار، مشيرا إلى ضرورة البدء بإنشاء هذه الشبكة ضمن المناطق الجديدة لعدم تكرار الأزمة.
وقال مدير شركة (ان.اي-بي) للاستشارات الهندسية جميل جاد الله، إن حل الأزمة يتلخص في إنشاء شبكة صرف لمياه الأمطار في الشارقة، لافتاً إلى أنها تحتاج الى مدة زمنية طويلة لتنفيذها، ونفقات مرتفعة بسبب اتساع مساحة الشارقة، إضافة إلى ما يتطلبه المشروع من حفريات في الطرقات وتحويل مسار السيارات، ما قد يزيد حالة الزحام المروري لفترة طويلة من الزمن.
ورأى إمكان التصدي لتجمع المياه في أيام المطر القليلة بالاستعداد الحقيقي وتوفير العنصر البشري والمعدات، كسيارات شفط المياه وعمال تنظيف نقاط الصرف، قبل هطول المطر وخلاله، بما يمنع تجمع المياه، وهو أمر ممكن من خلال توافر المعدات وعدد كبير من العاملين المستنفرين خلال الأزمة، لأن الدخول في مشروع صرف مياه الامطار يستغرق سنوات ويحتاج الى تكاليف ومعدات ودراسات كثيرة.
وأشار المستشار في شركة خطيب وعلمي للاستشارات الهندسية محمد فاخرة، إلى أن تصميم المدن بشكل عام سبب أساسي في تجمعات المياه، إضافة إلى عوامل تغير المناخ غير المتوقعة، مبيناً أن الحلول الهندسية اليوم تغطي مختلف متطلبات المدن، مع ضرورة تقييم طبيعة الحالة والكميات المتوقعة مستقبلاً.
ورأى مدير عام شركة عمون للمقاولات الفنية المهندس جميل الخطيب، أن حل مشكلة المياه والأمطار في الشارقة يكمن في كثير من المحاور، أهمها شبكة الصرف الصحي والعمل على فتح طرق جديدة واسعة بحارات ومسارب قادرة على استيعاب حجم حركة السير الكثيفة والمستمرة، وزيادة المداخل بين الشارقة ودبي، وفتح طريق الممزر، لافتاً إلى أن طرقات وشوارع الشارقة عموماً ضيقة، وذات عدد محدود من المسارب، ما يتطلب العمل على زيادتها والتأكيد على أهمية الصيانة الدورية الفعالة للطرقات.
وأيده مدير عام شركة الكرمل للمقاولات المهندس حسين الضميري، الذي لفت الى ضرورة نقل المناطق الصناعية من موقعها الحالي إلى مواقع أخرى، كالصجعة، والمناطق القريبة من الذيد، إذ إن «هناك مساحات كبيرة قادرة على استيعاب المناطق الصناعية التي ستتحول إلى مناطق جاذبة، مع الأخذ في الاعتبار ضرورة أن تكون بمواصفات فنية وتقنية وهندسية عالية، وطرقات حديثة وبنية تحتية قادرة على تحمل الأمطار والحركة المرورية من دون عقبات».
وتابع أن «المناطق الصناعية في مواقعها الحالية كانت في البدايات بعيدة عن المناطق السكنية للمدينة، لكنها اليوم أصبحت في قلب المدينة، ولا تبعد عن شارع الوحدة الذي يعد شارعاً رئيساً مهماً في الشارقة إلا بضعة أمتار، في حين يعاد استثمار هذه المنطقة من جديد كمناطق سكنية بعد إعادة تنظيمها وتأهيلها وتزويدها بكل ما يلزم من خدمات وأدوات وشبكة صرف صحي فعالة.
وفضل التعامل مع الشارقة ودبي كمدينة واحدة، وفتح طرق جديدة تتناسب مع الطرق الموجودة في دبي، وإعادة تأهيل شبكة الصرف الصحي.
إلى ذلك، أكد مدير إدارة شبكة الصرف الصحي والري رئيس لجنة الاشراف على تصريف مياه الامطار في بلدية دبي المهندس عبدالمجيد السيفائي، اعتزام البلدية البدء قريباً في مشروع ربط منطقة القوز بشبكة الصرف الصحي. وعزا التأخر في تصريف المياه من المنطقة الى ارتفاع منسوب مياه البحر، ما يتطلب ضخ المياه المسحوبة الى مسافة بعيدة.
وأعلن مدير عام بلدية الشارقة المهندس سلطان المعلا، أن لدى البلدية أفكارا متطورة لحل مشكلة تجمع مياه الأمطار، تعمل على تنفيذها في الفترة الراهنة، خصوصاً في شارعي الذيد والإمارات.
أما في رأس الخيمة التي ظهرت فيها المشكلة أيضاً، فقال رئيس قسم العمليات في دائرة الأشغال والخدمات العامة كرم البلوشي، إن «الدائرة وضعت مخططاً بالتعاون مع إحدى الشركات الاستشارية لإنشاء وتوسعة شبكات صرف صحي في مدينة رأس الخيمة الجديدة، مضيفاً أنه سيتم البدء في تنفيذ المشروع بعد الانتهاء من دراسة المخطط».
وأوضح أن المشروع سيقضي على مشكلة تجمع مياه الأمطار في الشوارع والمناطق السكنية في حال سقطت الأمطار بغزارة.