5 أسباب وراء تأجيل الأزواج الجدد الإنجاب
حذر استشاريون أسريون من انتشار أفكار اعتبروها غربية بين المتزوجين حديثاً، تتعلق بتأجيل الإنجاب في السنوات الثلاث الأولى، وضرورة تغيير فكرة أن الأسرة المثالية تتكون من طفل أو طفلين فقط، والعمل على تشجيع الشباب على زيادة النسل، فيما فرضت القضية نفسها على المنتديات الاجتماعية وموقعي التواصل الاجتماعي «فيس بوك» و«تويتر»، خصوصاً بعد نشر إحصاءات تفيد بتراجع معدل خصوبة المرأة الإماراتية من 5.4 أطفال إلى 2.3 طفل في مرحلة الخصوبة، وفقاً لهيئة الصحة في دبي، ووجود واحد من كل ستة أزواج في الدولة يعاني مشكلات في الإخصاب، وفق احصاءات مركز «هيلث بلاس» للإخصاب.
وأكدت النقاشات التي حفلت بها الصفحات الاجتماعية والمنتديات النسائية على شبكة الإنترنت وجود خمسة أسباب مختلفة تدفع بعض الأزواج الجدد إلى تأجيل موضوع الحمل لسنوات عدة، تتضمن: الاستمتاع بالحياة الزوجية، وعدم الاستعجال في تحمل مسؤوليات تربية الأطفال، إضافة إلى انشغال بعضهم بالدراسات العليا والترقي الوظيفي، والخوف من الانفصال، ما يتناقض مع اتجاه الدولة إلى زيادة عدد سكانها.
وعزا بعض الأزواج، خلال مشاركتهم في النقاش، فكرة تأجيل الإنجاب عقب الزواج مباشرة إلى رغبة الزوجات خلال الفترة العمرية من 25 إلى 30 عاماً، في الحفاظ على القوام، أو الوظيفة.
كما أشارت مشاركات إلى أن فكرة الإنجاب عقب الزواج مباشرة لم تعد حلماً يراود المتزوجين حديثاً، بسبب التخوف من عدم استمرار الحياة الزوجية والرغبة في التأكد من التوافق بينهم.
وذكرت طبيبة النساء والتوليد، مي السيد، أن كثيراً من الدراسات الحديثة تؤكد وجود أسباب متعددة لعدم تأجيل الحمل، والإسراع فيه بعد الزواج، منها: انخفاض مستوى خصوبة المرأة بسبب التقدم في العمر، وتغير وظيفة المبايض – خصوصاً أن بعض الأمراض المرتبطة بالتقدم في العمر قد تتسبب في حدوث العقم عند المرأة- أو ترهل المبيض وظهور بعض الأمراض النسائية بعد سن الـ35 نتيجة التغيرات الطبيعية التي تحدث في المبيض، والحاجة إلى المتابعة الطبية المكثفة أثناء فترة الحمل بسبب تعديها سن الـ30، والأمراض المزمنة التي تظهر لدى الإنسان عند التقدم في العمر وتؤثر سلباً في الحمل.
من جانبه، أكد المستشار الأسري في صندوق الزواج، عبدالله البلوشي، أن هذه الظاهرة أصبحت مقلقة، مشيراً إلى أن تأخير الإنجاب له مضار عدة سواء على الاقتصاد، أو التركيبة السكانية وقوة المجتمع التي تقاس بعدد أفراده.
وأوضح البلوشي أن الهدف من الزواج هو التناسل والتكاثر وليس مجرد الجماع، والحديث الشريف يقول: «تناكحوا تناسلوا تكاثروا، فإني أباهي بكم الأمم يوم القيامة»، مشيراً إلى أن الأسرة الإماراتية عليها أن تنجب وتتكاثر لأن عدد المواطنين قليل، وإذا وصل تعداد الأبناء إلى 10 لن يشعر الأب والأم بإرهاق، لأن الدولة توفر لهم كل شيء مجاناً (الصحة والتعليم والسكن والعمل). كما تمنح أبناءها منح زواج وغيرها، وهو ما لا يتوافر في أي دولة أخرى، كما أن الأب يحصل على علاوة مالية مع كل طفل جديد.
وأشار البلوشي إلى أن صندوق الزواج ينظم دورات اسرية للتحذير من مخاطر تأجيل الإنجاب، وما يترتب عليها من مشكلات صحية واجتماعية.
وذكر المستشار الأسري في صندوق الزواج، الدكتور راشد الجابري، أن الانجاب والتكاثر والتناسل عبر الزواج من سنن الله الفطرية، والعبث من قبل المتزوجين بهذه السنة يعتبر عبثاً بالفطرة، ومردوده سلبي، خصوصاً أن الدراسات الطبية أكدت أن تأجيل الإنجاب يؤدي إلى تراجع الخصوبة عند الزوجين.
وأشار إلى ان قضية الإنجاب والتكاثر مطلب من مطالب الدولة التي توفر كل سبل الراحة لمواطنيها وتعينهم على الزواج، من خلال المنح المالية والدورات التثقيفية والأعراس الجماعية.بدورها، أكدت المستشارة الأسرية، عائشة الحويدي، ضرورة نشر ثقافة الإنجاب بين المقبلين على الزواج، وحديثي الزواج، والتعريف بالنعم التي يرسلها الله مع الأبناء، إضافة إلى أهمية الانجاب لزيادة عدد السكان، والحفاظ على الهوية الوطنية، مشيرة إلى وجود فهم خاطئ لدى البعض يدفعهم لتأجيل الانجاب خوفاً من الانفصال وعدم استمرار الحياة الزوجية.