برنامج لتأهيل النساء لتقبّل الزوجة الثانية

برنامج لتأهيل النساء لتقبّل الزوجة الثانية

قسم: اخبار العالم برنامج لتأهيل النساء لتقبّل الزوجة الثانية » بواسطة adams - 24 نوفمبر 2024

صمّمت باحثة متخصصة في علم النفس برنامج علاج نفسي وانفعالي، لإعادة تأهيل النساء اللائي يصبنَ بصدمة، نتيجة تزوّج أزواجهن بأخريات، ويستهدف البرنامج الزوجات في حالات الغضب الهستيري والاكتئاب الانفعالي، الذي قد يؤثر فيهن نفسياً وصحياً، كما يؤثر في أطفالهن.

مشاعر الضعف والاكتئاب

أفادت الاستشارية النفسية والأسرية، زهراء الموسوي، بأن وجود منافس قوي يسبب للإنسان مشاعر الضعف والاكتئاب والإحساس بأنه غير مطلوب، ما يسبب بالتالي مشاعر الاكتئاب أو الغضب والإحباط.

وأوضحت أن هذه المشاعر تتولّد لدى الزوجة عندما يتزوج عليها زوجها، وتنعكس سلباً على الأبناء، وتؤثر في حياتهم الطبيعية، وهناك من وقعن في هذه الظروف، ولم يستطعن التأقلم معها، فانعكست الآثار السلبية على الأبناء.

ظاهرة الزواج الثاني

خلصت دراسة بحثية أعدّتها الاستشارية النفسية والأسرية، زهراء الموسوي، إلى أن ظاهرة الزواج الثاني أمر مسموح به في الشريعة والقانون، فيجب التعامل معه بشكل يقلل من الآثار السلبية في جميع الأطراف المعنية بالموضوع، عن طريق برنامج إرشادي عقلاني انفعالي، تم تصميمه لإعادة تأهيل الزوجة الأولى، بعد زواج زوجها، للعودة إلى ممارسة الحياة الطبيعية دون أزمات نفسية، مشيرة إلى أن البرنامج يتكوّن من خمس جلسات إرشادية.

وتعتمد الدراسة التي أعدّتها الاستشارية النفسية والأسرية، زهراء الموسوي، وحصلت «الإمارات اليوم» على نسخة منها، على خمس جلسات نفسية وإرشادية، يتم خلالها العمل على إقناع الزوجة بأن موضوع الزواج الثاني موجود، شئنا أم أبينا، وهو في حقيقته مشابه تماماً لموضوع إنجاب الابن الثاني أو الثالث، فما تشعر به الزوجة الأولى من غيرة، مشابه تماماً لشعور الطفل الذي يولد له أخ أو أخت.

وتفصيلاً، ذكرت دراسة بحثية عرضت خلال فعاليات مؤتمر أبوظبي الدولي الأول للجمعية العالمية لإعادة التأهيل النفسي والاجتماعي، الذي نظمه جناح العلوم السلوكية في مدينة الشيخ خليفة، التابعة لشركة أبوظبي للخدمات الصحية (صحة)، أن موضوع الزواج الثاني للزوج، بما أنه شرعاً وقانوناً مسموح به، فمهما حاولت الزوجة الأولى منعه، فذلك لن يحدث، وهو في الغالب يسبب لها صدمة، وعدم قدرة على ممارسة الحياة اليومية كما في السابق، لافتة إلى أن بعض الزوجات يصبنَ بحالات اكتئاب تفاعلي نتيجة زواج أزواجهن بأخريات، ما يؤثر سلباً في الأبناء، وفي قدرتها على اتخاذ القرارات الصحيحة.

وقالت الموسوي، في دراستها، إن موضوع الزواج الثاني موجود شئنا أم أبينا، وهو في حقيقته مشابه تماماً لموضوع إنجاب الابن الثاني أو الثالث، فما تشعر به الزوجة الأولى من غيرة، مشابه تماماً لشعور الطفل الذي يولد له أخ أو أخت، إلاّ أن الأول مرفوض عرفاً، بينما الثاني أمر طبيعي ويوجه للطفل اللوم على غيرته، فيما يُتعاطف مع الزوجة الأولى على مشاعرها.

وأفادت الدراسة بأنه يتم خلال الجلسة الأولى تكوين علاقة مهنية بين المرشدة والحالة، من خلال أخذ المعلومات الأساسية، ثم الاستماع للحالة في بيان مشكلتها والاستفسار عن أهم الأفكار الداخلية المزعجة لها، مثل «هل يوجد عيب فيّها جعل زوجها يتزوج عليها؟ هل هي غير مرغوبة لزوجها؟ هل تستطيع مواجهة نظرات الناس بعدما أصبح لدى زوجها زوجة أخرى؟ هل يتسبب زواج زوجها في حرمانها وأبنائها من حقوقهم المادية في المنزل والمصرف؟».

فيما تقوم المرشدة في الجلسة الثانية، بحسب الدراسة، بتعليم نموذج «ABC» للحالة، ووضع الأفكار المستخلصة من الجلسة الأولى في الجدول، ومناقشتها مع الحالة، وبيان اللاعقلانية فيها، منها أهم فكرة تراود الزوجة، المتمثلة في «وجود عيب فيّها جعل زوجها يتزوج عليها»، فهذه الفكرة تزعزع ثقة الزوجة بنفسها، وتقديرها لذاتها، خصوصاً أنها تربط تقديرها لذاتها بتقدير الزوج لها، وعن طريق تقنية الحوار الجدلي يتم إقناع الزوجة بأن زواج الزوج لا يعني بالضرورة أنها سيئة، وليست مرغوبة ومطلوبة.

وتتعلق الجلسة الثالثة بمعالجة أحد أهم الأمور الصعبة التي تواجهها الزوجة الأولى، بعد زواج زوجها، وهي مواجهة حديث الناس عنها، أو شفقتهم عليها، أو تشجيعها على السلوكيات العدوانية والمدمرة مع زوجها، أو ضد الزوجة الثانية، أو لومها بأنها هي السبب في زواج الزوج.

ففي هذه الجلسة، تستخدم المرشدة تقنية التقبل غير المشروط لذاتها، حتى تتوقف عن لوم نفسها تجاه الموضوع، وثم لعب الأدوار لتعلم السلوك التوكيدي في مواجهة من يشجعونها على السلوك العدواني مع الزوج، أو ترك المنزل، أو اللجوء إلى السحر والرقية، كي يكره الزوج الزوجة الثانية ويعود إليها، كما يتم تعليم الحالة الفرق بين الصبر كحالة سلبية، والتكيف كفعل فعال.

وتركز المرشدة في الجلسة الرابعة على تشجيع الحالة على أن تبحث في أسرتها أو صديقاتها عن شخص داعم لها، تستطيع اللجوء إليه حين تشعر بالضغط والتوتر، أو تحتاج إلى دعم عاطفي.

في ما تتعلق الجلسة الأخيرة بطمأنة الحالة بأنها في المسار الصحيح، وتشدّد على ضرورة عدم الالتفات لمن يلومها على تكيفها مع الوضع بطريقة قد تجعلها تشك في صحة ما تقوم به.

وأفادت الدراسة البحثية بأن الجلسات الخمس ستحقق نتائج إيجابية منقطعة النظير، موضحة أنه بعد الجلسات الإرشادية ستستطيع الزوجة أن تشعر بالسيطرة على حياتها، بعد أن كانت تشعر بأنها خارجة على السيطرة.

مانشيتات قد يهمك