فحوص «الإقامة» تكشف إصابة 924 بالزُهري خلال 5 أشهر
سجلت هيئة الصحة في دبي 924 إصابة بمرض الزهري، منذ تطبيق فحوص اللياقة الطبية الجديدة في شهر نوفمبر، وحتى شهر مارس الماضيين».
وقالت مديرة اللياقة الطبية في الهيئة ميساء البستاني لـ«الإمارات اليوم» إن «القادم للإقامة في الدولة، إذا تبين إصابته بمرض الزهري لا يحصل على شهادة خال من الأمراض السارية إلا بعد شفائه من المرض»، مشيرة الى أن «المصاب لا يحجز في الحجر الصحي، لكن يخضع للعلاج بمعرفة الهيئة، ومن لا يلتزم بجلسات العلاج يبعد عن الدولة».
وأفادت بأن «الحالات التي سجلت خلال الأشهر الخمسة، مازال 674 منها في مرحلة تلقي العلاج»، مشيرة الى ان «الهيئة توفر العلاج للمصابين مجاناً».
وتفصيلاً، أفادت البستاني بأن «مركز اللياقة الطبية في الهيئة يطبق منذ شهر نوفمبر الماضي فحوصاً جديدة، قررها مجلس الوزراء، للتأكد من خلو القادمين للإقامة في الدولة من مرض الزهري»، موضحة انه مرض يتم الكشف عنه بفحص عينات الدم.
وأشارت إلى أن «الذين تثبت إصابتهم بالمرض قد يواجهون قرار الابعاد، اذا لم يلتزموا بالعلاج»، موضحة أن «قرار مجلس الوزراء اعتبر مرض الزهري من الأمراض التي تمنع الحصول على الإقامة في حال لم يعالج منها المريض»، مبينة أن «هيئة الصحة تستدعي كل من يثبت انه يعاني من المرض، وتوفر له العلاج في عيادة خاصة في مركز اللياقة الطبية القائم في منطقة المحيصنة 2 في دبي».
وأشارت الى أن «المصابين تتم متابعة حالتهم من قبل العيادة وتقديم العلاج والاستشارة والمتابعة الطبية اللازمة لهم لحين شفائهم»، لافتة الى أن «فترة العلاج قد تصل الى عام».
وذكرت البستاني أن «العلاج يتم فقط في عيادة هيئة الصحة، ومن لا يلتزم بجلسات العلاج تصدر بشأنه شهادة غير لائق طبياً، ويتم اخطار ادارة الجنسية والاقامة باسمه، لاتخاذ اجراءات ابعاده باعتباره مصاباً بمرض معدٍ»، مضيفة أن «بعض الحالات يتم الغاء كفالته من قبل الكفيل، فور علمه بإصابة مكفوله».
ولفتت الى أن «تطبيق الفحص الجديد بداية من شهر نوفمبر الماضي، وحتى شهر مارس الماضي، اثبتت اصابة 924 شخصاً بالمرض طلبوا الحصول على شهادة لائق طبياً، لاستخراج اقامة الدولة». وتابعت «كانت أعلى نسبة اصابة مسجلة في شهر مارس الماضي بـ240 مصاباً، بينهم 192 ذكراً، و177 اصابة في الشهر السابق»، لافتة الى أن «المصابين في شهري نوفمبر وديسمبر شفيوا تماماً من المرض، وحصلوا على الإقامة»، لافتة إلى أن «كل من ثبتت اصابتهم بالمرض، التزموا بتلقي العلاج، ولم يتخلف احد منهم حتى الآن». الى ذلك، قالت البستاني إن «مرضى السل الذين تكتشف اصابتهم بالمرض ويطلبون الاقامة في الدولة يتم احتجازهم في الحجر الصحي لهيئة الصحة، وعلاجهم، واعادتهم الى دولهم بعد الشفاء». ولفتت الى أن «مرضى الايدز يتم حجزهم في الحال، ولا تتخذ اية اجراءات حجر ضد مرضى الالتهاب الكبدي، لكن يتم ابلاغ الكفلاء لاتخاذ اجراءات اعادتهم الى دولهم».
وذكرت أنه «في حال تجديد الاقامة، يقتصر اجراء فحص الالتهاب الكبدي على فئات الخدم والعاملين في المطاعم ومحال الحلاقة ومربيات الاطفال والنوادي الصحية»، لافتة إلى أن «هذا الفحص يُجرى للفئات الأخرى عند طلب الإقامة للمرة الاولى، ولا يُجرى عند تجديد الإقامة».
وأوضحت أن مجلس الوزراء أصدر العام الماضي قراراً لتنظيم الفحص الطبي للوافدين الى الدولة للعمل والإقامة.
ويشترط القرار اجراء «فحص الأمراض المعدية، وخلو الشخص منها للحصول على الاقامة، ومن هذه الأمراض الإيدز، الذي اشترط القرار اجراء فحص أولي وآخر تأكيدي للحالات الإيجابية».
ويشمل أيضاً الأمراض الصدرية، خصوصاً السل، الى جانب «اجراء فحص اولي لمرض الزهري، وفحص آخر تأكيدي للحالات الإيجابية». وقصر القرار إجراء الفحص الطبي الجديد على مراكز الطب الوقائي التابعة لوزارة الصحة والهيئات الصحية الحكومية في الدولة والجهات الأخرى التي يصدر بتحديدها قرار من وزير الصحة.
واعتبرت البستاني أن «قرار مجلس الوزراء حمى الدولة من دخول عدد كبير من المرضى ليقيموا فيها».
“الزُهري”
الزهري مرض معدٍ خطير ينتقل من شخص لآخر عبر الاتصال الجنسي، أو من الأم لجنينها وتتسبب فيه بكتيريا، وتنتقل العدوى من خلال ملامسة الدم أو القرح للشخص المريض بالزُهري، خصوصاً تلك التي توجد في الفم أو القضيب أو المهبل أو فتحة الشرج. إذا لم يعالج مرض الزُهري في مرحلة مبكرة فسوف تنتشر البكتيريا في الدم وبمجرد وصول البكتيريا للدم ما يعني تعرض المصاب لمخاطر عدة. ومن أكثر الأعراض شيوعاً الطفح الجلدي، والذي يظهر في صورة قرح بعد نحو أسبوعين إلى شهرين ويكون في كفي الأيدي وكعبي القدمين. والأعراض الأخرى لمرض الزُهري حمى وارتفاع في درجة الحرارة، احتقان الحلق، تورم الغدد الليمفاوية. وبعد مرور أعوام عدة فإن الشخص المريض بالزُهري والذي لم يقدم على العلاج تظهر لديه اعراض مرضية في المخ أو العمود الفقري، وقد يسبب الزُهري ضموراً في عضلة القلب وبعض الأعضاء الأخرى أيضاً.
قالت مديرة اللياقة الطبية في هيئة الصحة في دبي ميساء البستاني لـ «الإمارات اليوم» إن العام الماضي شهد تزايداً كبيراً في الكشف عن المصابين بالأمراض المعدية، موضحة أن «2830 شخصاً قدموا الى دبي العام الماضي، وطلبوا اجراء الفحص الطبي تمهيداً للحصول على الاقامة، واثبتت الفحوص اصابتهم بفيروس نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) والسل والالتهاب الكبدي الوبائي». وأشارت الى أن «النسبة الاكبر من هؤلاء المرضى تأتي من ثلاث دول آسيوية» رفضت تسميتها، لافتة الى أن «الحل الأمثل لمنع هذا الخطر، هو فحص العمالة في بلادها، وإعادة الفحص فور وصولها للدولة».